الفصل الثالث و العشرون

937 120 257
                                    


مساء الخير على قراء و عشاق و محبي " الكسير "

القراء الذين من المستحيل أن يتركوها و يتركوني معها 

ممتنة لكم جدا 

استمتعوا بالفصل 

*


تقتل الدنيا فينا الحياة

ترمي بأحلامنا و انجازاتنا كأنها أوراق خريف وقعت من على الأشجار

نكون في القمة و فجأة نجدنا في أسفل السافلين

هذه الدنيا

تضيع الحياة و تضيق بنا أيامنا

تُسرق منا أحلامنا و أفراحنا فنغدو

بدون هوية ولا أنفاس

تختفي الرغبة بالعيش ولا يبقى سوى رغبة واحدة تلوح في الأفق

الانتقام الأسود

*

لطالما كان الصمت دستوره الذي سار عليه دهرا بدون ملل ، لطالما كان الصمت مفتاح لكل أسراره و قاعدة رفض تركها ، تمسك بها و حينما لمست تلك المرأة قلبه و سمح لها أن تكون محل القاعدة غيرت الدنيا قواعد اللعبة و أعادته إلى ركن الصمت

لقد مرت سبع سنوات منذ ارتكاب المجزرة بحق عائلة بروفانزانو

سبع سنوات منذ أن تم اعتقال الدون بروفانزانو قبل حتى أن يدفن جثث عائلته بتهمة اغتيال المدعي العام جينوفيسي  و زوجته

اذا هكذا هي الحياة ، سوف ترقص معك و تصفق لك و في لحظة غفلة تلطمك

تفتح عينيك فتجد نفسك في زنزانة مظلمة و هذا هو حال الدون

منذ سبع سنوات يجلس في زنزانته المظلمة ولا يفعل شيء سوى حمل أحد الكتب الثلاثة الموجودة معه

" الأمير ، الصمت ، و الكتاب الذي احتفظ فيه منذ زمن بالوردة التي سقيت أوراقها بدماء جده قبل أن يحرقها "

مرة أخرى ذات العدو و لكن هذه المرة لا حياة بعد أن يأخذ حياته

تمدد تشانيول على سريره بينما يحمل كتاب الصمت و بين كل ورقة و الأخرى ، بين كل سطر و حرف يسمع كلمات جيمه ، كلما لمس الورقة كلما شعر بكفها بكفه

أكثر ما يشعر بالندم عليه هو عدم اعترافه لها بحبه ، أجل لقد كان يحبها حبا كبيرا ، حبا مختلفا اجتمع فيه العشق و الجنون مع الاحترام و الوفاء فكانت علاقة مميزة ، كانت كيانا داخله فكان يعدها كله و ليس جزءً وصف بالاعوجاج منه

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن