الفصل الخامس و العشرون

710 95 89
                                    

مساء الخير قرائي الغاليين

أتمنى تكونوا بخير و صحة جيدة 

استمتعوا بالفصل 

*


يقول أحد الكتاب

إن لم يكن للانسان مبادئ يصبح مثل مقبض الباب

كل شخص يديره كما يشاء 

و ها أنا أزيد عليها و أقول أنه مع الأيام سوف يفسد هذا المقبض أكثر و يجد نفسه يُغير و يلقى بأقرب مساحة مخصصة للخردة

قد يبدو الدون خاضعا ، شخصا فاقدا لمبادئه و مبادئ و قوانين الكوزا نوسترا التي ناضل هو و كل عائلته من أجل المحافظة عليها حاكمة لهم و لمجتمعهم ، إلا أن ما في قلب و ما في الأعماق مخالف تماما لما يظهر على الوجوه

هكذا هو الانسان و هكذا خُلق ، يحمل الكثير و لا يظهر إلا القليل

وقف أمام مرآة الحمام الخاص بالسجن ، كان يقفل أزرار قميصه الأسود بينما يحدق بنفسه في المرآة

لا يوجد على وجهه لا ابتسامة و لا حتى عبوس ، كل الملامح مسحها من على صفحات وجهه و أيامه و أصبح أصعب من الماضي

ذلك الماضي الذي كانت جيمه تمد كفها فيأبى أن يمد كفه لها و لكنها تصر حتى يضع كفه بكفها فتسير به نحو بر الأمان الذي كان يفتقده في أيامه و حتى أحلامه ، كان يلجأ إلى صدرها و يضع رأسه عليه ليتمكن أخيرا من اغماض عينيه

كانت و من بعدها ما بقي هو

أمامه لا يرى سوى طريق واحد و هو لن يتوانى عن السير بها

انتهى من الأزرار و بدأ بادخال قميصه في بنطاله الأسود كذلك ثم أخذ سترته الجلدية السوداء ليرتديها و عندما رتبها عليه بينما يحدق بنفسه شعر بلمسات جيمه ، أغمض عينيه و سمح لتنهده هذه المرة أن يعبر صدره و يعبّر عن جزء و لو كان صغيرا من الحرقة التي كانت تملأ أيامه

لقد كانت تحب أن تلبسه سترته و تبعدها عنه كلما دخل تعبا ،  كانت تقول أنه دوري ، تقولها ببسمة و تفعلها بكل صدر رحب و كلما التفت كانت تضم السترة و تستنشق عبير عطره و هو كان يلمحها عبر المرآة التي كانت تفضح شوقها و حبها له

و كأنه لم يكن يعلم أنا لا تعيش سوى لتحبه هو

" اشتقت لكَ "

و على همساتها القريبة منه ، على لمستها التي يشعر بها على صدره و رأسها على ظهره هو فتح عينيه فتلاشى كل شيء حتى عطرها الذي رافقه في سنواته و لم تنساه ذاكرته هاهو يتلاشى في هذه اللحظة

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن