الفصل أربعون ( الأخير )

1.2K 105 318
                                    

استمتعوا مع ما تبقى من " الكسير "

آخر الفصول 

*


تجبرنا الحياة على الجفاء فنتطبع به و يصبح جزء منا

نضحي بأعز ما نملك و بذكرياتنا من أجلهم

إلا أن ما تقوله ألسنتهم عكس ما تخبئه قلوبهم

و إن كسرت القلوب و الخواطر فمن الذي سيصلحها ؟

كيف سنكفر عن ذنوبنا ؟

كيف سنداوي ندوبنا بدونهم ؟ 

ذات الخطأ و ذات الخسارة مرة أخرى

يدقان بابي لأنني جاهل بالكلمات

*

وقف في ظلام تلك الليلة ما بين قبر جيمه و فاني بينما عينيه مليئتين بالدموع

أخرج أنفاسه المتعبة ثم دنى بهدوء ليضع كفيه على القبرين و نبس

" غاضب من نفسي جدا يا جيمه "

توقع لمسة تربت على كتفه ، توقع نظرة من عينيها تخبره بها أنه لا بأس فهو ليس مخطئ

كما تعود منها

إلا أن الظلام و الصمت من حوله أخبراه العكس

جيمه هذه المرة لم تكن بصفه ولا تريد أن تكون بعد الآن

نحن بني البشر نقول أننا نتعلم من أخطائنا السابقة فإن وقعنا بذات الخطأ لن نكرر أفعالنا التي تؤدي إلى ذات النتائج

و لكن نحن  نكرر ما قمنا به ولا نشعر إلا بعد فوات الأوان

شد على التراب بكفيه بشدة ليهمس

" فاني أنا آسف "

رفع رأسه محدقا بالسماء نافيا

" آسف لكل من منحني حياته و أخذتها منه معتقدا أنني أقدم له حياتي و أضحي لأجله "

حينها سمع صوتا مؤلوفا من خلفه

" اذا هل ستقدم لنا ما تبقى من حياتك  ؟ "

 استقام واقفا بسرعة ملتفتا نحو الصوت ، غير مصدق هو نفى بتفاجؤ 

" فيريا "

حينها أمالت رأسها و بدموع في عينيها ردت عندما تركت كفها مقبض الحقيبة

" صحيح أنك طردتني و لكن لم أتمكن من تركك "

بسرعة اقترب منها و بدون كلمة هو ضمها له ، وضع كفه خلف ظهرها و كفه الأخرى ضم بها رأسها

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن