الفصل التاسع والعشرون "فرصة !" " الأخير ج2 "

133K 3.5K 901
                                    

جلس "تيم" فوق المقعد الخاص بالمشفى و هو يدس جسد شقيقته التى أصابتها حاله انهيار فور تلك اللحظات الثقيلة داخل أحضانه ، لا زالت تنتفض ببكاء و شهقات مرتفعه تهمس بكلمات مُبهمه لا زالت بأسوأ حالاتها على الإطلاق إلى الآن لم يفهم تفسيراً لذاك المشهد الدامى الذى صعقه بل و صعق الجميع ابن العم مُلقى فوق جسد شقيقته ينزف الدماء من جميع أنحاء جسده و ذاك المُدنس يحاول الهرب لتنطلق خلفه أفراد الشرطه تلحق به ، و يظل ذاك المشهد الصادم كما هو بعقولهم ...

عوده بالأحداث لساعات قليلة منصرمه  ...

ترجل ابناء العم من السيارات يهرولان إلى مصدر صوت الطلقات الناريه و صرخات "أسيف" تكاد تصم الآذان انتشرت أفراد الحراسة الخاصه و الشرطه بالمكان و بلحظات تحول المكان إلى ساحه قتال حيث بدأ الرجال بمحاولات الهرب المعتادة بتلك الحالات هرع "تيم" إلى شقيقته الملقاة أرضاً أسفل جسد ابن عمه لتصعقه الصدمه حين رأى ابن عمه الغارق بالدماء يحيط جسدها أسفله مُلقياً رأسه فوق صدرها و هى تصرخ بصوت ملتاع بإسمه تحرك إليها بعد أن استغرق الأمر لحظات يراقب المشهد هو و ابن عمه بأعين دامعه هبط أرضاً بجانبها يفك أسر تلك القيود عنها و هى تصرخ بذاك الساكن فوقها بلا هوادة  تطالعه بأعين متسعه بارتعاب بالغ :

- فهههههد !!!! فههههههد أرجوك اووعى .. تيمممم الحقه ارجووووك ...

مجرد أن فك أسر يديها دفعتها إلى رأسه ترفعها و تطالع ملامحه الغارقة بدماءه ببكاء حار ثم تشبثت فجأة بقميصه الغارق بدمائه حين اتجه أفراد الأسعاف إليهم ليرفعوا جسده عنها لنقله إلى المشفى جذبها شقيقها إلى أحضانه يحاول إيقاف حركاتها الهستيريه و صرخاتها المتتالية أثناء مقاومتها إياه بعنف لفك أسرها أسرع إليها "نائل" يجثو بجانبها يقول بصوته الباكى :

- أسيف اهدي لااازم ننقله المستشفى عشان يلحقوه ..

صرخت بهم بكلمات غير مفهومه تتابع جسده الذى تسطح بسكون فوق الفراش المتحرك الصغير ، ثم بدأت تحاول الاستقامه بجسدها بإصرار غريب تقول بغضب :

- اوعااا ، عاوزه اركب معاااه اوعااااااا ....

لم يكن توقيت صائب للاندهاش فك "تيم" أسرها لتقف مهروله إلى السياره قبل إغلاقها تدلف إليها ثم تختفى داخلها معه ..

الوقت الحالي ....

صمتت فجأة عن البكاء أخيراً و بعد ساعات متواصله من الإنهيار التام لدرجه جعلته يرتعب عليها ثم خرجت من أحضانه تنظر إلى كنزتها البيضاء الصغيره المُلطخه بدمائه و تلك الدموع تسيل من عينيها بلا توقف تهمس أخيراً بكلمات واضحه لشقيقها و ابن عمها الجالس بالمقعد الصغير بجانبها :

- مكنش قصدى مردش عليه ، لو كنت رديت مكنش حصله كده .... أنا السبب ياتيم ..

كان من الصعب تفسير كلماتها ببادئ الأمر خاصه حين أصبحت نبرتها خافته و صوتها مبحوح إثر تلك الصرخات المتتاليه و البكاء المرير ..

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن