يجلس يوسف وراء مكتبه منهمك في توقيع بعض الأوراق و قرأتها ليقاطعه رنين هاتفه :
يوسف : إزايك يا كابتن ؟
سيف : وحشتني يا يوسف .. إسبانيا بتسلم عليك
يوسف : هههه وحشتك إيه و أنا لسه شايفك البارح وصلت إمتى يا بيه ؟
سيف : النهاردة الصبح ! بأقولك إيه يا يوسف ..
يوسف : قول
سيف : ما تفتح الكاميرا أنا عايز أوريك حاجة مهمة جدا و ها تعجبك أوي لدرجة إنها ها تخليك تجي هنا على طول
يوسف : ههههه لدرجة دي ؟ .. و بعدين أنا مش عايز ألحقك .. أنا ورايا شغل متلتل هنا و مش ها ينفع أسيبه ..
فتح يوسف الكاميرا ليشاهد وجهه سيف في شاشة الهاتف و بعد عدة ثواني غير سيف إتجاہ الكاميرا ليقف من كرسيه بحماس ..
يوسف : هي دي نسيم ؟
سيف : (بحماس ) أہ هي
أخذ يوسف جاكته و مفاتيحه و غادر المكتب :
يوسف : إنت فين يا سيف ؟
سيف : هنا في المول ( يصورها من بعيد )
ظل يوسف يراقب جمالها و قد إمتلئت عيونه بالدموع عند رؤيتها في غاية السعادة خصوصا صحبة إيمان و طفلين :
يوسف : هي مين المدام و الطفلين إلي معها دول ؟ إنت تعرافهم ؟
سيف : (ركز سيف في وجوه المرأة و الطفلين ) أبدا أنا أول مرة أشوفهم بس أفتكر إنها صاحبتها و وأولادها
يوسف : طيب .. أنا ها أحجز أول طائرة على هناك .. خليك وراها .. أوعى تضيع منك يا سيف
سيف : ههه مش قولتلك ها تجي ورايا على طول ؟ ما تخافش أنا ها أخليها في عينيا لحد ما توصل ! يلا سلام
أغلاق يوسف الهاتف و إتصل سريعا ليحجز أول طائرة متجهة لإسبانيا .
*****
كان يوسف يغادر مطار مايوركا إسبانيا عندما إتصل بسيف:
يوسف : أنا وصلت يا سيف .. إنت فين ؟
سيف : أنا قاعد قدام مطعم كينغ فاشر
يوسف : طيب أنا جاي حالا
سيف : (بصدمة بعد أن رأى وقوف بسام من بعيد و جذبه الكرسي ) إنت مش ها تصدق مين هنا
يوسف : مين ؟
توترت نبرة سيف :
سيف : لما توصل تبقى تشوف بنفسك ..
يوسف : طيب مسافة السكة ..
*****
نزل يوسف من التاكسي ليجد سيف بإنتظارہ .. عانقه بقوة :
يوسف : هي فين ؟
سيف : (أشار سيف بيده ) هناك
إلتفت ليجدها جالسة مع بسام ... إحمر وجهه من الدهشة :
يوسف : داہ بسام ؟ صح ؟
سيف : أيوا هو
يوسف : (بعصبية ) و هو بيعمل هنا إيه ؟
سكت سيف فلم يجد إجابة ..
وقف يراقبها و قد إزراق وجهه من الغيرة و الغضب بعد رؤيته لوقوف بسام و تقديم يده للرقص :
يوسف : يلا نروح يا سيف (وقد أدمعت عينيه)
سيف : مش ها تحكي معها ؟
يوسف : أنا أخذت إجابتي إلي جيت علشانها .
مسكه سيف و حاول منعه :
سيف : بس يا يوسف ..
أبعد يد سيف بقوة و رفع من صوته بعد أن أصبح كالمجنون :
يوسف : إنت ما شفتوش و هو بيرقص معاها ؟ ... هو إلي كسب ...
ضرب بساقه في الجدار و أوقف تاكسي
سيف : يا يوسف إهدأ مش كده !! ...
لم يستطع سيف إيقافه
*****
في غرفة الفندق جلس يوسف و قد إرتسمت علامات الحزن على وجهه :
يوسف : أنا بأحبها يا سيف .. بأحبها أوي .. كان نفسي أواجهها و أقولها عن كل حاجة جوايا .. كان نفسي تسمعني و تعطينا فرصة بس للأسف وصلت متأخر ...
إقترب منه يف و طبطب على ركبته :
سيف : روح لها يا يوسف و خليها هي تقرر
يوسف : مستحيل أدخل مرة ثانية حياتها و أدمرها ثاني
سيف : بس ..
وجه له نظرة صارمة و رفع من صوته
يوسف : ما بسش يا سيف ..
سيف : .. خلاص يا يوسف إهدأ .. و حاول تنساها .. بكرة ها تحب غيرها و تنساها ..
وضع يوسف رأسه بين ذراعيه و تمسك بالصمت و بعد ثواني عاد سيف ليسأله بإستغراب :
سيف : يوسف هو إنت قصدك إيه بهو إلي كسب ؟
رفع يوسف رأسه بصدمة ثم أجابه ببرود ..
يوسف : ما عليش يا سيف مش ها أقدر أحكيلك دلوقتي خليها مرة ثانية ..
أنت تقرأ
نسيم
Romanceنسيم محمد علي تبلغ من العمر ثلاثة و عشرون سنة تقع ليلة زفافها بين نارين نار الخضوع و نار المقاومة .. فأيهما ستختار ؟