خطبة السجاد عليه السلام في الكوفة..
•《1》
✍͜ وانبرى إلى الخطاب الإمام زين العابدين عليه السّلام فقال بعد حمد الله والثناء عليه:
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِي:
✨✨✨✨✨
أَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أَنَا ابْنُ الْمَذْبُوحِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ مِنْ غَيرِ ذَحْلِ وِلاِ تِرَاتٍ (الترات: هو من ظلم حقّه) ..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أَنَا ابنُ مَنِ انْتُهِكَ حَرِيمُهُ وَسُلِبَ نَعِيمُهُ وَانْتُهِبَ مَالُهُ وَسُبِيَ عِيَالُهُ،
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أَنَا ابْنُ مَنُ قُتِلَ صَبْراً وَكَفىَ بِذَلِكَ فَخْراً.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أَيُّهَا النَّاسُ، نَاشَدْتُكُمُ اللهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كَتَبْتُمْ إِلى أَبِي وَخَدَعْتُمُوهُ وَأَعْطَيْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَالْبَيْعَةَ وَقَاتَلْتُمُوهُ وَخَذَلْتُمُوه ُ؟!
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✦ فَتَبّاً لِمَا قَدَّمْتُمْ لأَنْفُسكُمْ وَسَوْأةً لِرَأُيكُم، بِأَيَّةِ عَيْنٍ تَنْظُرُون إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله إِذْ يَقُولُ لَكُمْ:
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✦ قَتَلْتُمْ عِتْرَتِي وَانتَهَكْتُمْ حُرْمَتِي فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِي ؟!.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✦ وجردّهم بهذه الكلمات من الإسلام، ودلّهم على جرائمهم وآثامهم التي سوّدت وجه التأريخ، وقد علت أصواتهم بالبكاء، ونادى مناد منهم:
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✦ هلكتم وما تعلمون واستمر الإمام في خطابه قائلاً:
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✦ فقَالَ: رَحِمَ امْرءاً قَبِلَ نَصِيحَتِي وَحَفِظَ وَصِيَّتِي فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِنَّ لَنَا فِي رَسولِ اللهِ أُسْوَةً حَسَنَةً.✨✨✨✨✨✨✨✨
《2》
فهتفوا قائلين:✦ نحن يا بن رسول الله سامعون، مطيعون، حافظون لذمامك غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنّا حرب لحربك وسلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا.
✨✨✨✨✨
وردّ الإمام عليهم هذا الولاء الكاذب قائلاً:
✨✨✨✨✨
(هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، أَيَّتُها الْغَدَرَةُ الْمَكَرَةُ، حِيلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ شَهَواتِ أَنْفُسِكُمْ،
✨✨✨✨✨
أَتُريدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ كَمَا أَتَيْتُمْ إِلىَ أَبِي مِنْ قَبْل ُ؟!
كَلاّ وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ (الراقصات: هي الإبل) ..
✨✨✨✨✨
فَإِنَّ الْجُرْحَ لَمَّا يَنْدَمِلْ،
قُتِلَ أَبِي صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ بِالأَمْسِ وِأَهْلُ بَيْتِهِ مَعَهُ، وَلَمْ يُنْسَ ثُكْلُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله
وَثُكْلُ أَبي وَبَنِي أَبِي، وَوَجْدُهُ بَيْنَ لَهَاتِي وَمَرَارَتُهُ بَيْنَ حَنَاجِرِي وَحَلْقِي، وَغُصَصُهُ تَجرِي فِي فِرَاشِ صَدْرِي .
✨✨✨✨✨اللَّهُمَّے صَلِّے عَلْے مُحَمَّدٍ وآلِے مُحَمَّدٍ وعَجِّلْے فَرَجَهُم