الفصل الخامس عشر

669 26 0
                                    

الفصل الخامس عشر
الناس اللي طلبت الفصل الخامس عشر اهو يا بنات
ظل جاسر طيله ليله حزين لم يذق طعم النوم لو كان ذلك العرض مع غيرها لكانت الليله تستحق احتفالا بمناسبه انتصاره ولكن اي انتصار مع من ملكت قلبه ثم كسرت بلا رحمه ظل علي حاله ف جنينه قصره حتي الصباح لا يعرف كيف مر الوقت عليه لم يستشعره وربما لا يود ان يستشعره كل شئ توقف عند تلك الكلمه التي سمعتها اذنيه منها منذ بضع ساعات حتي افاقه من احزانه شروق الشمس قام جاسر ذاهبا غرفته
علي مائده الافطار
عبد الله :اومال فين جاسر
ناهد :جاسر طول الليل ما نمش قاعد في الجنينه زهقان لسه طالع اوضته من ساعه ولما روحت له قال مالوش نفس
ادم:انا حاولت اعرف ماله امبارح بس هو رفض واتعصب عليا
عبد الله بقلق :ان شاء الله خير 
وبداخله :رؤي مابتجيش الشغل وهو زعلان ياتري في ايه
ادم :انا الحق الشغل بقي عن اذنكم
*******
في المستشفي
ظلت رؤي طوال اليوم صامته فقط دموعها من تتحدث حاولت مرام ان تخرجها مما هي عليه ولكن لا فائده  ظلت علي حالها حتي اتي الليل سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رساله فتحتها ثم شهقت ببكاء عالي بكاء افزع مرام
مرام بخوف علي صديقتها :مالك يارؤي 
اشارت رؤي بمعني انا كويسه
مرام:متخافيش يارؤي ماما هتبقي كويسه ربنا مش هيسيبنا
رؤي وهي تحاول ان تلملم شتات نفسها : فعلا ربنا مش هيسيبنا ممكن تشتري لنا اكل من اي محل جنب المستشفي يامرام انا جعانه
مرام :عيوني حاضر
مشيت مرام وحاولت رؤي القيام حتي استطاعت الوصول للعنايه المركزه
دخلت رؤي العنايه ووقفت بجانب امها
رؤي ببكاء:سامحيني ياماما غصب عني اوعي تسيبيني ياماما انا ماليش غيرك انا لسا مالحقتش اعوضك لسه حاجات كتير ما عملنهاش سوا انا عارفه انك حاسه بيا انا موجوعه اوووي يا ماما اوووي الدنيا استكترت كل حاجه عليا بس كله يهون الا فراقك
قبلتها رؤي من جبينها ونظرت لهابعينين حمراوتان دالتان علي قلب مكدوم وكأنها لحظه وداع
خرجت رؤي من العنايه المركزه بل ومن المستشفي باكملها قبل ان تاتي مرام
وصلت رؤي للباب الخلفي للمستشفي وجدت عربيه جاسر فذهبت اليها حينما راي طيفها من مراه عربته اغمض عينه بشده عله يستطيع ان يهدئ نفسه
فتحت رؤي باب العربيه قعدت من غير اي كلام حاولت ان تنظر اليه ولكن رفض قلبها بشده فظلت تنظر للناحيه الاخري
جاسر : كنت عارف انك هاتوافقي
رؤي :ماما هتعمل العمليه امتي
جاسر: بسرعه كدا طيب مش نتفق الاول
رؤي بدموع حاولت اخفائها : انا موافقه علي اي حاجه تنقذ حياه ماما
جاسر بحزن:تمام يارؤي
بدا جاسر يقود سيارته ثم قام بالاتصال باخيه
ادم : ايوا ياجاسر انت فين
جاسر : مشوار وممكن اتاخر بص في مريضه عايزك تنقلها مستشفي الدكتور فادي انا كلمته وهو جهز كل حاجه بس عايزك تروح لها المستشفي وتكون معاها وقت العمليه ولو احتاجت اي حاجه اعملها
ادم:مين الست دي ياجاسر
جاسر:بعدين ياادم يلا خد اسمها
بدأ جاسر يقول الاسم وعنوان المستشفي ثم اغلق الخط سريعا دون ان ينتظر رد اخيه
جاسر موجها كلامه لرؤي :في حاجه تانيه
لم ترد عليه رؤي بل رجعت برأسها للخلف مغمضه العينين
نظر اليها الي تلك الدموع التي تسيل من عينيها وسرعان ما تمسحها ظنا منها انه هكذا لن يراها ولكنها لم تفكر ان تنظر الي تلك العينين العاشقتين التي تراقبها في صمت وتعجب ظلت هكذا حتي غلبها النوم بعد فتره وجيزه صارت تتململ في جلستها
اوقف جاسر العربيه ثم بدا يفيقها
جاسر بقلق ظاهر عليه : رؤي رؤي مالك اصحي
استيقظت رؤي وهي خائفه يبدو انها كانت تصارع احدهم باحلامها
جاسر: رؤي انتي كويسه في ايه
نظرت اليه نظره طويله حدثته فيها عن كل الامها علها بها تستطيع ان تخفف الامها ما كان منه الا ان بادلها النظره بعينين حزينتان مكسورتان
ظلوا علي تلك الحاله حتي افاقوا من شرودهم علي صوت عربه بجوارهم
جاسر :رؤي انا
رؤي مقاطعه : يلا اطلع
جاسرغمض عنيه لحظه وبعدين ساق العربيه با قصي سرعه واللي ساعده علي كدا ان الطريق مكنش زحمه
فضلت رؤي ساكته طول الطريق لحد ماشافت البحر
رؤي :ممكن اطلب منك طلب
جاسر:خير
رؤي:ممكن اقف قدام البحر شويه
جاسر بعند :لا
رؤي :عشان خاطري خليني اقف شويه
اوقف جاسر العربيه دون ان ينطق
فتحت رؤي باب العربيه سارت مسرعه نحو البحر شعرت به يخرج من سيارته وقفت واتجهت نحوه
رؤي :لو سمحت ممكن تسيبني اقف علي البحر شويه لوحدي
ارجوك انا هاكون قدامك
جاسر:ماشي بس ماتتاخريش
سارت رؤي نحو البحر بسرعه كانها بداخل سجن اخبروها اليوم بالافراج لا تعلم اهي الان خائفه منه ام غاضبه منه كل ماتعرفه انها تعبت تحملت الي ان انكسرت وما عاد لكلمات الصبر لديها مكان
وقفت امام البحر ثم بدات تصرخ بصوت عالي بدات تهذي وكانها لم تعد تشعر باحد
رؤي ببكاء:ااااااه انا بكره الدنيا اوووووي يااااارب بكرها وبكره اللي فيها كلهم دمروني محدش فيهم رحمني ولا رحم ضعف امي كلهم كسروني بابا دمر عمري اللي فات سرق احلامي ومعاه عمر امي وصحتها وما اكتفاش عايز كمان ياخد عمري اللي جاي والراجل الوحيد اللي ولم تستطيع اكمال كلامها من كثره بكائها ثم اكملت
حتي دا يارب كسرني ذلني واستغل ضعفي انا تعبت من دنيتك دي يارب تعبت تعبت كلهم داسوا عليا محدش حس بيا انا ليه كدا ليه يارب ثم ظلت تبكي وتصرخ
كان يشاهدها وهي تبكي وتصرخ كلامتها كانت كالسكين الملتهب علي قلبه المتالم شعر وكان الحياه توقفت به ايعقل اميرته الحسناء تبكي اليوم امامه وهو واقف لا يستطيع فعل سوي اكمال مابداه
طالبه قلبه بالاكتفاء فصراختها تقطعه لكن رفض عقله طالبا الثار لكرامته ومشاعره التي بعثرتها بلا رحمه مقنعا اياه بانها المخطئه بلا منافس
ظل يضرب مقود العربيه بيده طالبا من قلبه وعقله ايقاف تلك الصدمات عله يرتاح
نظر اليها مجددا بعينين تحمل عشق ابدي يطالبها برحمه قلبه ولكن من يحتاج الرحمه قلبك العنيد اما قلبها المكدوم
انت لم تكن سوي جرحا اضافه الايام لسلسله جراحها معلنا ان قلبها بعد الان ماعاد به مكان لجروح اخري فجرحك سيظل حيا يؤلمها ولا سبيل لدوائه
ظل ناظرا اليها وهي مازالت علي حالها تصرخ وتتحدث مع نفسها
رؤي بهذيان :كلهم ظلموني سرقوا فرحتي كسروني من غير ما اصعب عليهم ضيعوني انا وامي بس امي خلاص بتموت يعني هابقي لوحدي ومحدش هيرحمني يبقي ليه اعيش ليه اعذب نفسي في دنيا مش عايزاني انا عملت كل حاجه عشان ترحمني بس ما رحمتنيش بس انا تعبت ومش عا يزاها مادام امي هتموت يبقي نخرج منها سوي
لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها في البحر تاركه كل احلامها وراء ظهرها
راها جاسر من بعيد لم يشعر بنفسه الا وهو يركض خلفها بداخل البحر با حثا عنها عله ينجدها من ذلك الموت المحقق
اختفت رؤي مع ظلام الليل بداخل البحر
ظل جاسر يبحث عنها وينادي باعلي صوته والدموع تسيل من عينيه
ظل علي تلك الحاله فتره حتي وجدها اخرجها جاسر من البحر وحاول افاقتها ولكن لا فائده
يبدو انك لا تشعر بقيمه النعمه الا حينما تختفي من امامك عذرا هذا واقع اخترته انت فادفع باقي ثمن الاختيار
**********
في المستشفي
مرام علي التليفون:مش عارفه ياعمو امين هي راحت فين جبت الاكل زي ما طلبت جيت لقتها مش موجوده انا قلقانه عليها اوي
ماشي تمام هاستناك مع السلامه
بعد شويه
وجدت مرام ممرضات يخرجون حنان من العنايه
مرام برعب :ايه دا انتو مودينها فين
الدكتور:ماتخافيش يا انسه مرام دي هتروح مستشفي خاص عشان تعمل العمليه
مرام بحرج :بس احنا لسه ما حضرناش الفلوس
الدكتور:بس ادم بيه اتكفل بكل شئ وفي اسعاف تحت عشان تنقل مامتك المستشفي عشان تعمل العمليه
مرام بتعجب :ادم بيه مين !
الدكتور: اللي جاي هناك دا
ادارت مرام وجهها لتري من ذلك الشخص الذي سيساعدهم راته من بعيد يتحدث بهاتفه لم يراها بعد اتسعت عينيها بصدمه لرؤيته لم تستطع فعل شئ سوي ان ظلت تنظراليه
انهي ادم تليفونه واقترب منها ثم رفع راسه فراها تنظراليه بتعجب اقترب منها بسرعه ثم بدا يحدثها بلهفه
ادم بلهفه : انتي هنا بتعملي ايه يا مرام
لم تستطع الرد فاجاب الدكتور
الدكتور: المريضه تبقي والدتها يا ادم بيه
ادم بحزن: تمام نقلتوا المريضه الاسعاف
الدكتور :ايوا يا فندم
ادم :يلا نمشي يا مرام
لم ترد مرام
ادم بصوت عالي :مرام اصحي يلا نلحق مامتك
افاقت علي صوته العالي سارت بجانبه لا احد يتحدث وصلوا باب المستشفي
ادم:يلا تعالي اركبي معايا عربيتي
مرام:لا طبعا مش هاينفع انا هاركب تاكسي
ادم بعصبيه:يعني خايفه مني ومش خايفه من سواق التاكسي وبعدين يابنتي انتي مين عشان انا ابصلك
نظرت له بدموع المت قلبه لا يعرف لما وقع في اسرها لم يود ان يحزنها ولكنه مازال بعد مغرورا لا يتحمل ان يرفضه احد فماذا بحبيبته
ادم باسف حاول اخفائه: يلا نركب
راحت مرام معاه من غير كلام فعلا مين هي عشان ادم ابو العزم يبصلها هي مجرد لعبه بس ليه بيساعدها؟ سؤال فضلت تساله لنفسها كتير بس ما لقتش اجابه
وصلوا المستشفي نزلوا هما الاتنين فضلوا ماشيين ساكتين لحد ما وصلوا قدام العمليات
ادم : ها ايه الاخبار يادكتور
الدكتور: كله تمام يا ادم بيه المريضه بتتجهز عشان العمليه والدكتور الالماني بيستعد عشان يعمل لها العمليه
ادم : تمام شكرا
مشي الدكتور وبص لمرام لقاها متجمده خالص
ادم بقلق عليها : مرام ماتقلقيش ها تبقي كويسه صدقيني
لم تكن تسمعه تذكرت لحظه دخولها المشفي عندما ارادت انهاء حياتها فالمستشفيات تقلب جراحها ولكن الان يبدو ان وجوده بجانبها زاد الجرح جروحا
اخرج ادم منديلا من جيبه وقام بمسح دموعها لحظتها افاقت هي من شرودها وابتعدت عنه دون حديث
ادم بحرج :انا كنت
مرام مقاطعه: هي العمليه بدات
ادم : خلاص هاتبدا ثم اراد تغيير مجري الحديث
مكنتش اعرف انك بتعيطي زي البنات كدا لسانك الطويل كان مخبي كتير بس تعرفي عنيكي ما يلقش عليها العياط
نظرت اليه ثم ضحكت ضحكه طويله انهتها بدموع طالما اخفتها عن العيون
مرام بوجع ظاهر: ههههههه حضرتك ضحكتيني والله انا عيوني ما يلقش عليها غير  الدموع الدموع وبس
بس طبعا امثالك معزورين يحسوا بينا ازاي وانتو اصلا اتخلقتوا عشان تدوسوا علينا كل واحد فيكم مستقوي بماله واصله انما اللي زيي واللي زي رؤي اتخلقوا عشان يبقوا عبيد تستعبدوهم من غير رحمه انتو لازم اوامركم تتنفذ تزعقوا تهينوا او تمدوا اديكم علينا عادي حقكم ماانتو البشوات انما احنا مش من حقنا نقول تعبنا كفايه مش من حقنا نحلم مع ان احلامنا بسيطه اوي مابتاذيش حد عمرنا ما اتمنينا ناخد حاجات كتيره احنا بس كنا عايزين نحس بالامان كان نفسنا نفرح بس كلكم استخسرتوا فينا نرتاح كلكم دمرتونا كل واحد كان عايز ينهش فينا وخلاص مش مهم احنا المهم انتو تكونوا مرتاحين مش كدا
ظلت تحدثه وهو يسمعها بقلب متألم احبيبته تعيش كل تلك الاحزان والمعاناه وحيده ولكن لما لما هذه الاحزان يا ملاكي؟ لم يشعر بنفسه الا وهو يشدها من يدها سريعا لتكون بين ذراعيه عله بذلك يتأسف لها عن ما فعلته الدنيا معها
زاد ذلك بكاء مرام حتي تذكرت محروس ومحاولته الاعتداء عليها ليله زفافها فابعدت ادم بشده
وقف مصدوما من ما فعلته ثم شعر بالحرج
ادم بحرج: انا انا اسف يامرام من فضلك ما
لم يكمل كلامه وجد الممرضه تخرج سريعا وتحدث ممرضه اخري
الممرضه: هاتيلي جهاز القلب بسرعه المريضه قلبها وقف بتموت بسرعه
لم تستطع مرام ان تقف فاغمي عليها
ادم بخضه :مرااااام
ياتري ايه اللي هيحصل لام رؤي ورؤي مصيرها ايه كل ده هنعرفه الحلقه الجايه من كسرت كبريائي
ياريت بقي اشوف تفاعل شجعوني كده وقولولي رايكم ف الروايه عجبتكم والا لا وايه اللي عجبكم فيها فرحوني بقي

كسرت كبريائي للكاتبه مي عبداللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن