الفصل الثامن عشر "خِطه!"

92.5K 3.5K 408
                                    

داخل تلك الغرفه الرياضيه المجهزة بأحدث الأجهزة و التقنيات الحديثة يجلس فوق الأرضيه و المياه تتقطر من جميع أنحاء جسده مياه عرقه و دموعه معااا ، ما هذا الشعور القاسى ؟!! منذ أن عرف من عمته بما تخفيه بقلبها و عقلها عن الجميع و هو بأسوأ حالاته على الإطلاق شعور الذنب و الندم قاتل يكاد يهلك بين رحاياهم فاقداً ما تبقي من أنفاس مقاومته أغمض عينيه و هو يستعيد هيئتها المتوسله له ، المستجديه رحمته حين كانت مُدرجه بدمائها الطاهره ، لقد دنسها ، قتل براءتها و الآن يبكى على ما اقترفته يداه ...

مسح دموعه عن وجهه بعنف ثم رفع يديه يجمع خصلاته جاذباً إياها للخلف بقوه عله يصل إلى حل بتلك الكارثه ، لقد وافقت على ذاك اللعين ليكون زوجاً لها ؟!! لقد أبت أن تمنحه عفوها و غفرانها ، و سوف تبدأ بحياه جديده مع رجل آخر ؟!!! هل عليه أن يقف الآن مكتوف الأيدى مُختبئاً بتلك الغرفه ؟!!! هل يأخذ دور المشاهد الصامت ؟!! لقد رفضت جميع محاولات التفاوض معه عليها أن تسمعه فقط مره واحده لعلها تغفر !!!! لعلها ترحم عقله المرهق و قلبه الثائر الآن .....

وقف وهو يزفر أنفاسه بقوه ثم اتجه إلى كابينه الاستحمام يمنح جسده حمام دافئ قبل أن يبدأ بما يمهده الآن بعقله ، حسناً إن كانت لا تريد أن تسمعه لتري بأم عينيها ؟!!!!!

مر الوقت به و هو يُعد جيداً ليصل إلي غرضه قبل أن تبدأ حفله خطبتها لرجل آخر اليوم لن يحدث ذلك لن يرى ذاك اللعين جواراها ، خرج من غرفه المكتب يراقب حاله الهرج السائدة بحركه الخادمات حيث يحاولن إنجاز ما تكلفه بهن العمه التى وقفت بعيداً نسبيا تحدق به بنظرات حزينه و كأنها تعتذر له ! ابتسم بسخرية داخله و هو يتسأل من عليه الاعتذار ؟!! هز رأسه بارهاق و كاد أن يتجه إلى الأعلى لتبديل ملابسه لكنه اصطدم ب "نائل" الذى كان يهبط مسرعا و هو يتحدث بالهاتف و من كلماته من الواضح أنه يتفق علي إحدى التنظيمات ، جز علي أسنانه بقوه و أمسك ذراعه يوقفه و رماديتيه ترسل النظرات المشتعله له ليعقد الأخير حاجبيه و ينهى مكالمته مسرعاً و هو يتجه معه إلي جناحه مندهشاً مما يفعله ابن عمه ليقول فور أن أغلق الهاتف و بلحظتها أغلق "فهد" باب جناحه :

-ايه يااعم أنت بتعمل ايه أنا مش فاضى أسيف طالبه منى كذا حاجه ....

لكزه "فهد" بكتفه بقوه و هو يهتف بعنف :

- أنت معندكش دم يلااا ؟!!! أنت هتساعدها تتجوز الواد الملزق ده ؟؟!

ابتسم "نائل" ببرود و هو يدلك محل لكزته القويه التى جعلته يطلق تأوه خفيف و غمز بإحدى عينيه له يقول بتساؤل مزيف :

- و أنت مش عايزنى اساعدها ليه هاا ؟! هي بنت عمي و هو صاحبي و بصراحه لايقين اووي علي بعض ...

اتسعت مُقلتيه حين تلقي لكمه قويه و دفعه عنيفه بمنتصف صدره أدت إلى ارتطام قوي لجسده بالحائط خلفه أطلق صيحه قويه حين انقض عليه "فهد" بشراسه صارخاً به بعنف :

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن