الفصل الثاني عشر

158 6 0
                                    



بين سكيك الزمان ضائعين تائهين

منسوخين في الوجوه والمارة .. منعكسين على اوجه النافذات المندّية وفي الأزقة المعتمة

انظري لـ نفسك .. لكم يُرثى لكِ الحال !

اغلقت وجهها بكفيها وضحكت بشدة

ضحكة حقيقية !

شابتها دمعتان حارقتان

لم تكن ابداً ممن ينتحبن على حظوظهن في هذه الحياة

لطالما وضع الله بجوفها قوة مهولة من التحمل والصبر .. والسير مع الناس في الحياة تنتظر اليوم القادم بروتين لا قيمة له

طفولتها لم تكن طبيعية

مراهقتها لم تكن عادية

فتاة مثلها كان يجب ان تنال شهادة الثانوية منذ سنين .... لكن للحياة دروب اخرى

والاكيد انها سلكت احلك الدروب عتمةً وفظاعةً !

بـ نصف روح .. بـ نصف قلب .. بـ نصف وجه !

وياللسخرية ! بـ نصف اسم كذلك

رأت غيمة سوداء من خلف النافذة حفزتها على إلقاء الشعر الحزين

تنهدت بـ مرارة ... ممن اخذت محبة الشعر يا ترى ؟!

هل من ابيها او امها ؟

ربما من جدها

عمها ان وجد

او خالها !

ام فقط هي ... هي ذاتها من احبت الادب والقصائد وكأن الله زرعها فيها كي يخفف عنها آلام وعذابات

وكأن الله قد امرها بمحبته .. ليعلّمها خلال سنون عمرها ان الدنيا شعر غير موزون .... وان الآخرة هي الميزان الحق والوزن الثابت والخاتمة الكاملة !

منصور

كيف اتيت ؟ .... ومن اين ؟

تسع سنوات مرت ظنت خلالها انها في مأمن عنه وعن اي شخص يسب لها الاذىكيف علم بأمر ابنته

من اخبره يالله

عندما اتت الطفلة للحياة ... ورتبت امرها لتصبح ام عزباء

توقعت انها قد اخذت كل احتياطاتها لتبدأ حياة جديدة بعيداً عن شياطين الماضي

بعيداً عن الخطر والخوف المستمر والالتفات يومياً ورائها وهي تمشي كي تتأكد انها غير ملاحقة !

عدلت حجاب رأسها المتمايل بإرهاق بالغ .. لتتحفز بجلستها وهي ترى ذات الحارس يدخل الغرفة ويضع الطعام امامها ويخرج !

بصمت منه وهدوء وسرعة روتينية

حدقت بـ الصحن الذي يحوي خبزاً واجبان

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن