الجزءالرابع عشر

679 23 0
                                    

الفصل الرابع عشر
ف المستشفي
وقفت رؤي ومرام متجمدتان امام غرفه العنايه المركزه ومعهم عم امين والحاجه زينب بانتظار الطبيب عله يطمئنهم
عم امين بصوت واطي :مساكين البنات دايما الدنيا بتخبط فيهم
الحاجه زينب بعياط :ربنا معاهم يارب
خرج الطبيب من غرفه العنايه ما ان رأتيه رؤي ومرام حتي ركضا اليه
رؤي بلهفه :طمنا يا دكتور ماما مالها
الدكتور بغضب:انتوا ازاي سبتوها توصل للمرحله دي
مرام :حاله ايه هي مالها
الدكتور بغضب موجها كلامه لعم امين :انا قولتلك قبل كدا انها مش هتتحمل الآلم كدا انتوا كان لازم تصرفوا
رؤي بعصبيه :هو حضرتك هتفضل تلومنا كتير انا عايزه اعرف امي عندها ايه
الدكتور :يا انسه مامتك الكبد بتاعها مدمر تماما ولازم عمليه باسرع وقت
مرام بدموع :عمليه ايه
الدكتور :عمليه زرع كبد باسرع وقت لان حالتها خطيره
رؤي بدموع :طيب ما تعملها
الدكتور :هنا ما ينفعش هنا مستشفي حكومي الامكانيات قليله والعمليه صعبه هي محتاجه مستشفي خاص
رؤي :والعمليه دي هتتكلف كام
الدكتور :حوال نص مليون جنيه
رؤي ومرام بصدمه :ايه
الدكتور :ما تنسوش ان العمليه لازم تتعمل علي ايد جراح كبير ومحتاجين حد يتبرع بجزء من كبده او تشتروه ودا طبعا مكلف وفتره اقامتها بالمستشفي كل دي مصاريف انا عارف انها كتيره عليكم لكن للاسف مش بايدي شيء كل ما اتأخرتوا كل ما كان غلط علي حياتها عن اذنكم
مرام بعياط،:وبعدين يا رؤي هنعمل ايه
لم تستطع رؤي تمالك اعصابها شعرت وكأن الارض تدور بها ماذا يا اللهي أمازالت للاحزان بقيه بعد
بدأت تشعر بدوار كادت ان تسقط لولا اسراع مرام لها لامساكها
مرام بخضه :رؤي انتي كويسه
رؤي وهي تستند علي مرام :عايزه. اقعد حاسه اني هاقع
تمسكت رؤي بايدي مرام التي استندتها حتي اجلستها علي كرسي وجلست بجانبها ومعها عم امين والحاجه زينب
عم امين :انا اسف يا رؤي يا بنتي اني خبيت عليكم 
رؤي :كنت عارف انها تعبانه ومقولتش ليه بس يا عمو امين ليه
الحاجه زينب بعياط :مكنتش عيزاكم تعرفوا كانت خايفه عليكم
مرام :عشان كدا مكنتش بترضي نروح لدكتور وكانت ياحبيبتي تعبانه وبتخبي علينا
اغمضت رؤي عينيها بألم أيعقل رفيقه آلامها اليوم علي فراش الموت أ ستتركها وحيده وهي اخر ما تبقي لها من تلك الحياه البائسه أ لم تعدها بأنها لن تتركها كيف استطاعت ان تخلف تلك الوعود
فاقت رؤي من احزانها بعض الشيء
رؤي بصوت يكاد يكون مسموع :يلا يا مرام امشي انتي وعمو امين والحاجه زينب الوقت اتأخر
مرام :مستحيل اسيبكم يا روؤي لازم
رؤي مقاطعه :مرام انت لازم تمشي لازم تروحي الشغل بكره حتي عشان تاخدي ليا اجازه وبعد الشغل تعالي
عم امين :معاكي حق يا رؤي يلا يا مرام روحي انتي والحاجه زينب وانا هاقعد مع رؤي
