قيل: إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، فكتبت كتاباً إلى والدها الحسين (عليه السلام)وبينت فيه حالها وأعطته إلى أعرابي كان يريد الذهاب إلى أرض العراق، وكانت كل يوم تنوح وتبكي لفراق أبيها وبقية الأحباب، ولسان الحال:
رساله الهلي ابجناح الطير شديت***وگلت اخلافكم ظل خالي البيت
آنه ابوطن جدي غريبه چني ظليت
أخذ الأعرابي كتاب فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)وجد بالسير إلى أرض العراق، فوصل إلى أرض كربلاء يوم عاشوراء بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، فسأل عن الحسين (عليه السلام)، فوجد الحسين (عليه السلام)وحيداً لا ناصر له ولا معين، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه. فتح الإمام الحسين (عليه السلام)الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً وجاء عند الهاشميات صاح: يا زينب! يا سكينة يا أُم كلثوم هلممن، فلقد وصل الكتاب وعظم المصاب، فصاحت زينب: أما المصاب فها نحن فيه، إذاً ممن الكتاب، قال: هذا كتاب من ابنتي فاطمة، وقرأ الرسالة، فبكت الهاشميات، وكأني بها تقول:
بويه منك فلا طارش إجاني***افراك الأهل غير الواني
والمرض شل حالي أو سلاني
ابنفسي أشوفك فرد مشوار. بعدك عليه مظلمه الدار
بويه شگولن لو إجه الدارك الزوار
💔
ساعد الله قلبكِ يا مولاتيعَظَّم الله لَكُم الأجر بِمصابنا بِمولانا أباعَبدِالله💔 وَجَعلنا الله وإيّاكُم مِنْ الطَالبِين بِثأره مع وَلده المَولى صاحِبُ الأمر..