لما ادخلت الرؤوس على يزيد وكان رأس الحسين عنده وضع في طشت اخذ يسأل عن اصحاب الرؤوس فيجيبوه هذا فلان وهذا فلان لفت انتباهه راس مضئ مميز بسهم مكسور في عينه اليمنى مفلوق الهامة سأل لمن هذا اجاب احدهم انه رأس العباس بن علي قال يزيد ماكان شانه قالوا له كان حامل اللواء سأل اين اللواء قيل انه مع الغنائم قال علي به اتى اثنين من الجند يحملان اللواء وكانا يتمايلان به يمينآ وشمالا لعظمته وثقله وهو لواء امير المؤمنين حمله بين يدي رسول الله في ثلاثة وثمانين غزوة ...ولما انتهوا به الى يزيد نظر يزيد الى اللواء فنهض وجلس ثلاثة مرات وقال ابيت اللعن ياعباس ابيت اللعن ياعباس ابيت اللعن ياعباس هكذا يكون الوفاء بالاخوة... وذلك لأن اللواء كان متهرءا من كثرة الضرب والطعن الا موضعآ صغيرا سلم من الضرب وهو مقبض اللواء وهذا يدل ان العباس لم يفارق اللواء ابدآ .... سأل يزيد كيف كان قتال القوم أجاب الشمر وقال كأنه شربة ماء ثم قال خولي بن يزيد الاصبحي كأنه لقمة طعام ثم قال اخر كانه حلبة معز وهكذا انتبه يزيد الى فارس يقف قربهم كان يهز رأسه معترضآ على مايقولون فسأله يزيد ماقولك انت ؟ فلم يجب فعاد عليه يزيد ماقولك؟ فقال الي الامان ؟ قال يزيد لك ..قال والله لقد برزوا لنا قوم مرغوا الارض بدمائنا وأشار الى رأس العباس بن علي وقال لما برز لنا فررنا بين يديه كالجراد وكنا مابين هارب ومقتول ....وبينما هم كذلك فإذا بصوت نحيب وبكاء من بين السبايا سأل يزيد من الباكي قيل له انها زينب بنت علي بكت لما سمعت الثناء والمديح في اخيها..فبعثوا اليها الامام السجاد ليرى ماتريد فطلبت ان ياتوا اليها بلواء اخيها فاجاب يزيد ابعثوا اليها باللواء امامنا لننظر ماتصنع به فانتهوا باللواء اليها اخذت اللواء فوضعت وجهها على مقبض اللواء تشمه وتقبله واخذت تبكي بكاء يقرح القلوب...
.واحسيناااه.وااعباسااه