الفصل_الثاني
،,
حاضرٌ يتحدث
ارتدت حجابها بإحكام .... وعبائتها المغلقة والتي لا تزينها أي شيء البتة ...... ثم خرجت من غرفتها
نزلت السلالم وهي ترتدي ساعتها الرصاصية الرجولية .... قبل ان ترفع رأسها تلبية عفوية لنداء والدتها عفراء الرقيق:ها على وين يا حلوة ؟!
اجابتها بهدوء وهي تقف امامها: امايه ريسه عازمتنا انا وام المسك على مطعم في السعديات(السعديات = احدى الجزر الصغيرة التابعة للعاصمة)
ام حرابة: اهااا ... سلمي عليهن عيل ... وقولي حق ميمي امايه عفرا متولهة عليج خطفي صوبها شويه
حرابة بسخرية لطيفة: ميمي ! ؟؟ لا تسمعج بس ...... تعرفينها ما تحب حد يزقرها الا ام المسك
قهقهت والدتها برقة لتقول متعجبة: هههههههههههههههههههههه ماعرف شو سالفة هالاسم
هزت حرابة كتفيها لتقول بهدوء: ولا انا
تسائلت أمها بعفوية: ما بتخاويكن روزه !!
اجابتها حرابة باقتضاب اخفت خلفه قسوة مريعة: لا ....... يلا في امان الله
ام حرابة عفراء: في وداعة الرحمن
ثم سرعان ما نادتها ما ان تذكرت امراً مهماً: حرابة
: لبيه
تلعثمت بربكة وقد جبنت فجأة خوفاً من ردة فعل ابنتها المخيفة: آآآ
قالت حرابة بـ حزم ودود: شو الغالية ارمسي
عندما تقول لها "الغالية" تتأثر ...... تعلم ان حرابة قوية ....... وصارمة ....... ولا تقبل الا الجدية التامة في حياتها ......... لكن حتى بصرامتها لا تستطيع الا اللين في الحديث مع امهاتها .... عفراء وريسه ونورة ام المرحوم سهيل !
وعفراء بشكل خاص .. لأنها عاشت اغلب طفولتها بعيدةً عنها .... هذه طريقة غير مباشرة منها لتعويضها وارساء اسس البر اكثر معها ووالدها ليث ..رغم ان عفراء هي من أعطتها لـ ريسه بكل طيب خاطر
تنحنحت الام بسرعة لتقول بشجاعة: ياينج خطّاب
ببرود بالغ ولا مبالاة تامة .... استدارت حرابة على عقبيها وهي تقول: تعرفين رايي .... صرفيهم
: بـ ... بس حرابة
حرابة بصوت لا يقبل الجدال: تعرفين رايي امايه .... يلا مع السلامة
وخرجت من المنزل
تنهدت والدتها بضيق ........... وتتسائل للمرة الألف ............. لمَ ابنتها ترفض الزواج تماماً !
،,
تقدمت منهما وهي تحمل على كتفها جهازة تصويرها الذي لا يفارقها البتة: هاااااااااااي
الام ريسه وحرابة بردود متفاوتة
: يا هلااا: اهلييييين وسهلييييين
قالت ام المسك بصوتها المعتذر الرقيق: سوري بطيت عليكن لجني كنت موديه حمودي حبيبي العياده حق ضروسه(لجني = لكني)
وضعت حرابة ساق على ساق وهي تقول بحزم: هب جنج شاله مسؤولية عيال ريلج بزود يا ام المسك(جنج = كأنكِ)
ام المسك بحنان فيّاض: فديتهم والله ..... عسل على قلبي
الام ريسه: ما قلنا شي .... بس امهم وين !!ما تسوي شي موليه(موليه = ابداً)
وضعت يدها على ذقنها لتقول بنظرة تبرق انتعاشاً/لطفاً: عادي برايها .... انا مستانسة جيه
اردفت بطيبتها الساذجة: وبعدين هي حليلها تعبانة يالله يالله تشل عمرها ..... الأسبوع الياي المفروض تربي
الام ريسه: الله يقومها بالسلامة
: السلام عليكم
ما ان اتاهم الصوت حتى ارتفعت اعينهم ........ الا حرابة .... التي لم تنتظر لترفع عيناها حتى تعلم هويتها
انتفضت واقفة وهي تهدر بقسوة: امايه
وقفت امها ريسة وهي تقول بحزم اخفت خلفه قلقها: يلسي حرابة
اقتربت روزه اكثر ....... وقالت تدافع عن امها التي علمت منها مسبقاً عن موضوع التلاقي في المطعم: امايه مالها خص .... انا عزمت نفسي بنفسي
قالت ام المسك محاولةً تخفيف جو التوتر: استهدن بالله يا بنات ..... حرابة يلسي ولا تفضحينا بين الناس طاعيهم كيف يطالعون(طاعيهم = انظري إليهم)
حملت حقيبتها السوداء العملية وهي تقول بنظرة فرغت من الإحساس: السموحه مب مجبورة اتم في مكان مع اوادم ماباهم
اوقفتها روزه بمرارة: حرابه .......... انا اختـ......
زمجرت بـ نظرة مرعبة جعلت روزه تتراجع وتقبض على صدرها بخوف: مـــب اخــــتي
اقتربت منها بهجوم: مب اختتتتتتي ......... تفهمييييييين !!!!
مع هديرها المرعب ....... سارت بخطوات عنيفة غير آبهة لأحد لكنها توقفت عندما شعرت بساعة يدها الكبيرة تنزلق من معصمها وتسقط
قبل ان تنحني لتأخذها ........... كانت روزة تسبقها
لكن قبل ان تلمسها كانت حرابة تهدر بشراسة: لا تزخينها
اعتدلت روزة بوقفتها بارتباك ولم تلتقط الساعة
بعدها استلتها حرابة بصمت ........... قبل ان تستدير وتخرج من المطعم
وكلمات اخيها الغالي سهيل تتردد بجنون في ذاكرتها المغبرة
"
: احبها حرابة ........... حبها تمكن فيّه ......... وما قمت ارقد الليل الا وانا اعد الدقايق عسب أشوفها من ايديد
"
قبضت بقوة على الساعة وروحها تغمغم بغضب لم يهدأ يوماً
من احببتها يا سهيل خانتك ......... خاااانتك وتزوجت من ذاك الوغد النجس
،,
تنهدت بألم وجلست لتقول معتذرة: انا آسفة خربت عليكم يلستكم ... بسسس
وتلألأت عيناها بالدموع غير المذروفة: بس بغيت اشوفها ...... تولهت عليها وايد
طبطبت أمها ريسه على ظهرها برقة وقالت: مصيرها بتعرف غلطتها .... وهي روحها بتيي وتستسمح منج يا قلبي
روزة: ما تنلام يا امايه .... هي ..... هي كانت متعلقة ... بـسهـ ..قطعت اسمه على لسانها لتكمل: بـ اخوها ....
رغم حرقة قلبها قالت ريسه: حتى لو ..... ها مب عذر .... وانتي ما اخطيتي ولا اذنبتي .... عرستي وخذتي ولد عمج ..... ما فيها شي
همهمت ام المسك بخفوت وهي تقف: السموحه بسير الحمام
وذهبت باتجاه حمام النساء
روزة بضيق: حتى مدية تبغضني وما تبا تيلس ويايه
ريسة: اختج ما تبغضج ...... هي من تسمع بطاري المرحوم تخنقها العبرة وما تقهر تيوِد صيحتها عسب جيه سارت الحمام(تقهر= تتحمل) ( تيود = تمسك)
روزة: انا آسفة ... والله آسفة .... ييت وخربت يلستكم
ريسة برفض رقيق: يلا عاد روزة اذكري الله .... ما صار الا كل خير ... وبعدين فرصة حلوة من زمان ما يلست وياج وسولفتخبريني شعلومج وشعلوم حامد فديته
تنهدت الأخيرة بعمق لتقول بخفوت: الحمدلله بخير ...... بسافر وياه هو وخالي سيريلانكا عسب اخلص مشروع عطري اليديد
ابتسمت حبوراً لأجل خاطر ابنتها الطيبة .......... وقالت بـ دفئ: ما شاء الله .... تروحون وتردون بالسلامة غناتي
روزة: الله يسلمج يالغالية
،,
بعد ساعتان
اقتربت منهما وهي تلقي السلام ببسمة كبيرة لطيفة: السلام عليكم
ابتسمت ضرتها ببرود: وعليكم السلام
وقف زوجها هزاع ليقول بغلظة: وين كنتي !!
ام المسك: طرشتلك مسج ... قلتلك امايه ريسه عازمتني انا والبنات وو......
قاطعها بأعصاب منفلتة: شحقه ما دقيتي !!
اجابته ام المسك بقلق ........... فهذه اول مرة يتحدث معها هزاع بهذه الطريقة الغريبة الفجة: دقيت عليك وايد بس ما رديت عليه
ابتعد متحركاً نحو غرفتها وهو يأمرها بجفاف: تعالي
وقفت زوجته الثانية محاولةً التصرف قبل ان ينفرد بـ ام المسك .... ثم تأوهت بألم زائف: آه بطططني
شهقت ام المسك بخوف ...... واقتربت منها هاتفةً بقلق: شبلاج سعاد !!
: آآآه بطني ..... هزاع إلحق عليه
اتاها هزاع هاتفاً بخوف وقد نسيَ تماماً غضبه من ام المسك
ام المسك التي ستسبب له الجنون يوماً ما لا محالة ........ هذا اذ لم يجن حقاً ............. خاصةً وان الوضع قد وصل حد ان الرجال يأتون إليه ليخطبوها معتقدين انها ما زالت عزباء بعد طلاقها الأول !
أنت تقرأ
رواية كما رحيل سهيل
Romance،, رحلت يا سهيل .. فرحل معك النسيان .... والذاكرة قيل في يوم .. أن أسوء ذاكرة ... تلك التي لا تنسى أيا نجمي المنطفئ ... كان رحيلك هو أسوء ذاكرة .... سافرت في اضعف باخرة فلم يبق بعدك .... أية ذكرى لتنسى .....! ،,