الفصل الثاني و العشرون

1.1K 131 355
                                    

مساء الخير عليكم متابعيني و قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 

*

" الجميع يريد الجنة و لكن لا أحد مستعد للموت " 

*

تسرق السنون الأيام من أعمارنا و نحن بكل سذاجة نقف متمنيين أن تمر تلك الأيام ثم في لحظة غير متوقعة ندرك أخيرا أنها تسرقنا

الانسان بطبعه يستعجل مرور الوقت ، حتى وهو يدري أن مروره يعني أنه اختزال من عمر أيامه الباقية و لكن نبقى دافعين لذلك الأمر بعيدا و في أقصى نقطة بعدا في عقولنا 

يقال أن روتين قاتل الحياة و عشيق الملل ، فلا تكاد تجد الأول إلا و تبعه الثاني و لكن فوق هذا الكلام الذي نجتره يوميا و نلوكه بين ألسنتنا كالعلكة التي بدون فائدة هناك حقيقة ، ليست مختبئة بل بينة و ظاهرة

و هي

أننا نحن البشر نقدس شيء اسمه الروتين ، أجل نحن نفعل ذلك بدون أن نعي فما أجمل تلك الأيام المتكررة التي تحمل بين طياتها السعادة و الهدوء

و هكذا كانت السنوات الخمس التي مرت على حياة الدون و جيمه ، روتينية و لكن تحمل الهدوء بين طياتها ، لقد تمكن الدون و السيد بروفانزانو ، والده ، من تحويل صقلية و مدنها إلى مقاطعة مزدهرة اقتصاديا بعد أن عملا على اعادة الحياة لها و تخليصها من السمعة السيئة

ليس تماما و لكن يمكن القول أن المدينة الفاضلة بدأت تتحول إلى واقع بفضل الدون و جهوده التي كلما ما مر الوقت كلما زادت و أصبحت أكبر

الكثير من المصانع أقيمت ، الكثير من المشاريع أنجزت و الكثير من الأشياء السيئة ارتبطت بالجزيرة من قبل تم التخلص منها و الآن الجميع راضي بحياته

و ربما هناك قليل من اللوم في قلب جيمه على الدون الذي بات ينشغل عنها كثيرا ، فإن غادر العمل و عاد إلى البيت أخيرا تمسك به فاني و سحبه إلى عالمه

فاني يبلغ من العمر أربع سنوات و هو ذلك النور و السعادة الذي يملأ حياة تشان و جيمه ، إنه ثمرة حب خجول ، حب لا زال طرف واحد هو من يعترف به ولا يجد صعوبة في الاقرار به و طبعا هذا الطرف هو جيمه ، أما الدون فلا زال يقدس الصمت ، بل بات يصمت أكثر من السابق

السنة الأولى من زواجهما كانت هي أجمل سنة عاشتها جيمه معه ، لا يمكنها نكران أن حياتها مستقرة و زوجها رجل وفي و جدي ،  يقدم لها حبه بطرق كثيرة و لكن ليس كما تحب أن تسمعه أي امرأة

الكسير " cosa nostra "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن