الفصل السادس

120 7 0
                                    



الفصل_السادس




متوترة ... حائرة ... مضطربة ....... أصبحت في هذه الحالة البائسة منذ ان اتصل بها ابن اخيها الكبير يلقي السلام عليها ويطلب مقابلتها
كان لطيفاً معها في الحديث ..... مهذباً ..... راقياً بصورة مبكية !
يالله .................. أكانت قد حلمت بهذا أيام عز خلف ابوالشريس ومجده العتيد !
بالطبع لا ...... وابداً
هي كانت فقط تحلم بمقابلة ابيها بوجهه البشوش وتقبيل رأسه وهي تسمعه يتمتم بكلمات الحب/الفخر لها
الا ان حلمها كان ولا يزال ينوح حسرةً في لب روحها المخدوشة !
غابش ........................ اسمه فاخر
أيكون لقاءه فاخراً كذلك ام سيخيب ظنها كما كان والدها يفعل على الدوام !
لا لا ..... لمَ يخطو خطى جده ان كان سيطلب مقابلتها .... وفي منزله !! .... لكن لمَ منزله بالذات ؟!
هو حتى لم يسمح لها بدعوته الى منزلها ؟!
غريب هذا الغابش ..... واتصاله اليوم اغرب ...... الا انه الاجمل

التفتت لخادمتها وقالت بهدوء اخفت خلفه توترها الطبيعي ولهفتها العظيمة: شيري .. خلج مع الدريول انا نص ساعه ورادتلكم
نزلت من السيارة "الواقفة في وسط باحة المنزل" ما ان لمحت شاباً طويل القامة عريض المنكبين يفتح باب منزله بنفسه
ويقترب منها ببسمةٍ مشعة تعلو تقاطيع وجهه
إلهي .............. وكأنها ترى اخاها عبدالرحمن قبل خمسة وعشرون سنة امامها
اقترب منها وهو يسلم بصوت رجولي مجلجل فخم: حيهممم وسهلا ..... حييييهم وسهلاااا
قبّل رأسها بتهذيب جم ... ليكمل تحت نظراته الساقطة على عيناها المتلألئتان بالدموع: يالله انك تحيي هالشوفه في ذمتيه
همست بـ صوت خرج مختنقاً رغماً عنها .... منبهراً رغماً عن قلبها الملتاع: غـ غابش
لمست صدره بأصابعَ مرتعشة ............... لتسمعه يردف ببسمة كانت كابتسامة البدر ليلة اكتماله: بشحمه ولحمه ..... غابش بن عبدالرحمن بن خلف بوالشريس



لم تستطع التفوه بكلمة من هول المشاعر الهائجة في روحها/وجدانها ........ ومن غير ان تشعر ... وضعت برقة رأسها على صدرهوانخرطت في بكاء رقيق موجع حد العذاب !

احتضنها برفق ... ورغماً عنه تأثر ... والدته قصَت عليه منذ زمن بعض ما حدث لعمته في صغرها وصباها وشبابها ..

جده خلف بوالشريس قد خلّف رمادات من القلوب المحترقة خلفه !

رحمك الله واباحك يا من اصبحت تحت التراب ..

ادخلها منزله وقد كان سبب دعوته لعمته في منزله فقط ليتجنب العزائم والرسميات وذبح الذبائح .... كان يرغب برؤيتها في مكان هادئ ولوحدهما .... على الاقل كـ بداية للتعارف واخراج تراكمات النفس وحساسية سنين البُعاد ..

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن