الفصل السابع عشر

178 6 2
                                    



اليوم التالي

أمريكا

رن هاتفها فجأة وهي تذاكر بعض الدروس لابنتها .. فتجاهلت الرنين

تعرف من المتصل ولا تريد الرد عليه

قالت ضي باستغراب طفولي بلسانها الأمريكي على الدوام: ماما لم لا تجيبي على الهاتف ؟

ثم ابتسمت بحماس وهي تقف ... واكملت: من الممكن انه ابي .. هلا اجبتي عليه ودعوته للمنزل على الغداء ؟

جلست مرة أخرى وهي تغمغم بخفوت بريئ: لا اعرف لمَ يرفض المكوث معنا .. ألسنا عائلة يا امي ؟

قالت بابتسامة متيبسة وهي تخفي بمهارة غيظها المتصاعد من ذلك الرجل: بالطبع يا ابنتي اننا عائلة

رباه

لم ترغب بهذا التقرب الشديد بين ضي ووالدها فـ هو لا يستحقها

لا يستحقها ابداً

كما لم يستحقها والدها عبدالرزاق قبلاً

تأملت ابنتها ذات العينان البارقتان بالسعادة ... فتأوه كبدها حسرةً عليها

على هذه التي لم تعرف يوماً حنان الاب واحتواءه

وعلى الفور ... امسكت هاتفها واجابت على الاتصال قبل ان ينقطع: الو

: شحالج سارة ؟

ردت باقتضاب شديد: الحمدلله .. بغيت شي ؟

هتف فوراً بنبرة اقرب للأمر من الطلب: عازمنكم على الغدا ... تزهبوا

: بـ بسس

منصور بحزم: مابا بس .. ساعة بالكثير واكون عندكم .. مع السلامة

ثم اغلق الهاتف بـ وجهها

كزت على اسنانها بحقد ..... الوقح

عديم الادب والاحترام ....!

،,

قبل دقائق معدودة

منذ البارحة فقد القدرة على التركيز ... ما اكتشفه كان صدمة ! كيف ؟ كيف يمكن ان يكون ما سمعه واكتشفه حقيقة ؟

البارحة كان مضطرباً .. وغاضباً جداً ... ومذهول .... حد انه فضّل "بـ ارادة صلبة متماسكة"

ان يتركها ويرحل بصمت ... لم يواجهها او يحادثها

يريد التفرد بنفسه ويفكر بوضوح ..!

اذا كانت التي مع ابنته ليست سارة

فـ من تكون ؟

تدريجياً ... وبترتيب عميق في دماغه ..... استرجع في ذاكرته حركاتها .. وتصرفاتها الغريبة

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن