الفصل ثلاثون

616 108 149
                                    


مساء الخير على أحباب و قراء وسامي

استمتعوا بالفصل 

*


عندما تعج الايام بذكريات الراحلين

فهي لا تترك فرصة للوافدين الجدد

سوف أكون غير مبالي بالحياة

سوف أكون مستعدا في أي لحظة لاستقبال الموت

سوف أتغاضى عن النبضات

عن القبلات و نفحات الحياة الموجودة بها

لن أنكر أن الحياة الآن تمد لي يدها بينما الموت يحتضنني من كل جانب

لن أنكر أن هناك شيء في أعماقي يرغمني على الالتفات بعد أن توليني ظهرك حزينة كسيرة القلب

لن أنكر أنني بت الآن مدركا أنني سائر نحو خسارة قلبي

*

أقفل صندوق سيارته بعد أن وضع فيه جثة رودريغو ، نفض كفيه ليشير لأحد الرجال خلفه أن يعود لموقعه في الحراسة و لكن عينيه وقعت على تلك التي تجلس في درج المنزل الخشبي ضامة نفسها

أشاح عنها ثم رفع كفه ليضعها على رقبته ثم نبس بهمس بينه و بين نفسه

" تبا لي .... من أين فقط ظهرتْ ؟ "

ترك ذراعه على جانبه ثم تقدم بهدوء نحوها ، وضع كفيه بجيوب بنطاله عندما وقف مقابلا لها عندها هي ضمت كفيها معا مشابكة أناملها لترفع رأسها نحوه

لم يصدر عنه أي رد فعل و هي نفت لتعكر حاجبيها هامسة بتساؤل

" ما الذي تفعله بالضبط ؟ "

حينها أبعد كفيه عن جيبه مجيبا اياها بينما يقترب منها

" ليس لك علاقة بما أفعل "

أمسك معصم كفها الأيمن ثم سحبها حتى بدون أن يأخذ اذنها أو تذكر أنها مصابة بسببه بكاحلها و سار نحو السيارة و لكنها بمجرد أن وقفا بجانب الباب الأمامي نفضت كفها من كفه باعتراض

" لقد قتلت رجلا أمام عينيّ ..... بكل برودة أعصاب ثم وضعت جثته في صندوق سيارتك  "

عندها أمسك فكها بكفه اليمنى و شد عليها ليجعلها تحدق بعينيه ، نظرتها فجأة كانت مليئة بالرهبة 

ليس هو من تعود أن يتعامل هكذا مع الناس ، بل مع النساء خاصة و لكن هي الآن تدافع عن واحد من أبشع المخلوقات 

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن