الفصل الثامن عشر

709 25 0
                                    

الفصل الثامن عشر
وصلت مرام البيت بعد يوم عمل طويل
دخلت البيت راحت اوضه رؤي وهي متيقنه انها ستجدها كما تركتها بالصباح علي حالها
دخلت مرام الاوضه لقت رؤي قاعده علي السرير شارده مش حاسه بحد
مرام بحزن:وبعدين يا رورو هتفضلي علي الحال دا كتير لو بس تقوليلي مالك ايه اللي حصل لك وصلك للي انتي فيه دا
رؤي وهو تمسح دمعه خانتها من علي جبينها :انا كويسه يامرام ماتقلقيش عليا
مرام :ماشي يا رورو انا هاسيبك لحد ما تيجي تحكيلي بنفسك بس كنت عايزه اقولك حاجه
رؤي :حاجه ايه
مرام :انا قدمت الاستقاله لجاسر بس هو رفض وقال لازم تيجي الشغل ضروري
رؤي بخضه :ليه
مرام :مش عارفه والله مارضاش،يقول
رؤي ف سرها :مخبيلي ايه تاني ياجاسر مش كفايه اللي انا فيه
مرام :رورو انتي معايا
رؤي :ها ايوا معاكي بكره هنروح سوا الشغل
مرام :اوك يا عسليتي هاقوم بقا احضر احلي عشا ف الدنيا لاحلي رورو وماما
راحت مرام تحضر الشغل وسرحت رؤي ف كل اللي حصل مع جاسر ابتسمت ببلاهه لما افتكرته
رؤي لنفسها:ايه دا انتي مجنونه والا ايه نسيتي اللي عماه فيكي
غصب عني ما انكرش اني نفسي اشوفه
لا اوعي يوحشك ولا تحبيه دا بني ادم حقير زيه زي ابوكي واخوكي كلهم بيكرهوكي
اغمضت رؤي عينيها بألم تاركه لدموعها العنان علها تداوي جراحها
لم يكن حاله افضل من حالها كان يجلس مع عائلته علي مائده الطعام شاردا بها يبدو علي عينيه الارهاق كان عبدالله وناهد يتحدثان وكان ادم يشاركهم حديثهم قليلا فهو ايضا شاردا حزينا يلوم نفسه باستمرار كيف انجرف وراء تلك المشاعر الحمقاء ألم يعد نفسه ان الحب لن يعرف لقلبه طريق كيف استطاعت تلك البائسه ان تحي قلبه من جديد
عبدالله بحزن :مالكم يا ولاد ايه اللي مغيركم الايام دي
ناهد :بقالهم فتره علي الحال دا كأنهم عايشين ف دنيا تانيه
ادم بتنهيده :انا كويس اهو باكل وباشتغل وبانام
عبدالله :ايه الاسلوب دا يا ادم احنا ما صدقنا انك اتغيرت
ادم بداخله :دا مش تغيير دا تدمير
ادم لابيه :باعتذر يا بابا مش قصدي اضايقكم هي بس ضغوط الشغل والامور هتبقي كويسه باذن الله عن اذنكم الحق اصلي العشا
جاسر :خدني معاك يا ادم الحق انا كمان الصلاه
مسك عبدالله ايد جاسر وبص لادم :روح يا ادم اتوضي وجاسر هيحصلك
ادم :حاضر
جاسر بصوت منخفض :افندم يا بابا
عبدالله بنبره حزينه علي حال ابنه :مالك ياابني ايه اللي وجعك كدا وماتقوليش مفيش انا ابوك ياجاسر صح ادم متغير لكن حياته مااتغيرتش ميه وتمانين درجه زيك انت بعدت عن كل الناس عن كل صحابك صح كان نفسي ف كدا بس مش تحبس نفسك حتي الخروج بطلته وبقيت شبه ساكت ما بتتكلمش حتي الاكل بتاكل بالعافيه كأنك بتعاقب نفسك علي ذنب حرم عليك فرحه الدنيا مالك يا ابني اتكلم وانا هاسمعك خرج كل اللي جواك وانا مستعد اعمل اي حاجه مقابل ما اشوفكش مكسور كدا
جاسر ناظرا لابيه نظره عتاب :مابقاش ينفع يا بابا فات اوان اني اتكلم للاسف ياعبدالله بيه حضرتك اخر حد يقدر يساعدني بس اطمن انا كويس كويس اووووي كمان وهابقي احسن الايام اللي جايه عن اذنكم الحق الصلاه
مشي جاسر تحت نظرات ابيه وامه الحزينه
ناهد بحزن :عبدالله الولاد مالهم ايه اللي عمل فيهم كدا
عبدالله بتنهيده :العشق
**********
ف الشركه
وصلت رؤي ومرام الشركه
رؤي :انا اسفه يامرام اخرتك وادم اكيد هيزعق
مرام بلمعه حزن :عادي لو ما زعقش ما يبقاش ادم ولو ما استحملتش ما ابقاش مرام
رؤي :مالك يامرام انتي ليه متغيره من ساعه ما طلعنا من المستشفي
مرام بابتسامه حزينه :كلنا اتغيرنا يا رورو حتي شوفي نفسك ف المرايه هتعرفي اننا بقينا ناس تانيه
رؤي محاوله تغيير مجري الحديث :تفتكري طنط زينب طلعت تقعد مع ماما والا لسا
مرام بتفهم :طنط زينب كانت بتقعد معاها واحنا معاها ف البيت دلوقتي اكيد مش هتسيبها لحظه واحنا ف الشغل ماتقلقيش عليها
رؤي :ربنا يستر انا هاروح لجاسر
مرام :تحبي اجي معاكي
رؤي :لا مفيش داعي روحي انتي لادم قبل ما تتأخري اكتر من كدا
مرام :حاضر بس هتطمنيني عليكي
رؤي بابتسامه :اكيد
دخلت رؤي المكتب
لاتعلم لما شعرت بان انفاسها انتظمت بان روحها المسلوبه قد عادت ابتسمت ابتسامه خافته تكفي رائحه عطره التي تملأ المكان ف جعلها بتلك الحاله شعرت بدقات قلبها تتزايد مثلما بدأ يحدث ف الفتره الاخيره مسكت قلبها بيدها
رؤي لنفسها:اهدي يا رؤي اهدي شويه عشان تعرفي تكلميه
كان ف مكتبه يحاول ان يشغل نفسه ف العمل عله ينساها شعر بدقات قلبه تتزايد بشده وكأنها تتراقص علي انغام العشق معلنه قدوم اميرته وضع يده علي قلبه عله يهدئه لكن لافائده تلك الدقات تعانده وتزداد
سمع صوت الباب
جاسر :اتفضل
دخلت رؤي تنظر ارضا تحاول تهدئه قلبها حينما رأها لم يستطع فعلا شيء سوي ان اغمض عينيه عله يهدئ من نفسه ولو قليلا فتح عينيه بسرعه وكأنه لايود ان تمر لحظه بدون رؤيتها عله بذلك يشبع اشتياق ايامه الماضيه
لم تسمع منه اي كلمه كانت موقنه بانه ينظر اليها اراد قلبها رؤيته لم يستمع لنداءات العقل كما تعودت رفعت عينيها لتقابل خضروتاه فيروزتها ف اشتياق وحنين تحدثت العيون بما رفضت الشفاه توضيحه ظلوا يتبادلون النظرات طويلا وكأنهم ف دنيا بعيدا عن ضجيج البشر
حاولت ان تتمالك نفسها ولو قليلا فقررت بدأ الحديث
رؤي :حضرتك طلبت من مرام اني اجي نعم
بدأ يفيق من شروده ف عينيها
جاسر بصرامه :انتي ازاي ماتجيش الشغل لمده اسبوعين
رؤي بتعجب :كنت تعبانه وبعدين انا مش هاكمل انا بعت استقالتي مع مرام
جاسر :بس نسيتي تبعتي الاهم
رؤي بتعجب:ايه الاهم دا
جاسر :المليون جنيه قيمه الشرط الجزائي مقابل استقالتك قبل خمس سنين
رؤي بصدمه :نعم
جاسر :مش دا برضو العقد اللي انتي مضيتي عليه
مسكت رؤي العقد
روئ :ايوا دا بس مكنش كدا انا مامضتش علي حاجه
جاسر :مش دي امضتك
رؤي :ايوا امضتي بس انا ما مضتدش علي شرط جزائي انا متأكده العقد دا اكيد مزور دا مستحيل يكون حقيقه
جاسر :اثبتي
رؤي بصدمه :نعم
جاسر :انتي مافيش قدامك غير انك تروحي تقعدي علي مكتبك تكملي شغلك احسن البنت اللي انا جبتها مكانك دي مش مريحاني خالص
رؤي :مستحيل انا مش هاكمل ف الشغل دا
جاسر :يبقي هتدفعي المليون جنيه او تتسجني
رؤي :انت مستحيل تكون انسان انا باكرهك
اغمض عينه بشده وكأن قلبه يرفض ان يسمع تلك الكلمه التي تذبحه بلا رحمه ولم يكن حالها اقل من حاله شعرت بوخزه ف قلبها كيف استطاعت ان تنطق تلك الكلمه
قام جاسر من علي مكتبه وقف مواجها لها :انتي هتفضلي تشتغلي هنا لحد ما انا اقولك كفايه مش عايزك قدامي بالبلدي كدا حياتك من النهارده انا اللي هاحددها تيجي امتي تمشي امتي تاكلي امتي تتعبي امتي ترتاحي امتي كل حاجه مش بتكرهيني يارؤي خلاص تمام كملي كره بقي ومن النهارده مفيش بريك ماتمشيش غير لما انا اقول مفهوم
رؤي :انت فاكرني جاريه باباك اشتراها ليك
جاسر بعصبيه :رؤي ماتتعديش حدودك معايا اتفضلي علي مكتبك وحذاري اعرف انك مشيتي مفهوم
خرجت رؤي غاضبه علي مكتبها اما جاسر فوقف سعيدا لعوده حبيبته اليه مره اخري
عند ادم
ادم :مرام ممكن اسألك سؤال
مرام :اتفضل
ادم :هو انتي فين بباكي
مرام بصدمه :نعم
ادم :اصلي ف المستشفي شوفت مامتك وماشوفتش بباكي هو متوفي والا ايه
مرام بارتباك :اه متوفي
ادم :الله يرحمه طيب اطلبيلي بيتزا تجيلي علي الغدا
مرام :حاضر يافندم عن اذن حضرتك
خرجت مرام وراحت تطمن علي رؤي
دخلت مكتب رؤي لقتها قاعده علي مكتبها
مرام بتعجب :انتي رجعتي الشغل
رؤي بزهق :ايوا رجعت
مرام بغمزه :ايه دا جاسر اقنعك
رؤي بعصبيه :مرام من فضلك روحي شوفي شغلك وسيبيني ف حالي
مرام :حاضر بس ماتزقيش كدا
مشت مرام وسابت رؤي تشتغل لحد ماجه وقت الراحه
رجعت مرام ليها عشان يروحوا يتغدوا
مرام:يلا نروح نتغدي يا رؤي
رؤي :مش هينفع
مرام بتعجب :ليه
رؤي :تعليمات جاسر بيه
مرام :ليه
رؤي :مش مسموح الاسئله
مرام :انا ممكن اخلي ادم بيه يكلمه
رؤي :لا سيبيه دا عنيد مفيش داعي للمشاكل معاه وانا اصلا مش جعانه روحي انتي كلي
مرام :بس يا رورو
رؤي :مفيش بس روحي كلي انتي انا لو جعانه كنت قولتلك هاتيلي اكل معاكي يلا روحي كلي
مرام :حاضر
مشيت مرام وسرحت رؤي مع نفسها :واخرتها معاك ياجاسر
عند ادم
سمع خبط الباب
ادم :اتفضل
دخلت مرام
مرام :ادم بيه اتفضل الاكل
ادم :تعالي كلي معايا
مرام :شكرا يافندم
ادم :انا مش باعزم انا باتكلم بجد يلا ناكل
مرام بمرح:سيادتك انا لو كلت كدا هافضل طول اليوم جعانه لازم حاجه كدا تملي البطن يلا بالهنا والشفا وانا هاروح اكل
ابتسم ادم علي مرح مرام رغم حزنها الدفين الظاهر ف عيوني وبدأ ياكل شم ريحه اكل حلوه فقرر يسيب الاكل ويروح يشوف الريحه دي جايه منين
طلع من مكتبه لقي مرام قاعده علي كنبه جنب مكتبها وقدامها مسقعه وفول وطعميه وحاجات كتير من هذا القبيل
ادم بصدمه :ايه دا
مرام بخضه والاكل ف بوقها:خضتني بسم الله اتفضل
ادم :عايزاني اكل كدا دا انا ممكن اموت
مرام :من يوم ما اتولدت وانا باكله ولسا عايشه ماتخافش يا ابن الاكابر يا تسيبني وتروح تاكل البيتزا بتاعتك
ادم :ايوا طبعا هاروح اكل البيتزا وبدأ يتحرك لكن ريحه الاكل كانت قويه شدته جدا فرجع تاني
مرام :ف ايه تاني
ادم :مفيش يا اختيومسك ساندويتش الطعميه اللي اكلت منه وبدأ يكمله عجبه الساندويتش خالص
فرحت مرام لما اخد الساندويتش كان نفسها فعلا تحسه قريب منها
ادم :هتفضلي تبصيلي كتير كلي دا الاكل حلو اووووي
بدأت مرام وادم الاكل مع بعض اللي طبعا مش بيخلي من هزار ادم ومشاكسه مرام لحد الاكل ما خلص
ادم :اااااااه دا انت كلت كتير اوووووي كدا هاتخن
مرام بضحك :شكلك كان حلو اوووي وانت بتشرب المسقعه ههههه
ادم :اسم الله عليكي كنتي مسخره وانتي بتاكلي البيتنجان المخلل
مرام :انا برضو بلااااش افتكر اني قولت لك بلاش
ادم بضحك :ماشي يا فيلسوفه اطلبي لنا شاي بقي بعد الاكله دي وانا هاروح اكمل شغل وما تنسيش،بعد كدا تجيبي الاكل الضعف عشان هناكل مع بعض كل يوم
دخل ادم مكتبه وفضلت مرام فرحانه مش مصدقه ان ادم اكل معاها وفعلا راحت طلبت شاي ليه
عند جاسر
فضل جاسر يشتغل وهو جعان بس ما رضاش ياكل لمجرد احساسه بان رؤي جعانه وانه عند معاها
فضل كدا لحد اليوم ما خلص وبدأ الموظفين يمشوا
جت مرام لرؤي
مرام :يلا يا رؤي عشان نمشي
رؤي :امشي انتي يامرام انا لسا قدامي شغل  كتير
مرام :طيب كمليه بكره
رؤي :مش هينفع
مرام :طيب هاستناكي
رؤي :لا روحي عشان تفضلي مع ماما وانا شويه وهارجع
مرام :يا رؤي بس
رؤي :يلا يا مرام ماتتعبنيش معاكي
مرام :ماشي يارؤي براحتك لكن ماتتأخريش سلام
رؤي :حاضر سلام
خرجت مرام من المكتب ومشي معظم الموظفين ماعدا جاسر ورؤي فضلوا لحد ما اتاخروا
دخلت رؤي لجاسر
رؤي :انا اتاخرت وعايزه امشي
جاسر :لسا بدري
رؤي بعصبيه :دا بالنسبه لواحد زيك متعود علي السهر لكن انا لا
جاسر بصوت عالي :قصدك ايه
رؤي :قصدي اني عايزه امشي
جاسر :ماشي يا رؤي امشي
فضلت الايام تمر علي رؤي وجاسر وادم ومرام علي وتر واحد بدون تغيير
ادم ومرام فضلوا يقربوا من بعض وادم كان فرحان خالص بكدا ومرام كانت فرحانه لكن قلقانه من اللي هيحصل بعد كدا
جاسر ورؤي بيعاندوا ف بعض ويتعمد يروحها متأخره
لحد ماف يوم ركبت رؤي تاكسي من قدام الشركه عشان تروح البيت وكان الوقت متأخر
فضل التاكسي ماشي بيها لكن خدت بالها ان الطريق متغير
رؤي :ايه دا مش دا الطريق اللي قولتلك عليه
سواق التاكسي :دا طريق مختصر يا انسه ما تقلقيش
حاولت رؤي تطمن نفسها لكن التاكسي كان بيدخل ف شوارع مظلمه خلت رؤي تخاف كتير
رؤي :لو سمحت وقفني هنا
لكن سواق التاكسي ما سمعش الكلام لحد ما وقف التاكسي ف شارع مفيهوش حد
رؤي بخوف :انا فين انت عايز مني ايه
السواق :ايه ياقطه ماتخافيش هنقضي ليله حلوه وكل واحد يروح لحاله
ياتري ايه اللي هيحصل لرؤي هنعرفه الحلقه الجايه من كسرت كبريائي

كسرت كبريائي للكاتبه مي عبداللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن