بعد لحظات من صمت كريمة .. أجهشت نسيم بالبكاء و وقفت لتغادر الغرفة مسرعة :
نسيم : إعذريني يا تطنط أنا لازم أروح من هنا .. عن إذنك
خرجت تجري لتنزل الدرج و تغادر إلا أن سيرين أمسكت يدها عندما لاحظت ذكاءها و سرعتها :
سييرين : مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ؟
نظرت لها نسيم بوجه محمر و أخذت تصرخ في وجهها :
نسيم : إبعدي عني (أبعدت يديها بنفور) .. أنا عمري ما ها أسامحك .. إنتي إزاي تعملي فيا كده ؟ .. إزاي تخبي عليا الحقيقة و إنتي زاي أختي ؟؟؟ هانننن .. إزاي تسمحوا لنفسكم تعملوا كده ؟
سيرين : أنا مش فاهمة حاجة .. إهدي إنتي بس و فاهميني ... (حاولت تهدئتها إلا أنها أبعدتها)
كان يوسف جالس صحبة سيف يحاول التفكير في حل يمنعها من طلب الطلاق .. إلى أن قاطعها صوتها المرتفع ليخرج سريعا :
يوسف : في إيه يا نسيم ؟
نظرت إليه نسيم لتمتلأ عيونها بالدموع و تجذبه من يده ..
نسيم : تعالى معيا
أخذته إلى السيارة و أمرته بالركوب لتغادر الفيلة ...
*****
ركنت نسيم السيارة في مكان بعيد و هادئ .. ثم إلتفتت إليه و أخذت نفس عميق لتواجهه :
نسيم : إنت بتحبني يا يوسف ؟
يوسف : (تمسك يوسف بالسكوت)
نسيم : يعني ما بتحبنيش ؟ .. (إبتسمت ببرود) طيب إديني سبب واحد إخليني أتمسك بك ؟
يوسف : (لم يجد يوسف إجابة فإحتفظ بالصمت )
نسيم : (بمشاعر متضاربة ) تعرف يا يوسف ؟ إنت لما خطبتني أنا إستغربت و قعدت أفكر ليل نهار ليه أنا .. رغم إننا ما تقابلناش غير مرتين .. و كنت عايزة أرفضك بس ضغط أنكل و بابي أجبروني أوافق وقلت شاب حلو و بأسمع عنه إن لطيف و ظريف و بإحب كل الناس يعني أكيد حبيني و لا معجب بيا و ها نحب بعض في فترة الخطوبة .. (إبتسمت بحرقة) و لما خطبنا و إبتديت تتهرب مني و تتسبب بالشغل أنا بقى جويا خوف رهيب منك و إبتديت رحلة صراع مع نفسي و فظلت بأكذب فيها و أقول أكيد مشغول .. أكيد وراه حاجة .. ما أنا كمان مشغولة .. (بإستهزاء) ما كنتش عرفة إذا كنت تمسكت بك عشان معجبة بك و لا عشان أثبت لنفسي إني كنت غلطانة و إنك بتحبني ... (بدأت عيونها تنغمر بالدموع)... إتنازلت عن إختيار البيت و العغش و كل حاجة المهم عندي تكون بتحبني بس ما كنتش عرفة إني (شهقت من البكاء) بأحا مكان واحدة ميتة ...
يوسف : (دمعت عينه و حاول مقاطعتها ) نسيم أنا ..
نسيم : (وضعت يدها على فمه لتمنعه من الحديث) ... إنت بتصرفك ليلة الفرح وصلتني للقاع و رمتني لدرجة إني فكرت أنتحر و منعت نفسي و قلت إنك ماتستهلش أنتحر علشانه و قررت أغير قوانين اللعبة إلى إنت فرضتهم عليا .. و إتفقت معك إننا نكمل في زواج 6 شهور و بعد ماكنت بأحسب الأيام إلي أصير فيهم مرأتك بقيت أحسب الأيام إلي أصير فيهم طليقتك و أخلص من الكابوس إلي رمتني فيه ... (أخذت نفس عميق و أكملت ) بس بعدين حسيت في حاجة تغيرت فيك و حسيت بإهتمامك و غيرتك و كل حاجة تدل على حبك ليا و إبتديت أصدق رغم ليلة الحفلة و رغم الألام إلى إدتهولي على وجهي .. قلت أكيد تغير ...
أبعدت يدها و مسحت دموعها :
نسيم : كل داہ عندي كوم و إنك تعتبرني شاذة داہ كوم ثاني خالص ... أنا مش عرفة إنت إزاي عملت كده ؟ إزاي قبلت على نفسك و عليا حاجة زاي دي ؟ حرام عليك يا أخي داہ أنا حبيتك ... (نظرت إليه بعينين منكسرتين) ... أنا موش شاذة يا يوسف و مش ها أقبل إنك تحطيني مكانها .. أو تحبني لأني شبها (مسكت يدہ ) أنا أول مرة في حياتي أغير من واحدة و يا رتها كانت موجودة .. (نظرت إلى عينيه و إبتسمت بطيبة) يا بختها بحبك ليها .. إنت إلي زيك عملة نادرة و أنا عرفة إن صعب ألقى حد يحبني بطريقة حبك ليها بس مش ممكن أقبل إني أكون هي وأخذ مكانها في قلبك ... (تنفست في هدوء) جرحك لسه مفتوح يا يوسف .. و ماينفعش تحط عليه ملح .. وأنا ماعنديش القوة الكفية إني أشفيه و أحارب شبحها إلي جواك ... حاول تعطي لنفسك فرصة و فكر إنت عاوز إيه و ليه ؟ و لو جاء يوم و عرفت تجاوب يبقى إنت شفيت و شاذة ها تفضل حببتك زاي ماهي بس مش ها تمنعك إنك تفتح قلبك من جديد .. (إقتربت منه ) للأسف أنا دخلت لحياتك في الوقت الغلط ... (أمسكت وجهه و إقتربت منه لتقبل شفتيه بحنية و تنظر إلى عينيه ) ... يوسف أنا مش عايزة أشوفك ثاني .... طلقيني
يوسف : (لمعت عينيه من شدة الصدمة ) ... نسيم .. (إحمر وجهه و توتر) أنا .. أنا آسف ما كنتش عامل حساب لكل داه .. صدقيني عمري ما فكرت أأذيكي بس غصب عني .. أنا حاسس نفسي في مكان بعيد و مش ها أعرف أخرج منه لوحدي و حياة أغلى حاجة عندك خلينا ندي لعلاقتنا فرصة جديدة ..
نسيم :(إنهارت دموعها و هي لا تزال ملتصقة بوجهه لتجيبه بشهقة) ... ما ينفاعش ... شبحها ها يفضل يحارب كل حاجة فينا لحد ما يقتلنا ..
يوسف :(تنفس بعمق و قبل خدها و قد إختنق صوته بالدموع) ... إنت طالق.
أنت تقرأ
نسيم
Romanceنسيم محمد علي تبلغ من العمر ثلاثة و عشرون سنة تقع ليلة زفافها بين نارين نار الخضوع و نار المقاومة .. فأيهما ستختار ؟