١

6.4K 79 2
                                    

WafaALKurdi
كانت تدندن بخفوت ..

-وكل شئ كان ثائراً يريد الركود ، كنت دائماً اتمنى الإنتمى لأحدهم ، لا يهم من هو واين ما كان ، كنت اؤمن بأن الايام قد تتعافى لتزهرني ، او تشأ وترمي بي ارضاً مرة تلو مره .

(شمس)

ديسمبر ، امستردام ، عاصمه هولندا ، لنجوب شوارعها المزينه بالثلوج قليلاً ، مبانيها القديمه وتلك البحيرات التي تتوسطها جسور صغيره وانفاق .. لنقترب اكثر ل نرى ذلك المنزل الذي يبتعد قليلاً عن باقي المنازل ، محاط بالاشجار الكثيفه ، كان اشبه بالمتاحف القديمه ...

داخل غرفه .. جدار ابيض ، تزينه بعض اللوحات القديمه تتوسطها ساعه تشير للعاشره صباحاً ، كان يقف بجانب صورة معلقه بالجدار الآخر تحمل صورة ابنه ، التقط بعض أنفاسه وتزكر ما حدث بالماضي قليلاً بصوت خافت همس " الله يرحمك" ..

في فندق ، غرفه واسعه نوعاً ما ، يسارا نحو نافذه الغرفه توجد فتاه تشبت يديها ب مقبض النافذه لتفتحها ، تراجعت عندما سمعت صوت الباب يطرق ، اسرعت لتفتحه ربما حان الوقت لتطلق العنان لطموحها ، تقدمت وفتحت الباب ثم تراجعت مبتسمه ..

مقداد: السلام عليكم
شمس: وعليكم السلام
مقداد: انتي شمس
شمس: ايوه ، اتفضل
مقداد: واضح أنك بتعرفيني
شمس: طبعا بعرفك ومن زمان ..
مقداد عاين ليها ودخل وقعد في الكرسي المقابل السرير
شمس: انا ما مصدقه والله اني حشتغل في معرض حضرتك ولا اني القى الفرصه الحتخليني اجي هولندا
مقداد: انا ما جيت هنا عشان نتكلم في الشغل ..
شمس اتمحت ابتسامتها: طيب ليه
مقداد: انا عرفت انك يتيمه واتربيتي عند عائله سوداني
شمس: ايوا فعلا ..
مقداد: ليه مافي زول جا معاك
شمس ابتسمت ابتسامه باهته: ما عارفه اقولك شنو بس كلهم رفضو ودا العادي في النهايه هم ما اهلي الحقيقيين وانا جيت على اساس اشتغل واصرف على نفسي
مقداد: ما شايفه نفسك صغيره شويه
شمس: انا اسفه بس دا في نظرك لانو ما عندي خيار تاني
مقداد: حتقدري تعيشي في بلد غريب وانتي ما بتعرفي فيه اي زول ؟
مقداد: اتوقع انت كمان جيت وما كنت بتعرف زول وحاليا انت مقداد كامل الاسعدي من احسن مصممين السيارات في امستردام
مقداد اتبسم وقال في نفسو ( نفس العناد والقوه )
مقداد: طيب جيتي هنا كانت بناءاً على طلب وياريت توافقي عليه
شمس: اكيد اتفضل
مقداد: انتي حتعيشي معاي في بيتي ومع عيلتي لحدي ما اقدر اطمن انك اتعودتي على البلد هنا وبعديها انتي حره
شمس سكتت للحظه وهي عارفه كويس انو ما عندها خيار تاني ..
مقداد قاطع تفكيرها: ما عايز اجبرك يا بتي انا ممكن اوفر ليك سكن وفي الاخير انتي اضافه كبيره للمعرض وم حنستغني عنك
شمس: لا .. انا موافقه
مقداد بابتسامه: متاكده
شمس: ايوه
مقداد: معناها نمشي
شمس: اوك بس معلش متين حبدأ شغل ..
مقداد: ما تستعجلي مكتبك جاهز اول ما تمضي معانا حتبدي شغلك
شمس اكتفت بالابتسامه ..

__________

نزلت من العربيه ببطئ ، وعاينت للبيت الكان قصادها ، قطع تفكيرها صوت مقداد وهو بقول ليها يلا ادخلي ..
__________

احدهم ..

كيف حالك امستردام ؟ لما انت جميله هكذا ، اريد ان اراك من قرب ، ان اتحسس ذلك الامان الذي يعيشونه من حولي ، ارجوكِ تمسكي بي ولا ترجعيني لعالمهم الافتراضي الكاذب .

(سادار) ..

غرفه هادئه .. شموع تخفت لهيبها لتعلن وقت انطفائها .. كان يجلس على ارضيه الغرفه وبكتب في نصوص .. قادر يسمع صوت العصافير ويشوف اشعه الشمس البدت تدخل الغرفه .. شاب عشريني بعيون باهته .. قد تكون بسبب سهره الدائم ، وقف وهو عاقد حواجبه بإشمئزاز من ضوء الشمس واتوجه للشباك عشان يسدل الستاره ..ابطأ يده قليلاً عندما رأى بنت في حديقه البيت الاماميه برفقه جده وبعض الحراس ، لم يهتم واسدل الستاره برفق وتوجهه لنفس مكانه ..

__

يتبع

أمستردامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن