الفصل الرابع والعشرون الجزء 2

167 7 5
                                    

،,


ما زال يجلس داخل سيارته المركونة امام منزل جده منذ البارحة

ما زال على وضعه منذ ان ترك الأخير وانصرف

لم يعد لمنزله

قابعاً داخل سيارته وحتى انه تجاهل فتح جهاز التكييف

تعلكت روحه العذاب المضني !

ويشعر بـ الموقف الذي عاشه ينهشه نهشاً مريعاً

وزاد عمره عمراً

اغلق نافذة سيارته التي كانت مفتوحة

واسند رأسه على مقعده

مسح وجهه وجانب عنقه من بعض قطرات من العرق

رغم ان الطقس بدأ يبرد وتقل فيه نسبة الرطوبة بشكل كبير

لكن العرق كان سببه تلهفه الشديد للشراب

والتدخين ايضاً اذ انه كان مدخناً شرهاً فيما سبق !

رباه

عونك

اغلق عيناه بـ شراسة يريد محو نظرة صياح فلا يستطيع

إزاحة صدى بحات انينه على مسامعه فلا يستطيع

بعد اعترافه لجده بكل ما حصل

ظل جده متوسد الارض ويتأمل الفراغ بلا رمشة هدب او نفس صدر

كان فقط يأن بـ اسم سهيل وهو يضرب موضع قلبه بقبضة يده المهتزة الضعيفة

مرة تلو المرة تلو المرة

ومن بين اسم سهيل ...... وسهيل

يدخل اسم نورة هذيان اللوعة والمرارة والفاجعة القاتلة

واسم احمد

احمد كان ضمنهم

ومعهم ...... ووسط صراخ العذاب بصوت صياح المبحوح

يلفظ الاسماء الدامية في روحه كـ لفظ الاسد دماءه من بين انيابه بعد رميه بالرصاص شر رميةٍ ... بـ شر نظرةٍ وشماتة !

بكى

هو ربيع البارد اللامبالي المغرور الوغد

بكى لـ مصاب صياح العظيم

بكى لمصاب روحه هو ... روحه المستغيثة التي تريد الخروج من جحيم دنياه القذرة النتنة

بكى لانه اكتشف انه في نهاية المطاف .... ربيّع الجبان

الذي خان العهد والمواثيق وروابط الرحم المعلقة بعرش الرحمن

بكى وهو يقبّل ركبة جده يتوسله الرحمة

وكان الاجدر به قبلاً

رواية كما رحيل سهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن