مساء الخير عليكم متابعيني و قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
" الجميع يريد الجنة و لكن لا أحد مستعد للموت "
*
تسرق السنون الأيام من أعمارنا و نحن بكل سذاجة نقف متمنيين أن تمر تلك الأيام ثم في لحظة غير متوقعة ندرك أخيرا أنها تسرقنا
الانسان بطبعه يستعجل مرور الوقت ، حتى وهو يدري أن مروره يعني أنه اختزال من عمر أيامه الباقية و لكن نبقى دافعين لذلك الأمر بعيدا و في أقصى نقطة بعدا في عقولنا
يقال أن روتين قاتل الحياة و عشيق الملل ، فلا تكاد تجد الأول إلا و تبعه الثاني و لكن فوق هذا الكلام الذي نجتره يوميا و نلوكه بين ألسنتنا كالعلكة التي بدون فائدة هناك حقيقة ، ليست مختبئة بل بينة و ظاهرة
و هي
أننا نحن البشر نقدس شيء اسمه الروتين ، أجل نحن نفعل ذلك بدون أن نعي فما أجمل تلك الأيام المتكررة التي تحمل بين طياتها السعادة و الهدوء
و هكذا كانت السنوات الخمس التي مرت على حياة الدون و جيمه ، روتينية و لكن تحمل الهدوء بين طياتها ، لقد تمكن الدون و السيد بروفانزانو ، والده ، من تحويل صقلية و مدنها إلى مقاطعة مزدهرة اقتصاديا بعد أن عملا على اعادة الحياة لها و تخليصها من السمعة السيئة
ليس تماما و لكن يمكن القول أن المدينة الفاضلة بدأت تتحول إلى واقع بفضل الدون و جهوده التي كلما ما مر الوقت كلما زادت و أصبحت أكبر
الكثير من المصانع أقيمت ، الكثير من المشاريع أنجزت و الكثير من الأشياء السيئة ارتبطت بالجزيرة من قبل تم التخلص منها و الآن الجميع راضي بحياته
و ربما هناك قليل من اللوم في قلب جيمه على الدون الذي بات ينشغل عنها كثيرا ، فإن غادر العمل و عاد إلى البيت أخيرا تمسك به فاني و سحبه إلى عالمه
فاني يبلغ من العمر أربع سنوات و هو ذلك النور و السعادة الذي يملأ حياة تشان و جيمه ، إنه ثمرة حب خجول ، حب لا زال طرف واحد هو من يعترف به ولا يجد صعوبة في الاقرار به و طبعا هذا الطرف هو جيمه ، أما الدون فلا زال يقدس الصمت ، بل بات يصمت أكثر من السابق
السنة الأولى من زواجهما كانت هي أجمل سنة عاشتها جيمه معه ، لا يمكنها نكران أن حياتها مستقرة و زوجها رجل وفي و جدي ، يقدم لها حبه بطرق كثيرة و لكن ليس كما تحب أن تسمعه أي امرأة
![](https://img.wattpad.com/cover/232345347-288-k252955.jpg)
أنت تقرأ
الكسير " cosa nostra "
Hayran Kurguمبادئ ( قوانين ) الكوزا نوسترا - OMERTA ، قاعدة الصمت ، لا تتحدث بما رأيته بأم بعينيك ولا سمعته بأذنيك و إلا سيكون عقابك الوحيد هو الموت - الشرف ، زوجتك تعاملها باحترام و تقدم لها حبك و رعايتك و لو أقدمت على خيانتها سيكون عقابك الموت - لا تنظر أب...