الفصل السادس عشر

159 6 4
                                    



اسبوع مضى على الحادثة

اسبوع وهي بين امواج ثائرة من افكارٍ لا قبل لها ولا بعد

اجل

علمت ان غابش مصاب بمرضٍ في قلبه

واجل

كانت الوحيدة التي تقف خلف باب غرفة العمليات بينما كان هو بالداخل تحت ايادي الجراحين

والحمدلله انتهت عملية القسطرة بنجاح

مشاعر غريبة اجتاحتها الفترة الماضية

كانت كـ من عاش حياته كله متجاهلاً كل انواع المشاعر من اهتمام وربكة وحيرة وخوف من المجهول

وفجأة يقع في بئر مظلم لا يعرف له قاع ولا ماء

منذ ان فقدت سهيل وهي أقسمت الا تدع لأحد الفرصة ان يظهر جانب الضعف فيها

لكن ... والآن .... وهي بهذه الوقفة المتوترة

والمشتتة

لا تستطيع إلا تذكر " قلب حرابة الصغير المرتعد ليلة رحيل سهيل "

تساءلت على مدار اسبوع كامل

هل خالها أبا غابش وزوجته يعلمان بـ مرض ابنهما !

ام لم يخبرهما !!

أتراه هو نفسه لا يعلم بما فيه !!

لا

لا تعتقد هذا ... لكن منذ متى !!

هل قبل حادثته التي تسببت بـ خلله العقلي !

ام بعدها !!

شيء ما يخبرها ان اعلام احد بـ موضوع عملية قسطرة غابش ليس بالأمر الصائب الان

يجب ان تتريث حتى يفيق من اثر المخدر

بعد ساعتين ... اذن الطبيب لها بالدخول الى غابش والاطمئنان عليه

دخلت ... بقلب ممتلىء بالمشاعر المتضاربة ... مشاعر لا تستطيع الا ان تسميها "بالمزعجة"

العجز هو شيء مزعج لها ... مزعج جداً ولا تطيقه !

وهي تدخل الغرفة ... كرهت هذا الشعور الذي يخبرها انها الان مسؤولة امام الله عن زوجها المريض

ما بك يا حرابة !!

تعلمين مسبقاً بتبعات هذا الزواج الغريب ... تعلمين انكِ ستواجهين بعض المصاعب والمواقف التي تتطلب صبراً ..

لم التردد والحيرة الآن !!

كوني كما يعهدك الجميع

كوني الحربة التي تطعن بلا هوان انياب الضعف !!

وقفت امامه لتتأمل اخيراً وجهه الساكن وذراعه الملتفة من اثر عملية القسطرة

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن