11. "عدني."

134 14 76
                                    

"تبدو غاضباً."

"إنني غاضب." قالها بدون أن يرفع نظره من الصحن قبل أن يكمل طعامه بهدوء ليدرك بأن يدها لم ترتفع منذ أن تحدثت، ليخبرها بدون أن ينظر لها مجددًا، "كُلي."

لكنها لم ترفع يدها لينظر لها حتى يجدها تنظر له بإنزعاج، بينما من كانوا يجلسون على الطاولة معهم ينظرون إليهم بتساؤل عن سبب نظراتهم المنزعجة لبعضهم، لكنه لم يهتم لهم و ظل ينظر لها قبل أن ينظر إلى طبقها و كأنه يعيد كلامه بدون كلمات، مما جعلها تأخذ نفسًا طويلًا قبل أن تبدأ بالأكل، و بالرغم من عدم التحدث كان الكل يشعر بالتوتر الذي بينهم، لكنهم يتفهموا، فإنهم يمرون بوقت عصيب بعد كل ما حدث، لهذا لم يجرؤ أحد على الكلام حتى أنتهى الجميع من تناول الطعام.

"هل بإمكاننا التحدث ؟" قالتها من خلفه بينما كان هو في طريقه إلى غرفة الأجتماعات.

"لا، لا يمكننا التحدث، لا أريد التحدث بهذا الأمر مجددًا."

"أليس أنا من عليه أن يكون غاضبًا ؟" قالتها من خلفه مجددًا ليتوقف بطريقه و يلتفت لها بنظرات مُرهَقَة أكثر مما كانت مُنزَعِجة.

"توقفي .." قالها بصوت صغير و كأن صوته على وشك أن يتحطم، "أنا بالفعل أشعر بالذنب، لا أحتاج منك أن تخبريني بهذا." و بهذا أكمل طريقه لتسرع هي حتى تقف أمامه و توقفه قبل أن يدخل الغرفة.

"أنا لا أتحدث عما حدث لي أيًا كان و لا أقصد بكلامي أن أشعرك بالذنب تايهيونج !" قالتها بصوت شبه مرتفع لكنها لم تهتم لهذا، و لم يهتم هو الأخر، "أنا أتحدث عما حدث قبل أن أخرج من هنا، لقد كنت تخنقني، إنني مازلت أشعر بيداك على عنقي، إنني مازلت أراك تحاول قتلي بأحلامي .. لقد ألمني الأمر أكثر لأنك أنت كنت الفاعل .. إنني لا أحاول جعل الأمر أصعب على كِلانا فقط .. دعنا نتحدث." قالتها بهمس و كأنها خائفة من إخراج الكلمات، ليتم أستبدال الإنزعاج الذي بعيناه لحزن .. لألم، شعور قد أعتاد عليه بالفترة الأخيرة.

Blank | فَارِغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن