أدمعت عينيها و إستشاطت غضبا و ردت بصوت مكسور :
نسيم : لما إنت ما بتحبنيش و عايزني زاي اللوحة بتتحرك إلا بإذن منك إتزوجتني ليه ؟
فتح الباب وهم بالخروج بعد أن أجابها :
يوسف : دي حاجة تخصني ..
بعد خروجه بلحظات .. أخذت تنظر إلى نفسها في المرآة لمدة طويلة لتستوعب كلامه و نظاراته التي لا تدل على شيء إلا الكره .. ثم أحضرت مقص و بدأت بتمزيق فستانها :
نسيم (بشهيق ) : ليه أنا ؟ مازالك ما تحبنيش و مش ممكن تبصلي إتزوجتني ليه ؟ .. هو فاكرني إيه ؟ فاكرني ها اخضع له لما يعمل كده ؟ و لا فاكرني ها أخليه يلعب عليا دور سي السيد ؟ .. هو أكيد مايعرفنيش ؟ .. يعني هو لو كان يعرفني كان إتصرف معايا كده ؟ حتى لو ما يعرفنيش مين إداہ الحق انه يعمل كده و كمان في الليلة عمري الي كان المفروض تكون احسن ليلة في حياتي .. دي تحولت لكابوس .. أنا مستحيل اسمحه و لا ها اغفرله كلامه .. أنا غلطانة من الأول .. لما ما سمعتش عقلي و رحت تزوجته .. (رفعت رأسها إلى السقف و أغلقت عينيها لتنهار دموعها ) يا رب ها أعمل إيه ؟ يا رب أنا عبدتك الضعيفة ساعدني و إديني القوة في المصيبة داه ..
ظلت تبكي إلى أن غلبها النوم أما يوسف فقد خرج مسرعا يستشيط غضبا إلى أن وصل للبحر.. نزع سترته و البابيون و فتح أول أزرار القميص ثم رمى بنفسه في أحضان الذكريات حتى أشرقت الشمس فهم بالرجوع إلى الفيلة .
*****
ركن سيارته أمام الفيلة ثم إتجه إلى الباب .
وقف أمام الباب ليأخذ نفس عميق و يهم بفتحه .. لمح تسارع الخدم في تحضير الطاولة ..
طل يراقبهم من الصالون الي ان ألقى بجاكيته فوق الكرسي و جلس ببطئ و أغمض عينيه ليأخذ نفسا عميق ..
بعد مرور دقائق شعر برائحة برفان تطغو على المكان و تقترب منه تدريجيا ، فتح عينه بعد أن أحس ببعض الشعيرات تداعب خدہ ..
في نفس ذات الوقت كانت نسيم قد غيرت ثوبها و ظلت تنتظر رجوعه بفارغ الصبر ...
وقفت أمام المرأة و أفرغت قارورة العطر فوق ملابسها ثم إتجهت إلى الصالون ..
إقتربت من كرسيه تدريجيا الي ان وضعت يديها فوق اطرافه و حجزته أمامها .. اخذت تقترب من فمه حتى أن شعرها لمس خده ليفتح يوسف عينيه ببطئ و يفقد تركيزه من قوة نظاراتها و ثقتها .
نسيم : بص يا يوسف و ركز معايا كويس عشان أنا مش ها أعيد كلامي مرتين .. لو كنت فاكر إني ها أنفذ كلامك و أستسلم و أخليك تقرر أعمل إيه و أروح فين و أجي منين .. فإنت غلطان و غلطان أوي كمان .. أنا ما تعودتش حد يقولي أعمل إيه و ما أعملش إيه .. و الصراحة لسه مش مستعدة أخلي حد إعاملني بطريقتك البلادي دي .. مع الأسف أنا كنت غلطانة لما تسرعت و وافقت علی الزواجة المهببة دي من الأول ... و عشان كده أنا قررت أصلح الغلطة الصغيرة دي بدون ما إيكون لها أثر على حياتي .. و حياتك طبعا ..
أنت تقرأ
نسيم
Romanceنسيم محمد علي تبلغ من العمر ثلاثة و عشرون سنة تقع ليلة زفافها بين نارين نار الخضوع و نار المقاومة .. فأيهما ستختار ؟