الفصــــل_الرابــــع
نظر للأسفل نحو يديها اللتان تلاعبان بدلال صدره الأسمر العاري ........ ثم قال بصوت خافت هادئ: ليش ما بغيتي تقضين الأربعين في بيت هلج ؟
رفعت اهدابها إليه لتثيره كما اعتادت دوماً بلون عدساتها اللاصقة التي تضعها في عينيها الحلوتان ..... وهمست برقة: ليش حبي ...... ما تباني ؟!
حرّك كتفاه ببراءة وقال: لا بس مستغرب ... ظاريه تقضين الأربعين عند هلج(ظاريه=متعودة)
اقتربت منه وهي تحرك عيناها للأعلى: امممممم بس جيه ..... مابا اخلي البيت واسير عنكم
قال بذات نبرة الاستغراب/البراءة: ترى المسك هنيه
ثارت اعصابها .......... ومن غير ان تشعر كزت على اسنانها وهي تقول: ها بيتي مب بيت مديه
فـ زمت فمها بحنق ما ان قال بحزم جاد: ها بيتج وبيتها وبيتنا يميع
ردت وهي تسبل اهدابها وتحدّق بأصابعها الراقدة على صدره: بس انا ام عيالك ... يعني ها بيتي انا
انزل يدها عن صدره وهو يهتف بقسوة ..... وبنظرة مشتعلة: اسمع منكر ايديد يا سعاد
: ها الصدق .... مب انا ام عيالك !!
قاطعها موبخاً إياها بنظرته الصارمة المشتعلة: على عيني وعلى راسي لجنها هي حرمتي قبل لا تصيرين انتي حرمتي وام عيالي
انفعلت وهي تهتف بحقد عارم: وانا حبيبتك قبل لا تكون هي حرمتك ولا نسيييييت !!!
زجرها بغلظة: سعاااد
انخرس لسانها وهي تتنفس بعنف .... باستياءها وغيرتها وغضبها ومكانتها المُهددة بالتضائل والزوال !
سألها بحاجبان معقودان وهو يرفع ذقنها له: سعاد شو اللي جالبج مرة وحدة !!
اشاحت وجهها عنه بـ ضيق شديد .... ليهتف مستنكراً: سعاد ارمسج انا
قالت بحدة: ماشي
واستدارت لتتركه لكنه امسك بمعصمها يمنعها من الذهاب
ليسألها هذه المرة باهتمام صادق: شبلاج ..... حد مزعلنج !!
اجابته بنبرة مباشرة متحدية: هيه ... انت مزعلني
رفع حاجباه قائلاً بدهشة: ليش انا شو سويت !!
لا تريد ان تخبره انها ترى العشق بعيناه لـ ام المسك ........ رغم وضوح مشاعره لها الا انها تقسم انه هو ذاته لم يلاحظها الى الآن بالشكل الجاد الجلي المثير للجنون ..!لا تريد ان تخبره كي لا تقحم نفسها بأمور لن تجلب لها الا مزيداً القهر والحزن !
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول مغاضبة ومقهورة: نسيتني من يوم حملت .. لا قمت ادلعني ولا اطلعني شرات قبل
هزاع باستنكار رقيق: افاااا انا نسيتج يا ام عبدالله
: هيه
لمس وجنتها بنعومة .. ليقول بـ صوت صادق حنون مُحب: ما عاش من ينساج .... انتي الخير والبركة والغلا كله
رمقته بـ عدم تصديق .... لكنها تنهدت برقة بعدها وقالت تتسائل بوجع: صدق ؟
ابتسم لها تلك الابتسامة التي تذيبها على الدوام .... ثم قال مؤكداً بقوة: هيه نعم
عضت على شفتها السفلية بخجل .... وقالت بدلال: اثبتلي
: على هالخشم .. اللي تامرين به يصير
هتفت بعد تفكير قصير: أبا اسافر
هزاع ببسمة حانية: حاظرين ... خلصي الأربعين وفالج طيب ... نسافر انا وانتي والمسك والعيال
تراجعت وهي تهتف بصدمة تفجرت بالغضب: شو انا وانت والمسك والعيال !!!!! .. اقولك أبا اساااااافر ... يعني انا وانت بسسسسس
رمقها ببرود وقال: ماشي سفر رواحنا ......... تحيديني مرة سفرتج روحج بليا المسك والعيال
قالت بملامح عابسة منزعجة وهي تكاد تنفجر بكاءاً: بس انا أبا هالمرة اسافر رواحنا هزاااااع حرام عليك
: رواحنا !!
ردت بعناد مقهور: هيه
رفع حاجباً ليقول بنبرة لاذعة مستفزة: انزين مثل ما تبين ..... لكن الشهر اللي عقبه بسفر المسك روحها وبخلي العيال عندج
شهقت بحدة وقالت: نعممممم !!!
فـ اسكتها فجأة بزمجرة قاسية: سعاااااااااااد ......... من كانت له امرأتان فمال إلى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل .......... تعرفين هالحديث الشريف ولا ما تعرفييييييينه !!!
اشرت بيدها بانفعال وهتفت بجرأة بالغة وتحدي عاصف .. تريده ان ينطقه .. تريد ان تمشي به الى حافة الاعتراف وينطقه عل الذي سيقوله ينافي مخاوفها ويطفئ ما يتلظى في روحها: اعرفه ........ شرات ما اعرف انك مايل لي انااااا .. بكل نصخ فييييك مايل لي انا من قبل حتى ما تااااااخذها
انخفض صوته الا انه حافظ على صرامته: في المشاعر بسسسس ..... ولا الأمور الثانية حد الله ما بيني وبينهم
قالت بنبرة ساخرة وهي تحاول اكثر سبر اغواره: في المشاعر بس !
اشاح بوجهه عنها وكأنه لا يرغب ان يريها ما يظهر على وجهه من مشاعر هوجاء
: بكل شي هزاع ... بكل شي ........ حتى الليل
سار باتجاه فراشه ليغلق الموضوع فـ قد وصل بهما النقاش لـ طريق لا يرغب بسلكه ابداً: شحقه هالرمسه الحينه !! صكي السالفة ابرك
اشتعلت النيران بجوفها وهي تقول من بين اسنانها: انت تباها ............ تموت وتخليك تلمسها
أكملت بحرقة رغم انه اصبح الآن تحت لحاف الفراش غير مكترث "ظاهرياً" لما تتفوه به بجنون وفي هذه اللحظة الغريبة من الصراحة:ولولا انها تعاملك شرات اخوها الصغير وما تشوفك اكثر من اخوها ربيّع جان من زمان يايبه منك ياهل .. هي ما تباك ..... بس انت تباااااااااها ...... واشوف هالرغبة المينوووونة بعينك كل يوووووم
ظلت تتأمله ساكناً تحت الفراش ... وعندما لم يعقب على ما تفوهت به ...... أغلقت أضواء الغرفة بغضب ومن بعدها الباب من خلفها بحدة
لتتركه اسفل اللحاف يبتلع غصة رجل تذوق الصد المرير بأنعم صورهبصورة الحسناء ابنة عمه "مديه" !
في الخارج
ضربت فخذها بقوة وهي تشتم نفسها بعد ان فقدت سيطرتها على انفعالها واعصابها
تباًما كان عليها التفوه بكل ما كان يجيش في صدرها ... لقد "بطَت الجربة" رسمياً !
أنت تقرأ
رواية كما رحيل سهيل
Romansa،, رحلت يا سهيل .. فرحل معك النسيان .... والذاكرة قيل في يوم .. أن أسوء ذاكرة ... تلك التي لا تنسى أيا نجمي المنطفئ ... كان رحيلك هو أسوء ذاكرة .... سافرت في اضعف باخرة فلم يبق بعدك .... أية ذكرى لتنسى .....! ،,