الفصل العاشر

188 11 0
                                    




الفصـــل العاشــــر



ثلاثة أيام وهي تبحث عن الشخص المناسب ليحقق لها ما تريد بسرية تامة وثقة كاملة فـ تحدثت معه واخبرته بما ترغب بهلتقول له بتوجس بعد دقائق من الانتظار والترقب على خط الهاتف:كيف يعني محظور عليك دخول ملفه ؟ما هو انت اللي تملك اساساً هالصلاحية
قال الرجل الآخر وهو يحاول للمرة العاشرة دخول الملف الصحي التي طلبت منه حرابة دخوله لكن دون جدوى: ماعرف والله يا ام ليث .... هالملف الوحيد المحظور عندي غير طبعاً الملفات الخاصة بـ المطلوبين قانونياً والمجرمين والشيوخ في المقام الاول
قالت وهي تمط شفتها بشكل جانبي وتفكر: بس أبا هالملف .. شو الحل ؟
الموظف: لازم موافقة من مدير الهيئة .... والموافقة تسبقها أسباب وشرح وتفاصيل .... مستعدة ؟
حرابة بصرامة: لا طبعاً .... أبا الملف من غير هالمعمعة كلها
الموظف: والله ماعر....
قاطعته حرابة وهي تلمح اتصال آخر يقتحم اتصالها الحالي: حسين ..... يايني اتصال مهم ..... دقايق وبرد اتصلبك
الموظف: خذي راحتج ام ليث
أغلقت الخط عن الموظف لتجيب على اتصال آتٍ من ......... خالها عبدالرحمن بوالشريس شخصياً

،,



بعد قضاء ليلة متعبة في احدى النزلات الرخيصة القديمة ...... وبعد ساعات طويلة في الطريق الجبلي الوعر المليء بالمطبات الصخرية والحفر ..... لمح من بعيد .. ومن خلف مقود الشاحنة ...... نيران مشتعلة فـ خمّن انها لإحدى القبائل الرحل المنتشرين في هذه المنطقة النائية
اتجه نحو النار المشتعلة وهو يشعر بنظرات روزه متسلطة عليه ..... تباًلا يريد النظر إليها او حتى محادثتها
فـ هو الى الآن لم يتلقى منها الا الاهانات والكلمات الجارحة ... ولولا قسمه انه سيتحمل مزاجها الصعب لأجل اكمال مهمته لكان قد انتقم منها منذ اول دقيقة اهانته به

: وين ساير ؟

لم يجبها ... فـ شعر بغضبها يتصاعد من تنفسها الذي اصبح ثقيلاً منفعلاً وجلستها التي تصلبت
بعد دقائق .... أوقف سيارته تحت شجرة كبيرة .... فـ أصبحت السيارة مظلمة بالكامل خاصةً وان الشمس كذلك بدأت بالغروب
خرج من السيارة واتجه نحو احد الرجال المجتمعين قرب النار ...... ثم اخرج له هاتفه ليريه صورة الصغيرة
عقد الرجل حاجبيه وهو ينظر لـ محمد محاولاً فهم ما يقوله .... فـ لا محمد يستطيع التحدث بغير الإنجليزية ولا الرجل السيلاني يستطيع فهم غير لغته الام
بعد جهد جهيد ... استطاع محمد فهم ان الرجل قد رآى الصغيرة في مكان ما الا انه لا يتذكر ... ثم نصحه بالذهاب الى منزل ما خلف سفح جبل صغير تقطن به امرأة كبيرة بالسن على دراية اكثر بسكان المنطقة وضواحيها
اومئ محمد رأسه له بشكر ثم اتجه للمنزل المنشود
كان تنظر له من بعيد ...... وغصة حارقة تقف في حنجرتها
ما زالت كلماته الساخرة المحتقرة ترن بأذنيها
" تبدلين الثريا بالثرى ..... غبية"

من غير أي سلطة تُذكر على مشاعرها .... وكأنها كانت تنتظر خلو الشاحنة منه كي تفقد سيطرتها على نفسها وتفجر ما استعر في جوفها
انهمرت دموعها على وجنتيها الروزيتين .... دموع وجع صارخ .... يخبئ بين طياته صراخ موجع !

،,


اصبح الوقت قريب العصر .... ولم يتبقى الا دقائق ويعلن المؤذن حينونة الصلاة ..... مع هذا لم تستغرب حرابة طلب خالها قدومها لمقر عمله فالاخير يمسك منصباً كبيراً ولابد وانه لا ينتهي عادةً الا منتصف وقت العصر
دلفت مكتب سكرتيره وهي تلقي السلام بصوتها الخشن الرنان: السلام عليكم والرحمة
وقف مدير مكتب عبدالرحمن ابوالشريس وهو يرد بـ رجولية ملؤها التقدير/الاعجاب: يا هلا يا هلا ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... مرحبا بـ حرابة بنت ليث
: مرحب لا هان يا خويه 
اشرت بأنفها نحو الباب المغلق لتردف بصوت رخيم هادئ: اقدر ادخل ؟
لم تكد تنهي سؤالها حتى فتح عبدالرحمن ابوالشريس باب مكتبه بنفسه وهو يقول ببسمة ابوية فاخرة: ما يسألون طال عمرج ... المكان بكبره مكانهم
ابتسمت عيناها لترحيبه الجميل كـ ابتسامته .... لتقترب منه وتقبل رأسه قبل ان تقول بصوت خفيض:يعل عمرك طويل يا بوغابش
احتضن كتفها بحميمية وادخلها مكتبه وهو يسألها بدفء خالص: اشحالج ابويه ؟ واشحال ابوج وامج ؟
: كلهم بخير ونعمة .. ربي يسلمك ويعافيك

اجلسها على احدى المقاعد الفارهة الفردية القريب من مكتبه ... ثم جلس امامها بينما هو يأمر السكرتير بصوت رنان ان يجلب الغداء
حرابة بمعارضة رقيقة: مداخيل العافية فديتك انا مب مشتهيه
قال خالها بحزم حاني: تغديتي ولا ما تغديتي بتاكلين ويايه يعني بتاكلين
حرابة: لا الغالي ما تغديت .. مب مشتهيه العيشه

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن