الرسالة الأولي

856 58 15
                                    

رسالتي الأولي

مرحباً بكم ...
معكم دكتور أنور مختار
لست طبيبا وليس كل ملقب دكتور بطبيب أو دكتور جامعي
لقد أخذت الدكتوراه وأنا في الثلاثينات
دكتوراه في ماذا ؟ سأخبركم بعد قليل

الأن أنا في الأربعين من عمري ؛ وهو متوسط أعمار البشر في هذا الزمان
لست كهلا عجوزاً شيخا كبيرا ؛ ولكني أيضا لست شابا يافعا تملأه الصحة والنشاط

إنني أنظر إلي ذلك العمر وكأنه الأخ الأوسط ليس الصغير المدلل أو كما يقال عنه آخر العنقود
وليس الأخ الكبير المتحمل المسؤولية علي عاتقيه

ذلك العمر الذي إن كنت ترتاد المواصلات العامة وكنت واقفاً لن يقوم لك شابا لأنك لست كبيراً لذلك الحد ؛ وإن كنت جالساً فلن تقوم  لشيخ كبير لأنك لست شابا لذلك الحد ؛ قياساً على ذلك من الأمثلة

أعيش في القاهرة ؛ أين ؟ إن القاهرة مزدحمة جداً
نشأتي في شبرا
يوجد الكثير من البلدات تسمي بهذا الإسم ؛ فيوجد شبرا الخيمة وهي في القليوبية
ويوجد شبرا النملة بطنطا ؛ ولكني من شبرا مصر في القاهرة

ولدت في حارة الزهيري التي كانت في شارع منية السيرج في حي شبرا مصر ؛ لقد كان جدي الخامس أول من دخل هذا المكان و بنا به بيته أول بيت في الحارة لذلك سمية الحارة علي إسمه من وقتها حتي الآن ؛ حارة الزهيري جدي الخامس ؛ عندما كنت صغيراً كنت أفتخر بهذا وكان اصدقائي في الطفولة يعاملوني وكأنني من الأشراف

تلك البيوت القديمة التي مر عليها زمن طويل ؛ إنها تشيخ مثل البشر ولكنها معمرة
حين تمشي في الحواري والأزقة الجانبية لشبرا ستجد حياة جميلة ؛ إنها حياة البسطاء
لقد كانت هذه البيوت هي الشاهد علي أشياء كثيرة
الشاهد علي الأفراح والأحزان
الشاهد علي لعبنا صغاراً في شوارعها
الشاهد علي قصص حب الطفولة والشباب
والشاهد أيضا علي من ودعونا مسافرين

عانت هذه البيوت وقت الحروب والنكسات ؛ وفرحت في إنتصار اكتوبر ؛ كما صمدت في زلزال 92
لقد حققت هذه البيوت القديمة الوحدة الوطنية بحذافيرها ؛ الهلال مع الصليب ؛ الجامع أمام الكنيسة
هذه هي شبرا لمن لا يعرفها
لقد ولدت هنا ؛ ونشأت هنا وترعرعت هنا وكبرت هنا
وما زلت هنا حتي أموت
أنا أنتمي إلي هذا المكان

حالتي الاجتماعية ارمل ؛ زوجتي ميرفت قد رحلت منذ عاميين ؛ كم كنت أحبها ومع ذلك لم انجب منها ولكننا كنا نؤمن أن الله سبحانه وتعالى سيرزقنا بأطفال عديدة في جنته ؛ لقد سبقتني إلي هناك ولكني علي عهدي معها سأظل مخلص لها للأبد

لقد مات أيضا قدوتي ومعلمي " دكتور رفعت إسماعيل "
إنه ذلك الشيخ الكبير ؛ الأب والقدوة والصديق والمثل الأعلى
لقد علمني الكثير في حياته ؛ كان الأستاذ الأسطوري
كانت كل اسطورة يحيكها ويدخل بها لا تفارقني ؛ كنت أتمني أن اجتمع معه في كل تلك الأساطير ؛ أردت أن أكون صائد أشباح وطاردها مثله ؛ اردت أن أصبح في تلك المخاطر التي كان فيها ؛ مصاص الدماء والرجل الذئب ؛ مع وحش البحيرة والموتى الأحياء في مواجهة العساس والدخول معه نادي الغيلان ووو ...

إن كل هذه الأحداث كانت تروق لي ؛ بل كانت هي متعتي الوحيدة

ويقولون إن من أحب شخصاً ما واحتذي به سيصبح نسخة منه حين يكبر
تستطيع أن تتخيل هيئتي التي أنا عليها الآن

أصلع كحوض أسماك الزينة ؛ لا ليس لهذا الحد فأنا أحتفظ ببعض الشعر علي رأسي
نحيل كالقلم الرصاص ؛ أيضا لا فأنا رفيع ولكني لست بذلك الرفع
أدخن كبرلين حين دخلها الحلفاء ؛ لا ! لا أدخن نهائيا ولكني أشرب القهوة ك إحتلال النازيين للعالم
إن معدتي أصبحت كمطحنة للبن أو ما شابه
كما أن لدي شارب سميك مهذب وندبة سوداء في يدي اليسري
حسنا لا أشبه دكتور رفعت إسماعيل للحد الذي تخيله عقلك ؛ لكن أكثر شيء أشبه به هو المرض
لقد مرضت بنفس مرضه Terminal illness بالعربي العضال
ذلك المرض المزمن الذي يأتي بالوهن للعضلات حتي الوفاه
إنه نفس المرض الذي استمر معه حتي الموت
إنه الصديق والعدو الأبديين له وكذلك لي

أيضا لدي قرحة المعدة اللعينة التي تحدث تقلصات في معدتي تجعلني أصرخ بشدة وهي طبعا من كثرة شربي القهوة

أحب الموسيقى الكلاسيكية الراقية وأحب أيضا الرسم والسباحة
ولكني لا أجيد أي شيء منهم فلست موسيقار ولست رساما ولست سباحا
مثل الذي يحب متابعة مباريات كرة القدم ولكنه لا يلعبها

لذلك قررت أن أكمل مسيرته وإن كنت لست مثله
إن فلسفتنا أيضا واحده وهي أن " الفلسفة فن إضاعة الوقت "
أعرف ما تقوله ؛ أنا لست رفعت إسماعيل
من في العالم يستطيع أن يكون رفعت اسماعيل ؛ لا أحد يجرؤ
إن هذا ال رفعت إسماعيل خلق لنفسه تاريخ من الصعب الوصول إليه
هو كرسمة تعرض في متحف كبير لشاحب صليع الرأس ولكن حين تراها تكون محببة لقلبك
لا تستطيع إلا أن تقول ياللروعة ؛ ما هذا الجمال
أنا لن اتظاهر بأني هو ؛ لن أتحدث مثله ولن أكون إمتداد له ؛ من أنا لكي أفعل ذلك
فقط سأكون أنا دكتور أنور مختار مهنتي هي " باحث في تراث الرعب القديم "
نعم هذه هي الدكتوراه التي كنت احدثكم عنها

وسأحدثكم في أمور وحكايات كثيرة منها قد واجهتها ومنها ما سأقبل علي مواجهتها ولكن حين يحن لنا موعد آخر
سأحكي لكم قصص كثيرة وأتمني أن تستمتعون ولا تملون سريعاً

كان معكم دكتور أنور مختار ..
هذه هي رسالتي الأولي ..

#حكايات_انور_مختار

إن كنت تريد الاطلاع علي قصص وحكايات جديدة لدكتور أنور مختار تابع جروب د. أنور مختار

https://www.facebook.com/groups/2168403466658362/?ref=share

حكايات أنور مختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن