مساءاً
لم يذكر ابد ان تمادى بـ عصبيته مع غريب كـ ذلك الغريب الغامض ..... والغريب
ان "الغريب" قد قام بانقاذه من ايدي رجال مروان !
طيلة الساعات الماضية وهو يفكر به .. وبـ ما حصل
بـ ذلك الخنجر تحديداً
يكاد يجن ...... من أعطاه الخنجر
من !!!!
زفر بضيق وهو يتجاهل وميض السيارة المسرعة خلفه
ويعود بأفكاره هذه المرة الى مسكه
الى تلك التي تثيره
وتحيّره
تحيّره دوماً بحلاوة بسمتها بين ترادفات انوثتها وتضادات افعالها المُوجعة
بعد حوالي نصف ساعة ..... وصل لمنزله اخيراً بعد يوم طويل وشاق في مركز الشرطة .. مرحلة التحقيق ما زالت مستمرة عدا انهم الى الآن لم يتمكنوا من العثور على مروان
خرج من سيارته ومشى وسط الظلام الدامس الذي يغطي باحة المنزل
عدا زاوية صغيرة قريب من مدخل المنزل الداخلي .... كانت ام المسك قد صممتها فيما سبق لتجلس عليها مساءاً وتعمل بحاسبها المحمول بعيداً عن صخب الأطفال
رآها
كان يكفيه لمح اصابعها الناعمة وهي تطرق على لوحة الحاسوب
كـ طرقها طيلة السنين الماضية باب قلبه ... ثم تجفل وتبتعد عنه
لم تكن هي من تطرق .. اذ انها لم تمتلك ذلك الغرور والتمنع الانثوي الماكر
كانت تلك طيبتها المنقوعة بالسذاجة والتي يظنها الجميع عيباً فيها
كانت ابتسامتها الواسعة والتي تأتي دوماً قبل احاديثها الامومية مع الكبير والصغير
حتى معه ..!
كانت ألامها الطاهرة لـ حب اطهر حملته في قلبها لذلك المدعو مروان !!
اخفض عيناه بـ مشاعر مهتزة مشتتة
وتقدم منها
ليشعر بانقباض موجع في قلبه وهو يسمع شهقات بكاءها ...... رباه ..... وكأنها تبصق المرارة نفسها !
تسارعت خطواته بتوتر وجزع نحوها
ليهتف بخفوت اجش ما ان أصبحت بأكملها مرئية امامه: مـ مسك
ارتجفت بصدمة .... غير متوقعة قدومه هذا الوقت تحديداً
كيف لم تشعر بـ سيارته وهي تدخل باحة المنزل
أنت تقرأ
رواية كما رحيل سهيل
Romance،, رحلت يا سهيل .. فرحل معك النسيان .... والذاكرة قيل في يوم .. أن أسوء ذاكرة ... تلك التي لا تنسى أيا نجمي المنطفئ ... كان رحيلك هو أسوء ذاكرة .... سافرت في اضعف باخرة فلم يبق بعدك .... أية ذكرى لتنسى .....! ،,