الفصل العاشر "تداوي"

112K 4K 413
                                    

استقام "تيم" بهدوء ثم مال بجسده يجلب الغطاء الرقيق يدثر به شقيقته النائمه بسلام بعد أن ناولها دوائها بعناء يومي اعتاده منها و تقبله بصدر رحب و لين أخوى ...

أزاح خصلاتها الحريريه جانباً واضعا قُبله صغيره أعلى جبهتها الصغيره ثم راح يتأمل جمالها البرئ بنظرات حزينه علي ما آلت إليه أحوالها ، فهي فور أن ساءت حالتها أمام عينيه و كادت تقتل نفسها و بعد أن قاومت الجميع بصرخات مرتفعه صمت آذانهم و ابكتهم جميعاا حتي الجد سالت دموعه لحالتها ، سقطت مغشيه عليها داخل أحضانه ، ليعاني الويلات بافاقتها و التى لم تهبه إياها إلا حين حضر الطبيب و احقنها إحدى الإبر ثم أعطاه بعض التعليمات و هو يحذره أنه انهيار عصبي حاد و عليه التوجه بها إلى طبيب فور افاقتها ، حينها اتخذ قرار بعدم البقاء و إلا فقد شقيقته للأبد ... لملم ما يمكن من ملابسهم بمعاونه إحدى الخادمات ثم حملها برفق و هى بعالم اخر هابطا بها بين ذراعيه و يتبعه الخدم بنظرات حزينه على سيدتهم الصغيره الحانيه الرقيقه ، التي لم و لن تستحق ما حدث لها ابدااا ...

لم يخضع لتوسلهم الباكي بالبقاء بل اتجه بها إلى سيارته يريح جسدها الصغير برفق ثم أغلق عليها بهدوء عائداً إليهم يقول بصوت قوي رجولى :

- انا مش عارف اوصف كميه القرف اللي شوفتها النهارده بايه ، محدش فيكم معصوم من الغلط حتي انااا .. انا اللي سلمتها ليه .. انا اللي معلمتهاش لما واحد ××× يقرب منها تدافع عن نفسها ومتخافش كدااا ، و أنا اللي وثقت في كلام جدي .. و أنا اللي خدت علي قفايا و استغفلتي مراتي عشان تاخد حق أبوها هي و أخوها من أضعف مخلوق بينا...

صرخت "ندى" المنهاره بأحضان أخيها ترتجف إلى تلك الحقائق التي صدمتهاا هي الأخرى :

- مكنتش اعرف ياااتيممم و الله ....

صاح بها خارجاً عن طور تعقله المزيف يجأر بصوته :

- اخرسي خااالص .. لولا إني راجل و مش ممكن أمد ايدي علي واحده كنت دفنتك ... حتي لو متعرفيش .. كنتِ عااارفه أنه ضربهاا ... استنجدت بيكي و أنتِ دوستي عليهاااا .. أنا كنت راجل و قد وعدي ليكِ و مجبتش سيرتها قدامك عشان بس متزعليش ، و أنتِ كانت مكافئتك عظيمه لياا ، ملعون أبو اليوم اللي حبيتك فيه ، ملعون أبو دي جوازه بهدلت حته مني و لحمي و دمي يتعمل فيه كده و أنا عايش علي وش الدنيا ، قولي لل×××× اللي مرميه في حضنه ورقه طلاق أختي لو موصلتش في خلال يومين يجهز نفسه عشان المره دي مش هسيبه غير و روحه في ايديا ...

رمقهم بنظرات استحقاريه مخزيه ثم أسرع بخطواته تاركاً لهم قصر اللعنات هو و تلك الغاليه راحلين عنهم بلا نيه للعوده ...

أفاق من شروده يلقي نظره أخيره حزينه علي وجهها الشاحب و تلك الدوائر السوداء التي أحاطت عينيها ثم تنهد يخرج من الغرفه بخطوات خفيفه مغلقاً الباب بهدوء حتي لا يفيقها من غفوتهااا ...

حصونه المهلكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن