الفصل السابع و العشرون

665 93 148
                                    

مساء الخير قرائي الغاليين

أعلم أنني متأخرة و لكن النت كان مقطوعا 

و بالمناسبة فيريا لم تحب الدون بروفانزانو بسبب القبلة فقط ، تذكروا مواقفه معها و سوف تدركون أن المواقف من أنبتت هذه المشاعر و ليس القبلة 

استمتعوا بالفصل 

*


الصمت لغة كاملة

الصمت فقه يتقنه المتصوفون و الزاهدين بعيدا عن الحياة

و هو صار زاهدا ، لا يهمه من الحياة سوى الموت

لا يهمه سوى انتقامه الذي سوف يجلب السكينة لروحه التائهة عندما يتمكن من بلوغه

و لكن ليبلغه عليه تقديم الكثير من التنازلات

و الآن هو يسير بالشارع بمحاذاة الشمس السائرة نحو الليل يفكر ، كم من تنازل سيقدمه ليبلغ مراده ؟

كم من فعل مشين عليه أن يرتكبه حتى يتخلص من أفعال عدوه التي فاقت جميع التصورات ؟

تنهد واضعا كفيه معا بجيوب بنطاله ، سائرا هو بدون هدف ولا حتى مقصد و كل ما يفعله يفكر

يفكر كيف سيستطيع التضحية بثلة من الناس الأبرياء حتى يبلغ مقصده ؟

أحيانا يتوجب علينا ارتداء حلل الشيطان من أجل الأهداف السامية

سيكون حتى هو مثل فاليريو بنهاية الأمر و لكن لا يجب أن يوقف جانب قلبه الأسود

على حقده أن يستمر في شحذ همته لكي لا يضعف فلا مبادئ دامت ولا القوانين التي تمسك بها طويلا شفعت له أو لعائلته الذين قتلوا واحدا تلوى الآخر فقط لكي يشاهده عدوه مكسورا ينبض بالألم و الضعف

توقف لبرهة ملتفتا للبحر الذي بدا هادئا هذا المساء ، واقفا هو ولا زال يضع كفيه بجيوب بنطاله

أغمض عينيه مستنشقا النسيم القادم اليه مفكرا بفاليريو و متى يمكنه النيل منه ، بل يجب عليه أولا أن يتقرب أكثر منه ، عليه أن يكسب الثقة التي تخوله أن يكون ذراعه الأيمن و كل عملية تكون تحت أنظاره و يده هو ، حينها فقط سيتمكن من اظهار هدفه

وقتها لن يجد فاليريو الوقت لكي يخطط و يرد على الضربة ، فهذه المرة ستكون قاضية

أخرج كفه من جيبه مخرجا علبة السجائر ، حدق بها حينما همّ باخراج القداحة فوجد نفسه يبتسم بدموع تملأ عينيه ، آبية هذه الدموع الخروج تذكر جيمه التي كانت تتضايق كلما قبلت شفتيه السجارة بدل شفتيها

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن