هذا الفصل تكملة للفصل الثالث و العشرون :
في الصباح اليوم التالي من رؤيته لنسيم و بسام كان يوسف يقرأ الفاتحة عند قبر شاذة ..
و بعد إنتهائه جلس فوق القبر و بدأ بمسح غبار إسمها :يوسف : إزايك يا شاذة ... وحشتني أوي ... أنا عارف إن النهاردة أول مرة أزورك فيها بعد ما أخذك الموت مني... ما كنتش قادر أجي و أنا عارف إني مش ها أشوفك أو أسمع صوتك .. (نزلت دمعة من تحت نظارته الشمسية ) .. أكيد قاعدة تقولي دلوقتي أمال جيت ليه يا يوسف لما إنت مش قادر تشوفني و تسمعني ؟ (أخذ نفس عميق ) علشان في حاجات كثيرة أوي محتاج أقولهم و محتاجك تعرفيهم ...
مسح دموعه و أخذ نفس عميق لينظم أفكاره :
يوسف : تعرافي إني تزوجت ؟ و تزوجت بنت شبهك في الشكل بس إطلقنا ... (أطلق ضحكة عالية ليكمل كلامه) و تعرافي ؟ لثاني مرة القدر يجمعني أنا و بسام على نفس الطريق ... بالمناسبة هو كمان وحشتيه أوي ... أكيد بتقولي إننا رجعنا صحاب زاي الأول بعد ما رحتي إنتي بس مع الأسف داہ ما حصلش .. بسام ما إقدرش إسامحني على موتك و حملني ذنبك و لما نسي كل حاجة و إفتتح صفحة جديدة حب نسيم .. أہ إسمها نسيم ... (أخذ نفس عميق ثم أكمل )... شاذة ! مش عارف كلامي ها إيزعلك ولا إفرحك بس كل إلي عرفوا إني ها أرتح لما أقولو ... أنا البارح لأول مرة من أربع سنين أحس إني تخلصت من شبحك إلي عايش جوايا ... لأول مرة أفهم و أتأكد من مشاعري نحيتها ... أيوا أنا بحبها ... مع الأسف فهمت متأخر بس المهم فهمت ... أنا لما حبتها حبيت كل حاجة فيها .. كنت فاكر إني حبيتها علشان هي شبهك بس في الواقع هي مش زايك ... نسيم قوية و ذكية و تعرف هي عايزة إيه و ليه و أكثر حاجة حبتها فيها عندها و جرأتها إنها ترفض و تقول لا لحاجة مش عايزاها .. بس للأسف الحاجات دي شبحك كان عاميني عنهم ... (وقف ليتقدم خطوات ثم عاد أدراجه ) .. أنا إتفقت مع بسام زاي ما إتفقنا وقتها بالضبط .. بس المرة دي أنا إلى وعدتوا .. إني لو طلقتها ها أحترم علاقتهم زاي ما هو عمل معانا و مش ها أجي جنبهم أبدا ... عارف يا شاذة أنا نفسي تعبت من تهوري و تسرع قرارتي ... بس أوعدك إني أصلاح نفسي و أوعدك إني ماأتسرعش ثاني ... (أنزل رأسه ليقبل إسمها ) ... صدقيني أنا عمري ما حبيت حد زايك بس جاء الوقت إلى أشوف فيه حياتي و أكمل مشواري لوحدي ... مع السلامة ...
إرتدى نظارته و إبتسم للقبر ثم وضع يديه في جيبه و غادر المكان
*****
بعد مرور ثلاثة أشهر من وفاة والدها إستطاع بسام أن يحررها من حزنها و إقناعها بموصلة حياتها .
قررت نسيم تقديم إستقالتها و بدأت بالبحث عن قاعة لتفتح معرض تجمع فيه كل رسوماتها.
أنت تقرأ
نسيم
Romansaنسيم محمد علي تبلغ من العمر ثلاثة و عشرون سنة تقع ليلة زفافها بين نارين نار الخضوع و نار المقاومة .. فأيهما ستختار ؟