Chapter one I

379 41 2
                                    

العدد الأول
الجزء الأول .. الجد الخامس


كانوا خمسة رجال ...

يقفون في الظلام الدامس بعد منتصف الليل

كان معهم مصباح يدوي قديم ؛ أنار المكان وكأنها المقابر

إنهم لا يحملون جثة يريدون دفنها ؛ وبالتأكيد لن يذهبوا للمقابر في هذا الوقت لكي يصلوا ويدعوا لمتوفٍ

قال رجل من بينهم بلهجة صعيدية : إنت متأكد يا زهيري إن هو دا المكان وان مفيش خطر؟

قال له الآخر وهو الموجه له الحديث : يا جدع متخافش ؛ الشيخ عارف قالي إن هنا المقبرة


بسرعة بدأ الرجال في الحفر ؛ الحفر في مكان ما بعيد عن المقابر الموجودة

كان هناك سبب ما يجعلهم متحمسين لما يفعلوه

وإن تعبوا ؛ وإن وهنوا يستمرون حتي يجدوا مبتغاهم...

كانوا كالضباع حين تنبش القبور في سعادة وكأن ذلك يسعدهم حقاً.


قال أحدهم بعد أن استمر في الحفر لنصف ساعة مستمرة وهو ينظر بفرحة : في سلم هنا ؛ وصلنا

قال آخر : صدق الشيخ عارف ؛ طلع عارف كل حاجه

قال أجرأهم وهو زهيري : يلا انزلوا شوفوا إيه إلي تحت،

نظروا لبعضهم في ريبة وقالوا له : اتقدمنا إنت يا كبيرنا

هز رأسه يميناً ويساراً في ضيق، وقال : اوعوا يا جبنا ؛ أنا إلي هنزل الجَبَّانة لوحدي

(جَبَّانة هي لفظ قديم معناه مقابر أو تربة)

حمل المصباح ونزل درجتين وفي الثالثة قال بتحذير : بس الجبان بينا ملوش نصيب في إلي هنلتقاه.


نزل زهيري تلك الجَبَّانة وهو يلعن الآخرين الذين كانوا ينتظرون في الأعلي

كان يدق في قلوبهم الرعب الحقيقي ؛ إنها مقبرة غير عادية

يدفن فيها موتي ولكنهم لم يموتوا منذ عام أو مائة عام أو حتي ألف عام.

إن من يدفن في هذه المقبرة يعود تاريخه لسبعة آلاف عام !

هم لن يهبطوا لمقبرته ليقرأوا له الفاتحة ؛ أو يبحثوا عن عظامه التي أصبح لا أثر لها!

هم يريدون ما هو أثمن من ذلك ؛ تلك التماثيل الفرعونية التي كان الفراعنة يدفنونها معهم في مقبرتهم.

يستطيع تمثال واحد منها أن يجعل من أولئك الخمسة حمقى ملوكًا

يعرفون جيداً أن الشيخ عارف " أو من يلقب نفسه بشيخ وهو عراف دجال " يعرفون جيداً أنه يكذب عليهم

حكايات أنور مختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن