الفصل التاسع عشر "اغفري !"

92.6K 3.2K 327
                                    

بدأ الصداع يداهمها بقوة شديدة لتُغلق الحاسوب و تنزع تلك الكارثه التى حولت يومها الجيد إلى أتعس يوم بحياتها أحكمت إغلاق العلبه و خبأتها بالكومود بجانبها و كأنها تخفيها عن أعينها المتورمه من فرط البكاء انتفضت بمحلها حين استمعت إلى تلك الطرقات أعلي الباب و أمسكت رأسها التي خذلتها و بدأت بالدوار زاغت عينيها و بدأت أنفاسها بالاضطراب و تلك السحابه السوداء تدور بقوه من حولها و تسحبها داخلها ليكون آخر ماتراه وجه أخيها المذعور الصارخ باسمها قبل أن تفقد وعيها ....

فتحت عينيها رويداً رويداً و هي ترمش تحاول استيعاب ما يحدث من حركه خفيفه حولها صوت وقع الأقدام المتعدده جعلها تفتح عينيها بذعر و مشاهد ذاك الفيديو تتكرر بمخيلتها عده مرات انتفضت للخلف و هى تقاوم دوارها تحاول النظر جيداً بالوجوه حولها و قد تنفست الصعداء حين لم ترّ وجهه بين الحاضرين هى لا تقوى على مقابلته أبدا بتلك اللحظات استجابت لأحضان أخيها و اندست داخلها بصمت و عقلها يعبث و يدور بتلك الكلمات التى نطق بها هل كان يرى امه بالواقع كما رأتها هى هكذا جسدها ينزف الدماء و تتعرض لتلك الضربات الوحشيه من أب انعدمت منه الرحمه ؟!!

كيف تخطى ذلك بعقله الطفولى الصغير ؟!! ليته كذب عليها تلك المره لكنه صادق ، تلك الدموع التى غسلت لحيته الكثيفة لا تكذب لكن ماذا يريد ، لما يطالبها بما يفوق طاقتها الآن ؟!! دست وجهها بأحضان أخيها و هي تشعر أنها بعالم آخر لا تستمع سوي إلي همهمات صادره عنهم و خاصه أخيها الذى يربت علي ظهرها و خصلاتها برفق و هدوء و في الغالب يسألها عن حالها لكنها بأسوأ حال ، تلك القبضه تشتد علي صدرها تكاد تخنقها لم تتخيل يوما أن يتحول عالمها الوردي لعالم بتلك القسوه ، تشوشت أفكارها الآن لتفيق علي يد أخيها يرفع ذقنها بلطف هامسا لها :

-أسيف حبيبتي يزيد بيكلمك ..

رفعت عينيها إليه ثم نظرت إلى يزيد بصمت قاتل اقلقه و وتره لحظات قبل أن يتقدم يجلس أعلي الفراش قائلاً بصوته الهادئ :

-أسيف أنتِ عارفه إنك مش مجبره على الارتباط بيا لو هيوصلك لكده ؟!!

تجمعت الدموع بعينيها الجميله و قد ضلت سبيلها تماماً لتوضيح ما حدث و أنه لا علاقه له بالأمر ، عضت علي شفتيها و هي تعتدل بجسدها لتستقيم أعلى الفراش ثم نظرت إلي عمتها التي تجاورها بصمت و اقتربت من أذنها تهمس لها بكلمات مقتضبه لتقف العمه متجه إلى غرفه الملابس بهدوء و تنظر "أسيف" أرضاً مطلقه تنهيده بارهاق و هي تهمس بخجل :

-اسفه يايزيد مكنتش عاوزه ابوظ عليك اليوم ده بس أنا سهرت للصبح علي شغل و .. و غالبا حصلي ارق او حاجه كده .. بس أنا مش عاوزاك تفكر إنك السبب ...

عادت العمه و هى تعطيها تلك العلبه المخملية بهدوء لتفتحها "أسيف" و تتناول منها خواتم الخطبه بهدوء تمد يدها إلي "يزيد" بهما مُكمله أمام نظرات الجميع المشدوهه:

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن