زوجة أخي

5.6K 96 38
                                    

ارخت لجام حصانها الاسود فتوقف عن الجري .. ربتت عليه بحنان ثم سرحت في مشاهدة منظر الغروب الذي تعشقه ..

عادة اكتسبتها منذ نعومة أظافرها .. تأتى الى اعلى الهضبة لتشاهد كل يوم غروب الشمس .. حركت رياح اخر الصيف الخفيفة الخصلات المتناثرة من ربطة شعرها فاحست بانتعاش .. اغمضت عينيها وعادت تتنفس بعمق .. كأن هذا الهواء الوحيد المنعش اما باقي الهواء فهو سم لها ..

سمعت صوت اقدام حصان تقترب منها فتعكر مزاجها .. هذه اللحظات هي ملكها الخاص .. لا تريد ان تشاركها مع احد .. انها هدية منها اليها ..

التفتت اخيرا عند توقف الحصان الثاني بعيدا قليلا عنها .. فهمت ان العامل المسكين متردد من الاقتراب منها .. وانه لو لم يجبر لما اتى ..
رغم رأفتها به الا ان هذا لم يمنعها ان تسأله بخوف
" هل سنان بخير؟"
ارتبك العامل ثم قال
" بخير، لكن، شخص .. "
نظرت اليه بقلة صبر وصاحت
" تكلم ! "
لا يلومها، الجميع اعصابهم متعبة والكل خائف بعد الخبر الأخير، هازان لطالما كانت هكذا، عندما تخاف تلف نفسها بقشرة قاسية لكي لا يرى أحد ضعفها وقلة حيلتها، قال بسرعة
" السيد ياغيز هنا ! "

أغمضت عينيها بتعب .. كانت تعرف أنه سيأتي ، ربما سنان أخبره، او فضيلة او سيلين ..
لكنها ليست مستعدة لرؤيته ..
شعور لا يوصف غمرها، لم تُفكر فيه طوال سنين ! نسيت وجوده ! لكن قلبها يدق بسرعة ! حانت المواجهة ! لا مفر !
هازان : عد أنت .. وأنا سألحق بك ..
بعد ان ابتعد صوت خطى حصانه .. أخذت نفسا عميقا وقالت تخاطب نفسها " هيا هازان هيا .. لا مفر من هذا اللقاء .. "

سلمت الحصان الى ياسين ودخلت من باب المطبخ المطل على اسطبل الاحصنة .. حيتها الخادمة وردت التحية بابتسامة صغيرة ..

دخلت غرفة الجلوس .. وجدته واقفا جنب المدفئة يوتيها ظهره .. وفي يده صورة عائلتها، التي كانت يوما ما عائلته ..
تأملته .. لم يتغير .. ربما اكتسب وزنا .. وعضلاتا .. بلا شعور مدت يدها وعدلت من شعرها .. عندما اشتبك خاتمها بمشبك شعرها .. شعرت بالخجل وأنبت نفسها ثم أعادت يدها مكانها .. دون ان تنظر لخاتم الزواج ..
متى سيلتفت .. متأكدة هي انه مدرك لوجودها منذ اللحظة التي أتت فيها .. أم تراه مرتبك وخجل ولا يتحمل اللقاء ..
لينتهي بسرعة .. لا يؤلم ان كان سريعا ..
هازان : سلام..

التفت اليها يسمح اخيرا لعينيه بتأملها .. كأنه ابصر بعد عمى سنوات .. ام تراه حقا اعمى .. كبرت الصغيرة واصبحت امرأة  .. ولا تزال فاتنة بشعرها الاسود .. وعينيها الواسعتين البنيتين اللتان لم تكونا يوما صادقتان ..

انب نفسه لغور هذه الذكريات عقله .. وقال بقسوة مزجها بسخرية معتادة
ياغيز : زوجة اخي ..

الأرملة السوداء (قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن