العدد السادس من سلسلة حكايات د. أنور مختار
عنوان العدد : أتباع حورس
الجزء الخامس( 5 )
كم من الوقت نمت ؟
لا أعلم ولكني أريد أن أبعت برقية شكر للذي وضع لي منوماً في المشروب وجعلني أخلد في ثبات عميق دون أية كوابيس أو أضغاث أحلام، دون يونليس إبن الشيطان وماريونيت أو جزيرة الرعب والجساسة أو الغابة الغربية وكائنات الوينديجو وشياطين تسمانيا وأمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة، إنني حقاً ممتن لذلك الشخصنظرت في ساعتي إنها الثانية ظهراً إذا لم يبق على الموعد سوى ساعة واحده فقط، سمعت جرس الهاتف المخصص للغرفة فهرعت أرد لأجده موظف الإستقبال يقول لي أن هناك أحداً ما بإنتظاري فأغلقت الهاتف ودخلت لأستحم وأغير ملابس النوم التي هي نفسها ملابس الرحلة بالقطار لأنني لم أغيرها ونمت بها بتأثير المخدر، ثم هيئت نفسي للنزول ونزلت لأجد أشرف فهمي في إنتظاري في كافيتريا الفندق
ذهبت له وقلت في غلظة :
- ممكن أفهم مين إلي حط ليا مخدر في المشروب ينيمني وإيه مصلحته في إني أنام ؟قال لي وهو يبتسم بخبث :
- دي أوامر ولازم تتنفذ يا أخ أنور، وبعدين مش إنت نمت نوم هادي بدون كوابيسك المعتادةقلت له في تعجب وأنا أجلس أمامه :
- حتي دي عرفتوها، علي فكره ممكن أنام نوم هادي بالمعوذاتين وآيه الكرسي، عموما إشكرلي الشخص إلي حط المنوم رغم إني كنت أفضل يكون سم علشان أرتاح وأخلص منكمقال لي وهو يضحك بشدة :
- لا يا جدع متقولش كده إحنا محتاجينكرمقته بشك ثم قلت له :
- إنتم ؟ إنتم مين بالضبط، أشرف أنا محتاج أتكلم معاك قبل ما نروح المكان داقال لي وهو يتحاشي النظر في عيني :
- اعتقد الوقت ضيق يا أنور لازم نكون هناك قبل الميعادقاطعته وأردت أن ألعب علي وتره الحساس فقلت :
- أشرف إنت أكيد عارف أنا وافقت ليه إني أحضر الدعوة دي برغم إنك برده عارف إني مش مصدق حرف من كلام مالك نعمانقال ومازال يتحاشي النظر إلي :
- عايز تقول إيه يا أنور ؟قلت له في ضيق :
- عايز أقول إنك مش أشرف فهمي صديقي إلي أنا عشت معاه أكتر من تلاتين سنه كبرنا فيها مع بعض وشوفنا أهوال وعشنا مغامرات سوا، أشرف أنا أعرفك أكتر مانت تعرف نفسك، وعارف إنك بتتظاهر قدامي طول الوقت بقناع مزيف لابسه فوق وجهك الحقيقي، قولي الحقيقة يا أشرف أنا أكتر إنسان ممكن يساعدك، أنا قطعت كل المسافة دي علشان أكون جنبك وأحميك زي الأب ما بيحمي إبنه وبيخاف عليه، إنت بكل فلوسك ومظهرك وشهرتك دي عمرها ما تغير طباع صديقي أشرف إلي ديما بعتز بصداقتههنا تغيرت نظرته إلي نظره أعرفها جيداً، إنها نظرة أشرف صديقي ولكنها مكسورة وحزينة، وهنا بدأت أجزم أنني نجحت في إستدراجه إن أسمينا هذا إستدراج للمشاعر، صمت قليلاً ثم نظر حوله وقال في تردد وتوتر لم ألحظه عليه منذ أن وصلت الأقصر :
- عارف يا أنور، عارف إنك جيت كل المسافة دي علشان تخرجني من الورطة إلي حطيت نفسي فيها
أنت تقرأ
حكايات أنور مختار
Horrorدكتور أنور مختار ، باحث في تراث الرعب القديم مثله الاعلي دكتور رفعت اسماعيل وعشقه أن يصبح مثله وفي سن الأربعين تتحول حياته رأساً علي عقب فيتوعد له الشيطان يونليس بأربعين لعنة ليواجه أشياء كثيرة بين الواقع والخيال ** أحداث الرواية متسلسلة **