رؤي :لا يا عم امين حضرتك تعبت محتاج ترتاح وهما كمان مش هيعرفوا يروحوا لوحدهم ف الوقت دا
عم امين :لا يا رؤي مش هاسيبك لوحدك انا هاروحهم البيت وهارجع اقعد معاكي
رؤي :ياعمو امين ا
عم امين مقاطعا :ولا كلمه انا هاروحهم بسرعه وارجع لك عايزه حاجه اجيبهالك معايا
رؤي :شكرا
مشي عم امين والحاجه زينب ومرام اما رؤي راحت وقفت قدام العنايه المركزه
رؤي ف نفسها :وبعدين يارؤي هتعملي ايه هتسيبي امك تموت طيب اعمل ايه نص مليون جنيه اجبهم منين اقول لعبدالله بيه عليهم وهو هيديهم لواحده زي ليه دا لو فضلت اشتغل عنده طول عمري مش هاحصل ربعهم طيب اقول لجاسر جاسر مين دا مابقاش طايق يشوفني اصلا ولو قلت له هيديهم لي ليه برضو اعمل ايه يا ربي اعمل ايه دا انا ماليش ف الدنيا غيرها
نظرت والدتها والدموع تنزل كشلال من عينيها :ما تسيبنيش يا ماما انا لسا مالحقتش افرحك لسا عندي احلام كتيره عايزه احققها معاكي انا لسا ما فرحتش يا ماما قومي ما تمشيش وتسيبيني انا من غيرك مش هاقدر اعيش
ظلت شارده ف احزانها فاقت منها علي صوت هي تعرفه جيدا التفتت له ظلت صامته أيعقل انك تشعر بما انا عليه
ظلت عيناهما تتحدثان ف صمت صمت تعجب له الاثنان كانت فيروزتاها حمراء بلون الدم يقسم انه لولا حزنه منها لهدم العالم من اجل ابتسامتها مجددا يا اللهي أولم يتوقف هذا العشق بعد أ مازلت اهوي من كسرت فؤادي من هدمت كبريائي
اما هي فلم يكن حالها اقل ظلت تنظر بعينه عن نظره اعتادت عليها ولكنها اختفت لا تعلم أكانت عشق ام شفقه او شعورها من اوحي لها بذلك
طالت النظرات رغم اختلاف معانيها ربما نظرات عشق واضحه او متخفيه ربما نظرات غضب ربما نظرات شفقه علي حال من ملكوا قلوبنا ربما نظرات عتاب عن البعد رغم اقتراب المسافات ربما نظرات آلم عن ما فعلته بنا الايام ربما تساؤلات لم تستطع الكلمات التعبير عنها فأوحت للعيون بالتعبير ربما صدق الامر
حاول ان يبتلع ريقه عله يجدمن الكلمات ما تعينه فمهمته الليله ليست بالبسيطه فما هي الا نهايه عشق وبدايه انتقام ولكن هل سيوافق القلب علي ما ود العقل ان يفعله
ظلت نظراته حائره ود لو انه لم يأتي لا يستطع تحملها بذلك الضعف ماذا ايتها العنيده الكاذبه المخادعه أ ولم تكتفي بالخداع بعد مازال ثوب البراءه يليق بكي مازالت اصدقه احيانا مازال قلبي يرفض حقيقتك ولكنها واقع
جاسر بصوت مبحوح :ازيك يا رؤي
لم همست باسمي لما اتيت لتزيد عذابي انت لم تكن يوما ملكي انا مجرد لعبه اشتراها ابيك لتسليتك لا اكثر اولم تكتفي بعد عن تعذيبي ظلت الدموع تسيل من عينيها بصمت ربما تستطع ان تبين ما بداخلها من جروح طالت بلا دواء
اغمض عينيه عله يستطع ان يهدئ ضربات قلبه فليس لها الليله مكان يذكر احاديث الليله ماهي الا انتقام اختاره العقل واجبر القلب علي الاستسلام مطالبا منه عدم التدخل مهما حدث فما فعلته لا يستحق اي تهاون
ادار وجهها عنها ثم بدأ يحدثها بجمود
جاسر :ممكن نقعد نتكلم شويه
حاولت تمالك اعصابها بدأت بالحديث بصوت يكاد يكون مسموع
رؤي :حاضر اتفضل نقعد ف الاستراحه
بدأوا بالسير وبكل منهم جروح هناك من كانت جروحه قديمه لم يستطع بعد نسيانها وهناك من امتلك جرحا رغم حداثته ولكنه لن يداويه الزمن ابدا
جلسوا بالاستراحه
جاسر واضعا قدم علي الاخري :عرفت ان مامتك تعبانه ومحتاجه عمليه مش هتقل عن نص مليون جنيه
رؤي بدموع :فعلا
جاسر :وياتري معاكي فلوس العمليه دي
رؤي بحزن اشارت رأسها بمعني لا
جاسر بصرامه :انا مستعد اعملها العمليه باكبر مستشفي ف البلد واجيب لها جراح من المانيا
رؤي بفرحه :بجد حضرتك بتتكلم جد
جاسر :بس بشرط
رؤي وقد تلاشت فرحتها :شرط ايه
جاسر :كل شيء وليه مقابل وانا هاصرف كتير وطلبي مش صعب بالذات لواحده زيك متعوده
رؤي بقلب متألم من حديثه:ايه الشرط
جاسر وهو ينظر بتحدي لها :هنقضي مع بعض كام يوم ف الشاليه بتاعي ها قولتي ايه
لم تستطع الحديث بعد ذلك العرض .أنا من يقدم لي هذا العرض ومن يقدمه انت لما أولم تكتفي الحياه مني بعد
أ هذا عدل ان تأخذ من امي وحبيبي بليله واحده لما ماذا فعلت من اجل تلك الجروح
جاسر :هاااا قولتي ايه
رؤي بعصبيه :قولت انك بني آدم حقير وزباله كان لازم اعرف ان امثالك من الناس مستحيل يتغيروا انت فاكرني ايه والا فاكر نفسك مين عشان تشتري الناس بفلوسك انت مجرد واحد تافه متمنظر بفلوس ابوه من غيرها مش هيبقالك قيمه شخص فاشل فاكر الكل عبيد عنده
جاسر ببرود :خلصتي
رؤي بعصبيه :امشي من هنا مش خلاص عرفت رد عرضك الرخيص دا مستني ايه
لم تستمع لرد منه ظل صامتا
رؤي :انت واقف كدا ليه
جاسر :منتظر نهايه المشهد دا
رؤي بصدمه :مشهد
جاسر :اه بصي يا شاطره انا امثالك وردوا عليا كتير اوووي بتفضلوا تتدعوا الشرف وانتوا ماتعرفوش عنه حاجه عموما عرضي هيفضل قائم فكري براحتك علي اقل من مهلك بس ما تتأخريش احسن ما اوعدكيش ممكن اغير رأيي سلام يا رورو
مشي جاسر وسابها فضل ماشي مش حاسس بالدنيا معقول قالها كدا معقول نظرات الوجع اللي ف عنيها ما اثرتش فيه
اما رؤي قعدت علي الكرسي صامته فقط عيناها هي من تتحدث ظلت تبكي بدون صوت ظلت علي تلك الحاله لاتعلم كم من الوقت مر حتي اتي تم امين
عم امين :مالك يا رؤي ف ايه يا بنتي
لم تستطع رؤي الحديث تركها عم امين علي حالها ظنا منه بان تلك الحاله نتيجه لتدهور حاله والدتها
ظلت طوال ليلها لا تستطع ان تغمض عينيها شعرت بالارض تدور بها والدتها علي فراش الموت حبيبها اهانها بكل قسوه تاركا اي باب للرحمه بينهم .
اتي الصباح علي من يودوا بدايه جديده ليومهم وهناك عيون جفاها النوم ليلا باكين علي ما وصلت قلوبهم اليه من آلام
ف فيلا ابو العزم
علي مائده الافطار
عبدالله :اومال فين جاسر
ناهد :ف اوضته بيجهز دا ما نامش خالص طول الليل ف الجنيه صاحي
عبدالله :ليه ايه اللي حصل
ادم :انا سألته قالي مفيش بس كان متعصب خالص
نزل جاسر
جاسر :صباح الخير
عبدالله :صباح النور ها يا جاسر مش هتفطر
جاسر :لا شكرا ماليش نفس انا هاروح الشغل
ناهد :شكل ف حاجه كبيره اوووي اللي مزعلاه
عبدالله بقلق:ربنا يستر
ادم :انا كمان هاقوم اروح الشغل يلا سلامو عليكم
ف الشركه
وصل ادم مكتبه وجد مرام جالسه يبدو عليها ان عينيها لم تذق النوم ولا الراحه
جاسر :صباح الخير يامرام
مرام :صباح النور يا فندم
دخل ادم مكتبه وجت مرام بالورق بعده
مرام :اتفضل يافندم
ادم :ايه الادب والهدوء دا كله اومال فين الشقاوه مش شايفينها
مرام :حضرتك تؤمر بحاجه تانيه
ادم بقلق :مالك يامرام ف ايه
مرام بضحك عله يخفي ما بداخلها:انا تمام اووووي اكتر من اللازم ممكن استاذن حضرتك امشي
ادم :اه طبعا تقدري تروحي مكتبك
مرام :لا قصدي امشي من الشركه كلها
ادم :ليه
مرام:عندي ظروف ارجوك يا ادم بيه خليني امشي النهارده بس
ادم بعصبيه :انتي ليه بتتحايلي كدا انتي فعلا لازم تمشي عشان ترجعي بكره مرام اللي اعرفها مش دي
مرام :شكرا يافندم عن اذنك
خرجت مرام وتركت ادم يتسائل ماذا بها لما كل تلك الاحزان الساكنه بماساتها
خرجت مرام من الشركه وذهبت الي رؤي بالمشفي
ظلوا علي تلك الحاله ثلاثه ايام لاتذهب رؤي الي العمل حتي لاتراه اما مرام تذهب بضع سويعات وسرعان ما تاتي الي رؤي لتطمئن عليها اما جاسر يداخله يرفض ما فعله ولكن ليس بيده شيء سوي انتظار النهايه التي يبدو انه كتب اول سطورها اما ادم فكانت مرام محورنهارا رفيقه احلامه ليلا شرودها يقلقه حزنها يشتت فؤاده
بعد ثلاث ايام
كانت رؤي ومرام بالمستشفي سمعوا صوت الممرضه نادي علي الطبيب بصوت عالي
الممرضه :القلب وقف شوفولي دكتور بسرعه بسرعه
جرت رؤي ومرام نحو العنايه التي يوجد بها الطبيب والممرضات
حاول الطبيب اسعاف حنان حتي استطاع فعلا كل ذلك تحت انظار مرتعبه تخشي موت من لم تتحمل فراقه
خرج الدكتور بعد فتره
الدكتور :لو سمحتوا كدا مش هينفع العمليه لازم تتعمل ف خلال يومين بالكتير والا ما اضمنش النتائج عن ادذنكم
مرام ببكاء :وبعدين يا رؤي هنعمل ايه
رؤي وهي تغمض عينيها بالم :ماتخافيش يا مرام انا هاتصرف
ابتعدت رؤي عن مرامثم قامت بالاتصال بجاسر
ف فيلا ابو العزم
كانت الاسره جالسه مع بعضهم البعض يضحكون ماعدا جاسر الذي بدت الهموم جليه علي ملامحه
ما ان رأي رقهما علي موبايله حتي ابتسم بتلقائيه اختفت حينما تذكر عرضه المخزي
تركهم جاسر وخرج للجنينه
جاسر :الو
رؤي :انا مرافقه علي عرضك بس ماما تعمل العمليه بكره
ثم اغلقت الهاتف وبدأت بالبكاء ولكنها حاولت التماسك فماذا ستفقد اغلي ممن فقدتهم
اما جاسر اغمض عينيه بالم لم يكن يريدها توافق كان يود اصرارها علي الرفض ولكن كيف ووالدتها علي فراش الموت
ايها القاسي ماذا تظن نعم انت ستبدأ معها سطور عذاب ولكن ثق انت تقتل قلبك بلا مفر فانت اسيرها قيدتك بقلبها ولن تترك الاسر الا عند الموت
ياتري ايه اللي هيحصل بين جاسر ورؤي ومرام وادم هنعرفه الحلقه الجايه من كسرت كبريائي
لو عجبتكم عايزه تفاعل وتعليقات كتيره

كسرت كبريائي للكاتبه مي عبداللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن