أسرع يوسف إلى الصالون ليجد سليم ملقى على الأرض وجهه شديد الإحمرار و يتعرق و لا يستطيع التنفس أما سارة فقد كانت تبكي في رعب .. تجمد في مكانه ثواني لإحساسه بالعجز ثم أسرع إليه و جلس على ركبتيه و أخذه بين أحضانه و حاول أن يهدأه و يجعله يتنفس :
يوسف : (وهو يصرخ ) في إيه ؟ ..... إيه إلي حصل ؟
كريمة : والله ما أعرف يا إبني أنا كنت بأكله و فجأة بقى مش قادر يأخذ نفس و جهه أحمر بالشكل داه
يوسف : (توتر و إحمر وجهه ) في حاجة غلط في حاجة غلط بسرعة كلمي الإسعاف يا سلمى و إنتي يا فاطمة روحي جيبيلي مياہ بسرعة
سيف : (شعر سيف بتوتر ) من فضلك يا ماما خوذي سارة و إطلاعي فوق ... قولي يا يوسف هو عنده مرض معين ؟
يوسف : مش عارف يا سيف بس هو دخل المستشفى لما كان عمرو ستة شهور
سيف : (بتوتر و سرعة) ماشي أنا ها أكلام نسيم و نشوف ...
أمسك سيف هاتف يوسف و ضغط على رقم نسيم :
نسيم : ألو
سيف : (بتوتر و سرعة ) نسيم أنا سيف خوذي يوسف معاكي
يوسف : نسيم... سليم مش قادر يتنفس و جهه بقى أحمر و مش عارف أعمل إيه .. الولد ها إيروح مني ..
نسيم : (كانت ممدة فوق الأريكة تشاهد التلفاز .. وقفت بسرعة و قد سيطر الخوف قلبها ) هو أكل حاجة ؟
يوسف : أيوا
نسيم : (إمتلئت عينيها بالدموع و إختنق صوتها بالبكاء ) هو أكل إيه ؟ ...
يوسف : مش عارف ...
فقدت نسيم هدوئها و أخذت مفاتيح السيارة (إستئجرتها مأخرا) ثم إتجهت إلى السيارة مسرعة حيث تبعتها إيمان بعد أن أحست بتوترها :
نسيم : (شغلت السيارة و وضغطت على السبيكر) يوسف ! بقى له قد إيه كده ؟
يوسف : ما أعرفش .. من كم دقيقة بس
نسيم : (رفعت من صوتها ) إنت طلبت الإسعاف صح ؟
يوسف : أيوا .. نص ساعة و يوصلوا
نسيم : (إصفر وجهها و تعرقت و أخذت تبكي و تصرخ و نفس المشاعر قد سيطرت على إيمان ) مش ها يلحقوا (زادت من سرعة السيارة)
يوسف : يعني إيه مش ها يلحقوا .. قولي لي أتصرف إزاي سليم مش عارف يتنفس ..
مسحت نسيم دموعها سريعا و أخذت نفسها :
نسيم : هو ها يبقى كويس ما تخفش (قالتها بصوت خافة لتهدأ من روعها) يوسف أبوس إيدك ركز معايا إنت ها تعمل إلى ها أقلك عليه بالحرف الواحد ... ماشي ؟
يوسف : حاضر
نسيم : (أخفضت من صوتها و رعبها لتبعث الطمئنينة في قلبه ) يوسف ركز معايا ما فيش وقت..
يوسف : أنا معاكي ...
نسيم : إقلبو على جنبه اليمين و بعدين إبعد سارة عنه و ها تلاقي في شنطة سليم حقنة أدرينالين جيبها بسرعة .. أنا في السكة جاية حالا ..
فعل يوسف ما أمرته به نسيم ثم وقف ليرفع من صوته بتوتر :
يوسف : يا فاطمة الشنط فين ؟
فاطمة : ط..ط...طلعتهم فوق . .
صعد مسرعا إلى الغرفة و لا يزال في يديه الهاتف :
نسيم : (إنتظرت بعض الثواني) جبت الحقنة يا يوسف ؟
يوسف : (يلهث من السرعة ) أيو أهي في إيدي و أنا نازل السلم دلوقتي
وصل سريعا ليجلس على ركبتيه حيث كان سيف ممسك بسليم أما السيد أحمد فقد كان مع إتصال بالمستسفى :
يوسف : أنا هنا ! ها أعمل إيه قولي لي بسرعة ؟ (أصبح لون وجه سليم قريب من الأزرق)
نسيم (عادت لتبكي عندما تذكرت أنها الوحيدة من تستطيع حقنه ) إنت .. إنت إديت حقنة لحد قبل كدا يا يوسف ؟
يوسف : لا بس أنا كابتن و أعرف أضرب يعني إدربت على الإسعافات قبل كده ..
نسيم : (أغمضت عينيها و تمنت له يفعلها بالشكل الصحيح) ...طيب ركز معايا .. خوذ إيدو اليمين من الفخذ فوق و عيزاك تركز أبوس إيدك الخطوة دي مهمة أوي .. إضربها بشكل عمودي في العضلة على طول و إياك تقرب على الوريد .. فاهمني ؟
ترك يوسف الهاتف على الأرض .. ثم أخذ الحقنة و فتحها و قد بدأ العرق يتصبب من جبينه ... طلب من سيف أن يمسك سليم بإحكام ثم إختار مكان الحقنة و أخذ نفس عميق ... وقام بضربها .. بعد مرور ثواني ... أخذ سليم نفس عميق و فتح عينيه ... ثم عاد لإغماضهم بعد أن إستقر تنفسه ..
نسيم : يوسف يا يوسف ..
*****
كانت إيمان تحاول تهدأتها بعد أن أغلقت الهاتف و هي لا تعرف ماهي حالة سليم فقد ظنت لوهلة أنها فقدته و أصبحت تقود كالمجنونة.
*****
أما يوسف فقد سحب الحقنة بلطف و أخذه من يدين سيف و حظنه بقوة .
أنت تقرأ
نسيم
Romanceنسيم محمد علي تبلغ من العمر ثلاثة و عشرون سنة تقع ليلة زفافها بين نارين نار الخضوع و نار المقاومة .. فأيهما ستختار ؟