16. "لا بأس."

112 14 46
                                    

"قامت بالنوم في غرفتك ؟" قالها هامسًا للأخر، "هل تعرف لماذا ؟"

"لَم يبدو بأنها أرادت التحدث عن الأمر، لذا لم اسأل." قالها يونجي بعد أن أبتلع قهوته لينظر إلى الثلاثة الجالسين أمامه بينما تبادلوا نظرات التساؤل، حرك نظره إلى الساعة ليجد بأنه تبقى نصف ساعة على تحركهم من المخيم، مما جعله يتنهد.

"سأنتظركم بالخارج." مرت بجانبهم مُلقيه جملتها و هي مُتجه إلى المرر المؤدي للمدخل.

"حسنًا .. لن نتأخر." قالها يونجي بصوت عالٍ لتسمعه ثم ألتفت لهم مجددًا، هو متأكد بأنها لم تتناول شيء اليوم، لكنه يتفهم، فربما هي تود الانتهاء من الأمر ليقل توترها، "لقد كانت فكرتي لكن اقسم لقد بدأت اكرهها بالفعل."

"إلى أين ؟" سمعت صوته خلفها حالما دخلت الجراچ، لتنظر له جاعلة أعينهم تتقابل، و بحلق جاف قالت.

"زيارة لوالدك."

"لِما ؟"

"لأطمئن، فلسبب ما يراودني شعور لا أحبه." قالها ثم فتحت اللوح المعلق على الحائط بمفتاحها حتى يظهر عدة مفاتيح، لتختار واحد منهم، "أتريدني أن أجلب لك شيء بطريقي ؟" قالتها بسخرية قبل أن تعاود النظر له.

"في الواقع هناك ذلك القميص الذي لطالما أحببته .." قاله مازحًا لتقهقه بلا صوت، "توخوا الحذر." قالها بإبتسامة صغيرة لتومئ له.

بالرغم من حديثهم الصغير هي تعلم ما يدور بذهنه و هو يعلم ما يدور بذهنها، فذكريات ليلة أمس مازالت واضحة بذهن كلاهما، لكنها لم ترد الحديث لأنه كان يبدو و كأنه قد نام بشكل جيد و هي لا تريد إفساد الأمر عليه، و هو لم يرد الحديث لأنها كان يبدو و كأنها لم تنم بتاتًا و هو لا يريد إثقال الحِمل عليها.

"مستعدة ؟" قالها سيوكچين حالما دخل الجراچ لتوميء له، ليأخذ المفتاح الذي أختارته منها ذاهبًا إلى السيارة، لتبدأ بالذهاب خلفه.

"ألن تودعينني ؟" قالها لتلفت له بأعين متسعة، لأن هذة المرة هي الاولى التي تسمع بها تلك الجملة بدلًا من أن تقولها، و لسبب ما الكلمات لم تخرج من فمها مما جعله يضع يده على رأسها بخفة و ينحني حتى يواجهها، "توخي الحذر، وداعًا."

"و- وداعًا." قالتها بدون أن تُخفي الدهشة التي بنبرتها قبل أن تذهب مسرعة، تاركة إياه خلفها، و بالرغم من المسافة التي بينهما إلا أنهما كانا يتذكران الذكرى ذاتها.

"إنني حقًا لا أشعر بشعور جيد حيال هذة المهمة .." قالتها بصوت صغير بينما كانت ترتدي حذائها، ففكرة إيجاد مبنى مهجور بجانب النهر فجأة شيء يدعو للشك، لكنها لم تجد رد، فرفعت نظرها لتراه يختار اسلحته، "هل- هل تستمع لي ؟"

Blank | فَارِغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن