استقام "تيم" بهدوء ثم مال بجسده يجلب الغطاء الرقيق يدثر به شقيقته النائمه بسلام بعد أن ناولها دوائها بعناء يومي اعتاده منها و تقبله بصدر رحب و لين أخوى ...
أزاح خصلاتها الحريريه جانباً واضعا قُبله صغيره أعلى جبهتها الصغيره ثم راح يتأمل جمالها البرئ بنظرات حزينه علي ما آلت إليه أحوالها ، فهي فور أن ساءت حالتها أمام عينيه و كادت تقتل نفسها و بعد أن قاومت الجميع بصرخات مرتفعه صمت آذانهم و ابكتهم جميعاا حتي الجد سالت دموعه لحالتها ، سقطت مغشيه عليها داخل أحضانه ، ليعاني الويلات بافاقتها و التى لم تهبه إياها إلا حين حضر الطبيب و احقنها إحدى الإبر ثم أعطاه بعض التعليمات و هو يحذره أنه انهيار عصبي حاد و عليه التوجه بها إلى طبيب فور افاقتها ، حينها اتخذ قرار بعدم البقاء و إلا فقد شقيقته للأبد ... لملم ما يمكن من ملابسهم بمعاونه إحدى الخادمات ثم حملها برفق و هى بعالم اخر هابطا بها بين ذراعيه و يتبعه الخدم بنظرات حزينه على سيدتهم الصغيره الحانيه الرقيقه ، التي لم و لن تستحق ما حدث لها ابدااا ...
لم يخضع لتوسلهم الباكي بالبقاء بل اتجه بها إلى سيارته يريح جسدها الصغير برفق ثم أغلق عليها بهدوء عائداً إليهم يقول بصوت قوي رجولى :
- انا مش عارف اوصف كميه القرف اللي شوفتها النهارده بايه ، محدش فيكم معصوم من الغلط حتي انااا .. انا اللي سلمتها ليه .. انا اللي معلمتهاش لما واحد ××× يقرب منها تدافع عن نفسها ومتخافش كدااا ، و أنا اللي وثقت في كلام جدي .. و أنا اللي خدت علي قفايا و استغفلتي مراتي عشان تاخد حق أبوها هي و أخوها من أضعف مخلوق بينا...
صرخت "ندى" المنهاره بأحضان أخيها ترتجف إلى تلك الحقائق التي صدمتهاا هي الأخرى :
- مكنتش اعرف ياااتيممم و الله ....
صاح بها خارجاً عن طور تعقله المزيف يجأر بصوته :
- اخرسي خااالص .. لولا إني راجل و مش ممكن أمد ايدي علي واحده كنت دفنتك ... حتي لو متعرفيش .. كنتِ عااارفه أنه ضربهاا ... استنجدت بيكي و أنتِ دوستي عليهاااا .. أنا كنت راجل و قد وعدي ليكِ و مجبتش سيرتها قدامك عشان بس متزعليش ، و أنتِ كانت مكافئتك عظيمه لياا ، ملعون أبو اليوم اللي حبيتك فيه ، ملعون أبو دي جوازه بهدلت حته مني و لحمي و دمي يتعمل فيه كده و أنا عايش علي وش الدنيا ، قولي لل×××× اللي مرميه في حضنه ورقه طلاق أختي لو موصلتش في خلال يومين يجهز نفسه عشان المره دي مش هسيبه غير و روحه في ايديا ...
رمقهم بنظرات استحقاريه مخزيه ثم أسرع بخطواته تاركاً لهم قصر اللعنات هو و تلك الغاليه راحلين عنهم بلا نيه للعوده ...
أفاق من شروده يلقي نظره أخيره حزينه علي وجهها الشاحب و تلك الدوائر السوداء التي أحاطت عينيها ثم تنهد يخرج من الغرفه بخطوات خفيفه مغلقاً الباب بهدوء حتي لا يفيقها من غفوتهااا ...
أنت تقرأ
حصونه المهلكة
Romanceمُهلك انت وحصونك .... كنت امتلك من الوداعه ما يكفي عالم باسره ! لتأتي انت وشراستك اللعينه هادما لاحلامي الورديه ! اغرقتني ببحور قسوتك لتختنق انفاسي واكاد ازهقها بين يديك الشيطانيه .... كان عليك ان تتخذ عرشك بالبراري وليس بعالمي الهادئ !!!!!