العدد الخامس من سلسلة حكايات د. أنور مختار
أسطورة غير المرئيين .. الهايلاندرز( 1 )
يقولون يوجد من يعيش بيننا يرانا ولا نراه
ليس من بني الجن والمردة ، ولا هم مخلوقات فضائية لم نسمع عنها
وليسوا أيضاً من الأبطال الخارقين التي تخرجهم لنا أمريكا في القصص المصورة
إنهم بشر طبيعيون مثلنا تماما ، ليس لهم قدرة التخفي ولكننا رغم ذلك لا نراهم أو بمعني أدق نتظاهر أننا لا نراهم
لا أعرف إن كانت هذه المقدمة كافية لتعني مضمون القصة التي سأقصها عليكم اليوم
فأنا لا أحب المقدمات الكبيرة والتي في الغالب لا اجد لها معني، فقط مجرد ثرثرة يظن البعض انها تمهيد للأحداث، فبالنسبة لي فالاكتفاء بجملة واحدة من كلمتين تعني الكثير من التساؤلات والفضول لمعرفة المزيد وتكون إضافة كبيرة تفيد صناعة الحبكة
مثلما كتب فرانز كافكا في مقدمة رواية المسخ " عندما استيقظ غريغور سامسا في الصباح وجد نفسه قد تحول إلى حشرة عملاقة " ، أو مثل تلك الجملة التي راقت لي للوهلة الأولي حين قرأتها " جميع الأطفال كبروا، باستثناء واحد " من رواية بيتر بان رائعة جيمس باري
دعونا من كل ذلك ..
هل تذكرونني ؟!
أنا الدكتور أنور مختار ، الباحث في تراث الرعب القديم
والذي أصبح كهلا أكثر نحولا ووهنا
فلا بأس من بعض النسيان مع القليل من الآلام العضلية المستحدثة والأمراض المزمنة الجديدة التي تضاف في صحيفتي المرضية
كم هي المرة التي أتأخر في كتابة العدد الجديد؟ لا أعلم فهذا علي كل حال هو كتيبي الخامس
كم هي المرة التي اعتدت أن أقول بعض الأعذار لكي احظي بخروج آمن من هذه الورطة؟ حقاً لا أعلم فأنا كثير الإعتذار
كم هي المرة التي تعاتبونني فيها علي استهتاري وتهاوني في الكتابة؟ حقا لا أعلم فأنتم كثيرون العتاب
لا تعدوا كم مره حدث ذلك وكونوا منصفين فأنا لن أكف عن الأعذار وانتم لن تكفوا عن المعاتبة
اليوم سأحدثكم عن تجربة خطيرة قد نجوت منها بأعجوبة ، إنها تلك اللحظات التي يتوقف القلب فيها من الفزع والرعب ويعلن عن هزيمته ، ثمة أمور كثيرة قد حدثت وأمور أكثر كادت أن تحدث حين ذهبت الي ذلك المكان والذي ...
لا ، ليست هذه طريقتي في السرد، فالقصة طويلة وأحداثها مثيرة
اعذروني عن اندفاعي ودعوني أبدا من حيث بدأت الأحداث ...
★ ★ ★
كانت لاسي قد تمت الخامسة عشر من عمرها، ولكنها ما زالت تسأل كما لو كانت في بداية عمرها وتتعرف علي الكون من حولها، كانت كثيرة التساؤل والفضول، لذلك قامت لاسي من فراشها في الليل وسط الظلام الدامس وصارت تخطو في سكون خطوة تلو الأخري ، كانت تمشي علي أطراف أصابعها حافية القدمين في صقيع شهر ديسمبر حتي لا يشعر بها أحد فجميع من في المنزل نيام، اين ستذهب ؟ وما ادراني، إن الفضولين في غالب الأحيان يفعلون أشياء غريبة وغير متوقعة ولهذا صارت تتحرك حتي وصلت إلي باب المنزل فتحته بهدوء ودفعت نفسها إلي الخارج وأغلقت الباب ورائها بهدوء
تمشي في البرد القارس وحبات الثلج الغزيرة التي تهطل عليها، في ذلك الوقت من السنة وبالخصوص الشهر الأخير من كل عام يظل الجميع في بيته بعد منتصف الليل، ليس فقط لظروف الطقس البارد ولكن لأن في هذا الشهر بالتحديد وأثناء الليل "الغابة تنادي سكانها"
تمشي كالمسحورة جسدها البارد يرتعش ولكنها لا تشعر بشيء بينما وجدت خلفها سيارة بها شخصاً ما أنار كشافاتها حين وجد تلك الفتاه أمامه
بدأت لاسي تزيد من سرعة خطواتها والسيارة خلفها تلاحقها ، ركضت لاسي بأقصي سرعتها وكانت تنظر خلفها بين الحين والآخر، تحاول أن تري السائق الذي يكاد أن يصدمها بسيارته ولكنها لا تستطيع رؤية ملامحه من إنارة كشافات السيارة التي تسلط علي وجهها
استمرت في الركض حتي ...
وقفت السيارة ونزل السائق مسرعاً منها ، ثم نظر أمامه في خوف وتعلو وجهه صدمة كبيرة، لقد دخلت لاسي الغابة الغربية، هو لا يستطيع التقدم أكثر في هذا الوقت، كان يريد إنقاذها قبل أن تدخل الغابة ولكن فات الأوان
إنها الان بداخل الغابة الغربية التي إذا دخلها أحد لن يخرج منها أبدا
لقد نادت الغابة لاسي وهي لبت النداء .
★ ★ ★

أنت تقرأ
حكايات أنور مختار
Horrorدكتور أنور مختار ، باحث في تراث الرعب القديم مثله الاعلي دكتور رفعت اسماعيل وعشقه أن يصبح مثله وفي سن الأربعين تتحول حياته رأساً علي عقب فيتوعد له الشيطان يونليس بأربعين لعنة ليواجه أشياء كثيرة بين الواقع والخيال ** أحداث الرواية متسلسلة **