"لا .." قالتها بحلق جاف بالرغم من أبتلال جسدها، عينااها كانت تُصارع لطريقها حتي تُفتح و رأسها يتحرك بلا تحكُم بسبب حركة السيارة التي هي بها.
"لاا !!" قالتها صارخة .. عيناها علي مصرعيها منفتحتان، أنفاسها التي كانت هادئة منذ لحظة أتضطربت و ضربات فُتات قلبها كانت تؤلمها، عندما نظرت حولها لتدرك أين هي كل شئ حدث منذ دقائق جاء لذهنها بسرعة جعلت عيناها تدمعان و جسدها المُبلل يرتجف .. و لكن ليس بسبب البرد، "أوقف السيارة .."
"نابي .." قالها بأعين دامعة و هو ينظر لها من خلال مرآة السيارة محاولًا جعلها تصمت فالأمر صعب عليه بالفعل.
"قلت لك أوقف السيارة !! الآن !!" صرخت بأعلى صوتها مما جعله يضغط علي المكابح بكل قوته لتتوقف السيارة بمنتصف اللامكان الغير آمن و قبل أن تتوقف تمامًا كانت هي بالفعل قد فتحت بابها لتخرج منها مسرعة .. تركض .. تركض بأسرع ما لديها.
"لا .." قالتها هامسة، محاولة أن تُقنع نفسها بشيء مستحيل لكنها ظلت متمسكة بذرة الأمل تلك بكل ما تملك، أخذت تركض و تركض حتي شعرت بضعف لم تشعر به من قبل، لأول مرة تلك من يسمونها بذات القلب الحديدي قد أصبحت أشبه بالزجاج بل أكثر هشاشة، "لا." خرجت الكلمةة بالكاد من حلقها و زاد تبلل وجهها تلك الدموع التي لم تسقط قبلاً من عيناها لأجل أيي شيء .. أو شخص، بالرغم من تشوش رؤيتها إلا أنها ظلت تنظر للأمام آمله أن تجد ذلك المكان، أن تجد ماء ذلك النهر، أو شيء أفضل.
أن تجده.
"نابي، علينا الرحيل الآن." قالها بنبرة مهتزة مقتربًا منها ببطئ بينما الأخر يقف بعيدًا قليلًا بينهم و بين السيارة، "إن المكان ليس آمناً، عل- .. علينا الذهاب." أمسك كتفها بخفه لتتلوث يداه من الدماء التي كانت تنذف منها ثم جلس بجانبها محاولًا جعلها تنظر إليه، يتمني أن تفعل و أن لا تفعل حتي لا تلاحظ الدموع التي بعيناه، "علينا--"
"أخبرني أن ذلك ليس حقيقيًا." قالتها بصعوبة بسبب حلقها الجاف و نظرت إليه بغضب ممتزج بحزن، على الأقل هو يعرف ذلك الغضب ليس موجه له، لكنه و للمرة الأولي تمني لو أنه كان كذلك، "چيمين أقسم لو أن تلك لعبة من ألاعيبك-- .. إن الأمر لم يعد مضحكًا ! فقط أخبرني أنا لن--" قالتها و هي تمسح وجهها بقوة لإبعاد ضعفها للحظات ثم أمسكت بكلا ذراعيه، "فقط أخبرني أين هو، أنا لن أغضب."
نظر لعيناها بأسى مُتمنياً لو أن بأستطاعته مواساتها حالياً لكنه قد فشل بمواساة نفسن لذا المحاولة قد باءت بالفشل قبل أن تحدث.
"أتمنى لو أنه كان مقلباً، حقاً أتمني لو أنه كان كذلك." قالها هامسًا ليخف الغضب من عيناها و تستبدله مشاعر لم يستطع قرائتها .. أو ربما هو لم يستطع لأن لم تكن هنالك مشاعر، عيناها كانت فقط .. لا تحمل أي شيء، و بتلك اللحظة لقد أدرك ما حدث.
أنت تقرأ
Blank | فَارِغ.
Hayran Kurguتَدَمِّر عَالَمَنَا وَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ أَنْ يَكُونَ عَالَمَ ذَاتِهِ، لَكِنَّكَ كُنْتَ عَالَمِي، رَأَيْتُ بِكَ الْحَيَاةَ وَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ لَمْ أُرِدْ الْمَوْتَ، كُنْتُ تَمْلَأُ ذَاتِي الْفَارِغَةَ، وَ تَمَنَّيْتُ لَوْ كَانَ قَلْبُكَ مُم...