العدد الثالث
الجزء الثاني .. زائر منتصف الليللم تكن الفرحة تساعني وأنا أسمع ذلك الخبر السار ، ابتسمت وأنا أعتقد أنني سبب رئيسي من أسباب شفاء دلال بنت صديقي محسن ولكن سرعان ما أقنعت نفسي أن هذا ليس صحيحاً وأن الله هو الشافي ، وغير ذلك أنا لم أقل كلمة واحدة حين قلت الإجابة الصحيحة في ذهني في المرحلة الثانية من التجربة وهي عاصم سعيد هو أكثر شخصاً غريب جداً قابلته في حياتي كلها ...
ذلك الشخص الذي كان يتحول كالحرباءة في كل عام ، من كان يعتقد أن ذلك الشخص المنطوي المعتل اجتماعيا الذي كان يشبه الخمسينات في هندامه وتصفيف شعره يكون هو نفس الشخص في العام الذي يليه متحدث بشكل رائع ويرتدي ملابس حديثة والذي في العام الذي بعده يتحول إلي مسخ بشري بوشم يداري كل جزء في جسده ملئ بالجماجم والشياطين غير أظافره الطويلة كالمخالب والخواتم التي كان يرتديها في جميع أصابعه ، إنه تحول دون سابق إنذار إلي شيطان لا أعلم ماذا حدث له ولكن ثمة شيئاً ما حدث جعله كذلك ..
الغريب أنه كان صديقي المقرب في العام الأول من الكلية ، لا أنسي أيضا أنه كان يحاول ابعادي عن زوجتي ميرفت رحمها الله التي كانت معنا في نفس الكلية ، فقد كان يريد أن يتزوجها قبلي وتقدم لها ورفضته ، ايمكن أن يكون ذلك هو السبب لتحوله بهذا الشكل ، فبعدها كان يبعد عني شيئاً فشيء والغيرة تظهر في عينه ، غير أنني كنت لا أوافق أفكاره الغريبة والتي تتبع نمط حياة واعتقادات غير مرحب بها في إيه ديانة ، إنه وإن صح الأمر أتبع خطي مظلمة ، إنه اتبع خطي الشيطان وباع نفسه له ، حاولت مساعدته ولكن سبق السيف العذل وحدث ما حدث ...
رن جرس الهاتف فإنتبهت بصدمة شديدة ، أعتقد أنه هو المتكلم ، أعتقد أنه هو عاصم سعيد جاء ليلعب معي لعبته الحقيرة وينظر لي من بعيد وهو يدمرني نفسياً ويحولني لما تحول له في الماضي ...
اجبت علي الهاتف وقبل أن يقول كلمه واحدة قلت له : اسمعني كويس ، أنا خلاص عرفتك إنت عاصم سعيد الطالب إلي كان معايا في الكلية وإلي اتحول فجأة ل..
لم أكمل كلامي حين سمعته بصوته البارد يقول : مبارك ليك يا دكتور أنور تخطيت المرحلة الثانية من التجربة وأكيد عرفت إن مكافأتك حصلت ودلال صحتها بقت بخير ، بس أنا مش عاصم سعيد
قلت له منفعلا : أنا اتأكدت إنك عاصم خلاص وإن نهاية التجربة دي هكون نسخة منك ، نسخة شيطان بشري متحرك ورا قوة مظلمة ، للأسف خطتك اتكشفت بدري يا عاصم
ضحك بطريقة هستيرية وبصوت عالي جداً وقال : دكتور أنور استنتاجاتك دي بتدل علي إنك شخص ذكي جدا ، كان نفسي أقولك إن كلامك حقيقة بس للأسف أنا مش عاصم سعيد ولا التجربة دي نهايتها إنك تكون شيطان بشري زي ما بتزعم ، علي العموم عاصم مات منتحر ولو حابب تتأكد روح أتأكد في المقابر مانت عارف مكانها ولا الأيام نستك
أنت تقرأ
حكايات أنور مختار
Hororدكتور أنور مختار ، باحث في تراث الرعب القديم مثله الاعلي دكتور رفعت اسماعيل وعشقه أن يصبح مثله وفي سن الأربعين تتحول حياته رأساً علي عقب فيتوعد له الشيطان يونليس بأربعين لعنة ليواجه أشياء كثيرة بين الواقع والخيال ** أحداث الرواية متسلسلة **