العدد الأول
الجزء الرابع والأخير .. الجد الخامسكنت أمشي في مكانٍ ما لأول مرة أراه..
لا أعرف أين أنا ؟ كان كالسوق الكبير. وكان يوجد شيء ما كالسيرك أو ما يسمونه في الأحياء الشعبية ( المولد )
دخلت به وأنا أتحرك ؛ كنت أرتدي قميصا فوقه بلو اوفر صوفا وتحتهم أرتدي سروالا قصيرا
في الحادية عشرة من عمري ؛ إنه عمر استكشاف كل جديد وغير مألوف
ولكن علي عكس العادة لم يكن معي أحد ؛ لا أمي ولا أخي صالح حتى.
كان أبي قد توفي منذ عامين ؛ من الذي اصطحبني إلي هنا ؟
حقاً لا أتذكر كيف جئت هنا ولكني هنا الآن..
تحركت في المولد وكان ذلك شيئاً جللا بالنسبة لي ؛ انبهرت بتلك الألعاب الشعبية البسيطة
لعبة البندقية التي تصيب العرائس المعلقة علي الأخشاب
لعبة الثلاث ورقات ومهارة صاحبها في سرعة يده وهو يخفي الورقة التي توجد بها الفتاة..
لعبة الحصان الذي يدور في دائرة متحركة ويرفع للأعلى والأسفل بأعمدة تصل إلي حائطها..
أضف إلى ذلك الاراجوز الذي كان يغني دائماً بصوته الأخنف ويجلس الصغار حوله ليستمعوا لأغانيه..
وكانت توجد ألعاب كثيرة ومثيرة للغاية ؛ كنت أنظر إليها بانبهار شديد وكنت أتمني لو أنني العبها.
وفي آخر المولد سمعت مناديا ينادي بصوت عال جدا ؛ صوت تملؤه الإثارة والتشويق
كان يقول : قرب قرب قرب ؛ الساحر العظيم اللي لف العالم من شرقه لغربه ؛ اللي راح بلاد السند والهند ؛ شوف العجب العجاب وشوف خفة اليد وأحسن الألعاب.
ذهبت وجلست وأنا أنظر إلي ذلك الساحر ؛ كان شخصا وجهه مألوف بالنسبة لي لكني لا أعرفه
وإن عرفته لا أتذكره ولكني أعرف أنني رأيته من قبل ؛ كان يلبس عباءة سوداء ليست كملبس باقي الحاضرين.
قام بألعاب سحرية كثيرة ؛ أخرج نارا من فمه وارنب من أذنه ؛ الحقيقة كان ساحرا كما ينبغي أن يكون وكنت منبهرا جداً بحركاته السحرية التي لا يدخلها المنطق.
بعد ذلك نظر للجالسين من الكبار والصغار والعجيب أنه أمعن النظر إلي ؛ كان ممسكاً بطائر كناري أصفر اللون بعد ذلك قال : هقدم ليكم آخر فقرة انهارده وهي إني اخلي الطائر اللطيف دا حيوان مفترس
بسرعة وضع الطائر في قفص ثم غطي ذلك القفص بملاءة سوداء ؛ كان ينظر لي ويقول بعض الكلمات غير المفهومة ؛ ليست لغة من لغات العالم كانت كلمات غريبة ؛ ثم وجدنا شيئا غريبا ؛ كانت الملاءة تتحرك للأعلى!!

أنت تقرأ
حكايات أنور مختار
Terrorدكتور أنور مختار ، باحث في تراث الرعب القديم مثله الاعلي دكتور رفعت اسماعيل وعشقه أن يصبح مثله وفي سن الأربعين تتحول حياته رأساً علي عقب فيتوعد له الشيطان يونليس بأربعين لعنة ليواجه أشياء كثيرة بين الواقع والخيال ** أحداث الرواية متسلسلة **