اقتباس

84.2K 1.7K 279
                                    

ارتعشت "ندي" برعب و هي تنظر إليه بهلع تحاول أن تحصل علي بعض الهواء لتملئ به رئتيها الصغيره .. تبدل لون وجهها إلى الأحمر القاتم و اتسعت أعينها لتسير الدموع النادمه علي وجنتيها .. تتوسله بنظراتها المرتعبه لم يبالي بل نظر داخل عينيها و رماديتيه تشع غضب الكون هادرا بعنف :

- مالك خايفه تموتي ياحبيتي ولا ايه !!

عجزت عن إجابته و هي تعافر للبقاء لكن هيهات فتلك الأعين التي طالما اشبعتها عشق و حنان أصبحت تلوح بسهام الاحتقار و البغض .. لأول مره تري ذاك الملاك بتلك الحاله ...

نفرت عروق رقبته و هو يطالعها ببغض و ندم علي فعله كادت تقضي علي حياه من ينبض قلبه بسببها .. ضغط بقوه أكبر علي رقبتها لترفع يدها تحاول إبعاده و أعينها تتسع شيئاً فشيئ ... ليكمل هادرا :

- ليييييه عملت فيكِ إيه عشان تعملوا فيها كده .. للدرجادي انا مغفل ، للدرجادي بيضحك عليااااا أختي هتروح مني بسببك ، انتي ايييه ازاي الرحمه اتعدمت   منك كداااااااا ؟!!!

دفع "نائل" الباب بتلك اللحظه يحاول ابعاده صارخا به :

- كفايه يااتيم اللي بتعمله ده غلط هتموتهااا !!

نجح الأخير بفصله عنها لتشهق بعنف و يدها تحاول تدليك رقبتها و أنفاسها تتصارع لتنتظم مره أخري ليهدر "تيم" بعنف غير مبالي بغرس خنجر كلماته بصدرها :

- تموت ولا تغور في داهيه ، واختي انااا حقهاا فين ،هاااا !!

دار حول نفسها يشد خصلاته بعنف و أصبحت عينيه شديده الاشتعال يهدر بغضب :

- دي ... دي اتصلت تستنجد بياااا ...  انا ناايم في العسل و معيش القذره في جنه ... و أسيف بتموت كل يوووم !؟!! ده انااا كان نفسي اكلمها بسسس .. كنت حاسس !!

اتجهت أنظاره الغاضبه إليها و كاد يندفع مره أخري نحوها لكن "نائل" أسرع يمسك به و دموعه تلمع داخل مقلته علي ملاك العائله الصغيره ... و علي شقيقها المذبوح بخنجر مسموم هكذا أمامه حاول تدارك الوضع يردف برفق :

- تيم محدش فينا قابل ده علي أسيف .. بس هي محتاجاك دلوقت .. انت مشوفتش حالتها ؟! ارجوك روحلها دلوقت !!!

وقف الآخر ينظر إليه لحظات قبل أن يرمقها بنظرات ازدراء ثم قال بصوت متحشرج من شده مشاعره المختلطه .. :

- انا كنت عارف اني هندم علي الجوازه دي .. أنتِ طالق !!!

اتسعت أعينها و اسرعت إليه تمسك يده راكعه علي ركبتها و دموعها تغرق وجنتيها الحمراء صارخه بعنف وحنجره محروجه :

- لا ياتيم انااا عملت كده عشاان بحبك ، كنتت عاااو....

اخرستها تلك الصفعه المدويه من يده التي صمت أذنيها لينفض جسده بعدها بعيداً عنها و كأنها وباء يصيح بهااا بعنف ونظراتها الساخره تحرقهاااا :

- أخوكِ كان بيعمل كده لما أسيف كانت بتحاول تنطق .....

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن