الفصل السابع عشر "انسى !"

90.4K 3.1K 192
                                    

من المتعارف عليه أن تدور عقارب الساعه ليمر الوقت و ينتهى اليوم و يبدأ يوم جديد مشحون بالأعمال و الأشغال لدى البشرية ، و لكن ها هى عقارب ساعتها تدور و تصدر صوتها ولكن يومها ثقيل لم و لن ينتهِ ابداً ، أصبحت عادتها هنا بتلك المشفى طوال اليوم أن تراقب ساعتها بصمت تنتظر انتهاء يومها ببرود و تعيد تلك الذكريات التى برعت بحفرها بعقلها الباطن و إعادتها علي نفسها كل يوم هى علي يقين أنها المتسببه الوحيدة بما حدث لها ، لم تكن "أسيف" صديقتها البريئه و ابنه العم وراء ما حدث لها كما زعمت ، هي طامعه تعلم .. رغبت بما ليس لها تعلم ذلك أيضاً .. لكنها أحبته و بشده !!!

ضمت ركبتيها إلى جسدها و احتضنت ساقيها بذراعيها و دموعها تهطل بصمت قاتل و هى تتذكر صوت ابنه العم الضعيف الهزيل المستنجد بها و برحمتها و لكنها جردت نفسها من المشاعر الإنسانية حينها حيث تركتها تُعاني الويلات و هى تنعم بأحضان أخيها ببرود ، لها كل الحق "أسيف" بكراهيتها و كان عليها أن تتركها بلا مساعدات لكن كما أخبرها الطبيب أنها أتت خصيصاً لتوافيه بالمعلومات الخاصه بها علها تُشفى ...

استمعت إلى طرقات الباب ثم دلوف أحدهم بالطبع لن يكن سوى ذاك الطبيب غريب الأطوار الذى يأتى إليها كل يوم يتطلع لها بصمت و يسأل اسئله يعرف إجابتها لذلك لا يتلقى منها سوى الصمت كما هى لكنه لا يمل أبداً ، رفعت رأسها حين وجدت أخيها يخطو خلفه و يتوجه إليها يقبل وجنتيها بلطف ثم همس لها بتساؤل :

-اخبارك إيه النهارده ياحبيبتي ؟!!

لم تجيبه كالعاده بل هزت رأسها بهدوء لتستمع إلي صوت "يزيد" الهادئ يقول :

- أديك اطمنت عليها ممكن تتفضل عشان أبدأ جلستى معاها ؟!!

قلب "فهد" عينيه بملل ثم نظر إليه يرد عليه بنبره مماثله له بالهدوء و البرود :

- بقالك أسبوعين و مفيش نتيجه بس ماشى أنا فعلا هسيبك لما نشوف اخرتها ..

لم ينتظر إجابته بل مال عليها يهمس لها بأنه سوف يعاود المرور عليها بنهايه يومها كعادته ثم قبل خصلاتها يربت علي جسدها بلطف و اتجه إلي الخارج تاركاً إياهم معا ...

جلس "يزيد" أعلى الأريكة و هو ينظر إليها بهدوء ثم ابتسم و قال بنبره رخيمه :

- فهد مشي خلاص تقدري تتكلمى !!

تطلعت إليه بأعين هادئه و شعرت بتلك الرعشه الخفيفه تسري بجسدها جراء سقوط كلماته عليها كالدلو البارد ، اشاحت وجهها عنه و اضطربت أنفاسها تدعي عدم الفهم ، ابتسم لها بهدوء و اعتدل يستند بكوعيه إلى فخذيه و هو يُكمل بنبره تحذيرية فهمتها علي الفور :

- ماهو لو متكلمتيش معايا هضطر اقول لفهد إنك مش فاقده النطق و لا حاجه و إنك ساكته بمزاجك ..

عدلت وجهها تطالعه بأعينها الحمراوتين من شده البكاء و تهتف بغضب :

-عايز ايه مني ما أنا بعدت عنكم كلكممم سيبني في حالى و امشى بقااا ....

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن