الفصل الحادي والعشرون

177 6 4
                                    

(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)

الفصـــل الحـــادي والعشـــرون

بعد أذان صلاة الفجر

منزل صياح بن احمد

اقتربت من والدها تريد تجفيف رأسه من اثر الماء بالمنشفة الصغيرة .... وهي تخفي بقوة آثار شحوب الصدمة بوجهها .. بعيناها .. برعشات صدرها .... تخفي آثار رؤية سهيل بعد الغياب الطويل

لترى الشيخ يبعد وجهه عنها ويغمغم: برايه خلي راسي

قالت ريسه وهي التي منذ دقيقة فقط اطفأت جهاز التكييف الخاص بغرفة ابيها: ابويه الحجرة بعدها بارده

وانت بعدك تعبان ... الزجمة مب زينة لك

اقتربت مرة أخرى واخذت تمسح رأسه وهي تكمل بعبوس: هذا يدود ابويه مب سبوح الله يهداك

قلتلك بدش وياك اساعدك ما طعت

(يدود = وضوء)

سألها فجأة وعيناه مخفيّتان خلف المنشفة وخلف كفوف ابنته: وينه ؟

ارتدت للخلف وهي تسأله بتلعثم: مـ منو ؟

رمقها بعيناه المشيبتان ثوانٍ كأنه يحاول استيعاب سؤاله

كأنه يحاول فهم سؤاله الذي خرج من فاهه !

اين هو ؟

اين هو ذلك الذي لم يفارق مخيلته منذ أيام !

ليهمس بـ اختناق ... بـ حيرة ... بـ خوف لم يفقه مصدره: مـ .. مـ .. ماشي ... برايج خليني اصلي

لملمت نفسها بـ ربكتها بـ ذعرها بـ خفقاتها المجنونة .... وتركت ابيها يصلي فرضه

أغلقت الباب خلفها لتسير بـ خطوات غير ثابتة

اين هاتفها ؟

يجب ان تتصل به .. يجب ان تأخذ منه وعداً الا يتركهم مرة أخرى

ان يعود

ان يحدثها بكل شيء حصل معه في الخمس عشرة سنة الماضية

كل شيء

حسناً ... لقد ارسل رسالة لها من هاتفه المحمول

اذا هي لديها رقمه ..

عندما دخلت غرفتها واستلت هاتفها ..... ضغطت على الرقم الذي اتتها منه الرسالة

وانتظرت لـ يجيب ابنها

لكن ...... لا مجيب !

،,


عندما سلم من صلاته وانهى ورده

اشتدت قبضة يديه على المصحف وهو يشعر بآلامٍ فظيعة بطول عاموده الفقري وساقيه

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن