لم يكن ماركوس مدركاً ابداً لهذه الامور ..
الامور التي تخص الاشخاص غيره،بشكل او بآخر انه بات يدرك بأن تفكيره كان دائماً محصوراً بنفسه وبرغباته ولكنه كان يحاول انكار هذه الحقيقه ويقلب الامور على الذين من حوله لكي لا يشعر بالذنب..
يمكنه الجزم بأن حياته تغيرت منذ تلك الليله..
كان غاضباً جداً ويقود بسرعه جنونية بالطبع فهذه كانت اسوأ امسيه قد حظي بها منذ سنين طويله،كيف يمكن ان تكون والدته مستغفلةً بهذا الشكل؟ كيف يمكنها ان تكون حمقاء وتظُن ان ما يفعله فرناند هو الصحيح! ان مجرد التفكير بهذا الرجل يثير حنقه بقوه..
زاد سرعته غير مبالي بالطريق المبلل بسبب المطر وتوجه نحو ابعد مكان اي مكان عن هنا..
لم يشعر بنفسه بعد وقت قصير الا وقد اوقف سيارته بجانب الطريق ومازال الغضب يشتعل به..
هل هو غاضب ؟
ام حزين؟
ام يشعر بالغيره؟
مجرد التفكير بهذا الخيار الاخير يجعله يدرك مدى طفوليته..
ربما حان الوقت لكي ينضج ويبتعد عن هذا المحيط الى الابد فوجوده على ما يبدو لا يثير سوى المتاعب..الامر المثير للسخريه انه لا يعلم اين يذهب..لطالما امتلك كل شيئ يريده لديه كل شيئ منزله امواله وحياته الخاصه ولكن في هذه الليله وبشكل ملحّ شعر وكأنه لم يملك مكاناً يلجأ اليه..
يبدو ان المطر قد توقف الان،نظر من نافذته وفتح الباب بهدوء ونزل،بشكلٍ ما يبدو المكان خالياً بعد ان انتشرت رائحة الرطوبه لا يوجد الكثير من الاشخاص هنا بالرغم من انها العاشره والنصف فقط،اغلق بابه ومشى بهدوء ولم يعلم مالذي يفعله هنا،عليه الاعتراف بأن والدته تسيطر عليه بشكل كبير،حتى حين شعر بأن الارض كلها لم تعد تناسبه وجد بأنه اتى الى اكثر مكان كان يظن ان والدته كانت تحبه فيه،بعدها انتهى كل شيئ حين قابلت فرناند،لا يريد حقاً ان يعكر مزاجه بالتفكير وكأن ما حدث قبل ساعات لا يكفيه،مشى بهدوء وكم بدى هذا الجسر الكبير مهيباً ويجعله يرى كم يبدو صغير الحجم بالرغم من ضخامة جسده وطوله،لم يستطع ايقاف سيل الذكريات والامور السيئه التي لطالما حاول تجاهلها ولوهلة شعر بأنه انجرف عن الطريق بشكل ملحوظ فهو لم يعد يعلم مالذي يفعله اكثر من ذلك..
توقف على جانب الجسر واخرج سيجارته واشعلها واخذ نفساً عميقاً قبل ان ينفث دخانه من فمه..
يبدو ان غضبه قل بعد كل شيئ فهو معتاد على تصرفات زوج والدته وهو يعلم ايضاً انه لا يفعل اي شيئ الا ويكون له مصلحة في ذلك،كل شيئ حدث هذا الصباح حين كان خارجاً من عمله ويشعر بالارهاق في ذلك الوقت رن هاتفه فحمله بفتور واجاب وهو يركب سيارته :
أنت تقرأ
(أنتِ شيئ يخُصني.)
Randomاريدكِ ان تعودي معي.. انا ببساطه لا استطيع التخلي عنكِ بعد الان.." "و من قال بأنني سأذهب معك!" ونظرت له بتوتر وهو ينهض ويتوجه نحوها ولم تعلم هل سوف يفعل شيئاً ام ماذا توقف امامها واتكأ بيديه على ركبته حتى يصبح وجهه مساوياً لها "و هل اخذت موافقتكِ...