الفصل السادس عشر "نيران"

102K 3.3K 278
                                    

لأول مره يشعر بذاك الغضب ناحيه شخص مثالى ک "يزيد" ، شخص ودود مُتعقل يحادث الجميع بلطف يوزع ابتسامات خاصه لتلك التى تجلس بجانب شقيقها تقص عليه ما أخبرها به ذلك الطبيب النفسى المرح و تشيد بثقافته المتسعه و تجوله بالمؤتمرات العالميه ، جلسه سيئه ممله مليئه بالأحاديث الكريهه زفر أنفاسه بغضب ملحوظ لم يستطع كتمانه لفت جميع الأنظار إليه ، لكن كان تركيزه كله مع نظراتها هى تلك النظرات التي اشتعلت بغضب ناحيته أثارت غضبه أكثر ناحيتهم ليقول بهدوء حين صمتت الأحاديث الوديه :

-انا بقول يزيد أكيد جعان و الأكل اتأخر ..

وافقته عمته الرأي و هى تبتسم إليه بود و مكر غامزه بإحدي عينيها إليه سرا و استقامت تقول بود ملحوظ :

- عندك حق ياحبيبي فعلا الغدا أتأخر النهارده أسفين ياايزيد ...

ابتسم لها "يزيد" و هو يومئ بهدوء و لطف قائلاً بصوت رخيم و نظراته تعود إلى تلك الفاتنه :

- و لا يهمكم أنا اصلا مش جعان أنا كنت جاي اقعد مع أسيف شويه لأني معرفتش اتواصل معاها الفتره اللي فاتت ...

ابتسمت له بهدوء كعادتها لتبتلع "سمر" رمقها و هى تحدق بقبضه ابن اخيها التي تشتد لتبرز عروقه و قد اعتدل جسده بوضع هجومى واضح فقالت بصوت واضح و هى تمد يدها برقه إلي ابنه أخيها :

-أسيف حبيبتي تعالي معايا نشوفهم سوا ....

شعوره بالامتنان نحو عمته الآن لايضاهيه شعور آخر لكن نظرات تلك الجميله العابسه من ترك تلك الصُحبه و اتباع عمتها برقه جعله أكثر غضبا ً على ذاك البغيض سارق العقول لقد جعل العائله كلها بين يديه حتي العم "مراد" المعروف بصمته قد انصهر معه بالأحاديث الوديه و ارتفعت ضحكاته مثلهم جميعا ، لاحظ "يزيد" نظراته الغاضبه الموجهه نحوه هو فقط ، إلى الآن لايفهم سر كراهيته هل لأنه عاون "أسيف" بتخطي محنتها ؟! أم لأنه لا يعرفه بالأساس و لذلك يمقت تواجده ؟!! ارتفع صوت "نائل" يقول :

-تعرف يابابا .. أسيف معتبره يزيد طائر الحظ بتاعها كل ما ييجي النادي و احنا بنلعب لااازم تكسبني لدرجه بقيت تكلمه مخصوص قبلها ..

ضحك "يزيد" بلطف و هو يرد عليه غافلين تماماً عن تواجد أحدهم يحترق بنيران الغضب و لهيب جسده يزداد يشعر بالدماء تندفع بقوه برأسه تُزيد اشتعال أفكاره الجنونيه الآن :

-لا ياحبيبي ده عشان أنت نصاب و أنا بكشفك لكن أسيف مش بتدخل حاجه إلا و تنجح فيها .. 

أتت بتلك اللحظه و هى تقول بابتسامه واسعه و هدوء لطيف :

-ده عشان أنت دايما مشجعنى ياايزيد ...

إلي هنا و كفى لن يتحمل أكثر من ذلك منهم و منها هى بالتحديد كيف لها أن تتحدث هكذا مع ذاك الغريب أمام أعينه بل أمام أعين الجميع ، لقد استطاع ذاك الحقير أن يبرمجها كما يشاء ، أين "أسيف" الصامته الخجله من أقل الكلمات أو النظرات ؟!!! استقام واقفاً بغضب و كاد ينصرف من جانبها حين رمقته بنظره اندهاش لوقفته الغاضبه و تراجعت للخلف حتي لا يمر هواء جسده من ناحيتها ما تلك المرحله من البغض التي وصلت إليها معه !!

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن