جلست علي طرف الكرسي بحركه استعداديه للهروب من أمامه في أى لحظه إن استشعرت خطر منه وضعت يدها الصغيره فوق ذراعها الأيسر بتوتر واضح علي قسمات وجهها و كل لحظه تنظر ناحيه أخيها من خلف الزجاج حيث يتابع أعماله مع ابن العم ، و قد أصابها الحرج أن تصر علي تواجده معها يكفيه ما خسره لأجلها هل تتسبب بخسارته عمله أيضاً !!
دار عقلها بعده اتجاهات مختلفه ما بين أخيها و تركه لها لأول مره مع ذاك الطبيب الغريب عنها بالطبع لا تتذكر صلته العائليه بهم .. و ما بين خشيتها منه و استعدادها لأقل تصرف أو حركه تصدر عنه ...
صدرت عنها تنهيده خافته تسللت إلى أذن ذلك الجالس بصمت مقابلاً لها تفصل بينهم منضده صغيره وُضِع فوقها أكواب العصير الطازج ، اعتدل "يزيد" بجزعه العلوي و هو يرمقها بنظراته الهادئه اللذيذه ثم مد ذراعه إلى الطاوله يلتقط كوبها أولاً يعطيها إياه و قد انشق ثغره الدقيق بابتسامه لطيفه للغايه أجبرتها على الانصياع لأمره اللطيف المهذب و التقاط الكوب منه ...
رفعت اهدابها الكثيفه تنظر إليه لحظات و راح عقلها يستعيد لقطات من زياراته المتكرره لها ، و كيف كانت تخشاه للغايه بأول يوم له معها أفاقت علي صوته الهادئ فور ارتشافه من الكوب الخاص به جرعه صغيره ... :
- تحبي نقول لتيم يجي يقعد معانا و يسيب شغله دلوقت !
نعم هي تود للغايه أن يحضر معها و لا يتركها .. لكنه عمله و هي ليست انانيه لتلك الدرجه ... هزت رأسها رافضه عرضه المُغرى .. و بدأت نسمات الهواء تشتد من حولها لتتراقص خصلاتها بتناغم ناعم مع نظراته لها ، أخفض رأسه يستجمع كلماته و أفكاره نحو علاجهاا .. علاجها فقط !!
أمسك دفتر صغير قليلاً باللون الوردي المشابه لفستانها الجميل .. ثم دفعه إليها برويه و هو يردف بصوت رخيم :
- شوفي يأسيف ، أنا كل مره باجي هنا أنا اللى بقعد اتكلم معاكى و بصراحه الموضوع كده مش نافع أنا حابب ندردش سوا فجبتلك و أنا جاى الصبح النوت ده .. ده مصدر الحكاوى بينا ، ده لو تسمحي طبعا ؟!
توترت نظراتها و ابتلعت رمقها و هي تخشى قبول عرضه فيطرح أسئلة عما يخصها .. و تخشي الرفض فتنهى علاجها ، هي قطعت وعد أنها سوف تطيع أخيها بالعلاج ليعودا إلى حياتهم اليوميه الطبيعيه مره أخرى ، عضت على شفتها بتوتر و اتجهت عينيها إلى الزجاج ترمق أخيها المنتظر بعيد بنظرات حائره لتفيق علي صوته الهادئ بعد أن أنهى تفحص نظراتها :
- و تقدري ترفضي أو تقبلي الدردشه ، مش شرط تجاوبى ابداا .. و تقدري تسأليني كمان عشان تبقي دردشه مظبوطه !!
تلك الابتسامه الرزينه المتعقله التى تزين ثغره الوسيم تجبر أى أحد على قبول جميع عروضه ، و هي لن ترفض إن كانت لها فرصه رفض أو اعتراض علي اجابه ما !!
أنت تقرأ
حصونه المهلكة
Romanceمُهلك انت وحصونك .... كنت امتلك من الوداعه ما يكفي عالم باسره ! لتأتي انت وشراستك اللعينه هادما لاحلامي الورديه ! اغرقتني ببحور قسوتك لتختنق انفاسي واكاد ازهقها بين يديك الشيطانيه .... كان عليك ان تتخذ عرشك بالبراري وليس بعالمي الهادئ !!!!!