Chapter Six III

36 3 0
                                    

العدد السادس من سلسلة حكايات د. أنور مختار
عنوان العدد : أتباع حورس

( 3 )

صعدت الدرج مسروراً وقد نجحت في الشهادة الإبتدائية ولكني فوجئت بأن باب شقتنا مفتوح ومجموعة من الجيران يقفون بجانبه، دخلت في توتر لأجد أبي يسند رأسه علي زراع أمي والتي كانت تبكي بشدة وأبي جسده متصلب لا يتحرك ولا يتنفس وأسمع صوت أمي المتقطع في ذهول وهي تقول ( ابوك مات يا أنور )، فأنظر إلي أخي صالح ونحن في الغابة الغربية نختبئ خلف شجرة نبحث عن إبنته لاسي ثم يركض في إتجاة الوينديجو المتوحشين فيقتلوه ويقطعوا جسده إلي أشلاء فأركض بعيداً وأنا خائف حتي أجد زوجتي ميرفت تناديني وخلفها ماريونيت تغرز الإبر في جسدها بقوه وتحولها إلي دمية فأبتعد وقلبي يخفق من الرعب لكن ثمة شيئاً ما يمسك قدمي إنها يد آدمية تخرج من مقبرة كتب عليها المتوفي عاصم سعيد فأركل يده بقدمي الأخري وأركض حتي أجد مريم إبنة صديقي محسن فأحاول أن أمسكها ولكن ثمة حشرة بشعة عملاقة تبتلعها ثم تتحول هذه الحشرة إلي أشرف فهمي فأصرخ فزعاً لأستيقظ من نومي فأجد أمامي مالك نعمان يمسك عين حورس، أتنفس بصعوبة وأجد نفسي أخيراً في جسدي الآدمي أنظر له بغضب وقطبت يدي كالمطرقة مستعداً في توجية أعنف لكمة ضربتها في حياتي في وجه ذلك الشخص ولكن ماذا يحدث له ؟ ملامحه تتبدل وتصبح أكثر بشاعة وقبح، أنظر حولي لأجد نفسي في قارب في وسط النهر الماء لونه أحمر كحمرة الدم، والسماء أيضاً لونها أحمر قاتم مخيف، القمر أيضاً دموي ويبدو أنه أقترب للأرض كثيراً، أنظر الي ماء النهر لأجد رؤوس جثث كثيرة تسبح بها ويرسم عليها أبشع أنواع الرعب والفزع ثم أجد شجرة تنبت في النهر ورقها لونه أسود وعلي أغصانها الجماجم تتحرك وتنظر لي، بدأت رؤوس الجثث تصعد إلي القارب وهي تحدث صوت فحيح الأفاعي فوجدت في القارب مجدافين مسكتهم وبدأت أبتعد بسرعة من الخوف وأنا أركل تلك الرؤوس بقدمي ويدي، ولكني وجدت من بعيد عرش كبير فوق الماء وصوت بداخلي يناديني أن "إقترب" وأنا بدأت أجدف ذاهباً بالقارب إتجاه ذلك العرش وأنا مسلوب الإرادة وكأنني مغيب الوعي تماماً وما إن أدركت ذلك العرش حتي وجدت من يقف أمامه كان يونليس إبن الشيطان يشير لي أن أقترب له وأنا أجدف نحوه حتي أصبحت علي مقربة منه ولكن نظرت بجانبي لأجد نقطة نور بسيطة تطفو علي سطح النهر وتقترب شيئاً فشيء، وجدت يونليس يصيح بي أن أقترب منه أكثر ولكني كان كل تركيزي مع تلك النقطة البيضاء التي أصبحت تكبر وتكبر حتي أدركت من هي، إنها فتاة جميلة تركض في الماء وجسدها يشع نوراً، أنا أعرفها لقد رأيتها عدة مرات حين كان اشرف يتحول إلي حشرة، ما كان إسمها ؟ نعم إسمها كان ( ريم ) يونليس يصيح في غضب ويطلب مني متوسلاً أن أقترب أكثر، أصبح بيني وبين العرش مقدار شبر واحد فقط ولكن تلك الفتاة تنظر لي وتمد يدها لي في هدوء وتبتسم، يونليس ينظر لها برعب شديد ثم يصيح في بقوة أن أقترب من العرش، صيحته جعلت النهر يهتز ولكن تلك الفتاة كانت تقف في هدوء وثبات تام ومازالت تمد يدها لي وحين لمست يدي بيدها إختفي من حولنا كل شيء تماماً حتي أنا إختفينا .

حكايات أنور مختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن