العدد الأول
الجزء الثالث .. الجد الخامسفلترقد روح من في القبر في سلام دون مس ولا مساس
فلتخلد ذكراك في طيف من نور لا يأتي إلا عند الظهور
فلتعف .. فلتصفح .. ولتسمُ بوجدانك إلي أبد الآبدين
* * *
مر يومان علي هذه الزيارة المشئومة ؛ في الغالب أنا لا أحب الزيارات..
لا أحب تلك المجاملات التي لا طاقة لي بقولها أو سماعها مصحوبة بضحكات عالية،
فما بالك بهذه الزيارة الأخيرة وما قيل بها؟
تسألني ماذا قررت ؟
تنظر إلي بتمعن وتنتظر أن تستمع إلى إجابة؟
حسنا لقد وافقت علي الذهاب وخوض هذه المغامرة برغم أنني لا أصدق كلمة واحدة!
لا تنظر لي هكذا ؛ لم يكن بوسعي غير المجازفة ؛ هذه الأشياء الفضولية التي أحب أن تدخل بها
تحسبني أحمقا ؛ وماذا في ذلك ؟ الحمقي كثيرون لست أولهم ولا آخرهم.
أضف إلي ذلك أنني باحث في تراث الرعب القديم وهذا سيفيدني نوعاً ما.
أراك أيضا قررت أن تخوض تلك المغامرة ؛ أراك متحمسًا لذلك،
فأنت لا تمل من سماع تلك القصص بكل شغف ورغبة.
لا افهم حقا طبيعة البشر في عشقهم للأشياء الأسطورية ،
الأشياء المرعبة الغامضة ؛ يريدون دائماً أن يذهبوا إلي ما وراء المنطق. إلي عكس المعتاد والذي يمكن لعواقبه أن تصبح وخيمة.
لن أفهم لماذا يحدث ذلك لأنني مثلهم أعشق هذه الأمور أيضاً.
هممت لتحضير حقيبتي لبدء الرحلة ؛ وأنا أتذكر أنني لم اتمكن من تسجيل قصتي الأولى.
من الطريف أنني نسيت المسجل يعمل حين جاء هؤلاء الضيوف الذين يزعمون أنهم اقربائي
لم أعرف ذلك إلا حين انطفأ زر التشغيل للمسجل بعد أن انتهي من تسجيل الشريط كاملا.
هذا يعني أن ما دار في الزيارة هو ما سُجّل وليست قصتي؛
لذلك سأذهب في رحلتي وحين اعود عليّ أن أسجل ما فاتني.
إن اليومين الماضيين كانا مملوئين بالأحداث..
أول أمس حدثني اخي صالح في الهاتف ؛ كم اشتقت إليه ولعفاريته الصغيرة.
إنه في جنوب رومانيا يعمل هناك ولم يعد إلى مصر منذ خمسة عشر عاماً.
أنت تقرأ
حكايات أنور مختار
Horrorدكتور أنور مختار ، باحث في تراث الرعب القديم مثله الاعلي دكتور رفعت اسماعيل وعشقه أن يصبح مثله وفي سن الأربعين تتحول حياته رأساً علي عقب فيتوعد له الشيطان يونليس بأربعين لعنة ليواجه أشياء كثيرة بين الواقع والخيال ** أحداث الرواية متسلسلة **