البارت الاخير.
"لماذا تطيل النظر الي؟"
سألت جودي عمها فمنذ الصباح الباكر كان قد اعد حقائبه وهو مستعد تماماً للرحيل ولم يتحدث مع جودي طوال الليله الماضيه ودخل غرفته التي اتخذها منذ شهورعدة بالطابق السفلي لينام بها فصعود الدرج كان مرهقاً عليه ..
ومنذ الصباح حين اجتمعوا على مائده الفطور كان يأخذ لها نظرات خاطفه ويسحب عينيه ولكنه الان ينظر اليها بشكل مطول وهي تعرف انه لا ينظر اليها بذاتها بل هو يفكر فقط
"قد ارحل لوقتٍ طويل فهل انتي مستعده لتحمل كل شيء من بعدي؟"
"وكأنك سترحلُ للابد .. "
تكلمت بغير مبالاه وتلقفت كوب شايها وارتشفت منه بمراره
"جودي..."
وكأنه سيقول شيئاً مهماً لكنه صمت حين دخلت ابنته
"ابي سترحل بالفعل؟"
سألته وجلست
"اجل انتظر اشارة من السيد ماركوس فقط .."
"انا اتمنى ان يكون هناك علاج من اجلك بحق!"
تكلمت وكأنها تتمنى هذا وربما ليس فقط من اجل شفاء والدها بل لان فكرة ان جودي ستتولى كل اعماله لا يريحها ومازالت غير متقبله لكل هذه التغيرات التي طرأت فجأه
"اجل.. "
وصمتوا جميعاً ..
ودخلت عليهم زوجته ايضاً وانخرطوا في احاديث عن رحلة العلاج الجديده هذه ولم تشغل جودي بالها بما كان عمها سيقوله قبل دخول غابرييلا فهي تعرف انه قد يقول شيئاً عن كونه لن يرحل ان مازالت تشعر بالغضب منه وهي لا تريد الدخول بهذا النقاش مره اخرى ..
وبعد ساعه من الوقت نهض وودع زوجته وابنته وتبعته جودي الى الباب لتودعه ايضاً
التفت ناحيتها حين اختفت غابرييلا وامها
"تمني لي الشفاء .. "
همس بكلماته واحتضنها وهي شعرت بالجمود بين ذراعيه ولم ترد بل لم تعرف لماذا ارادت البكاء
"حسناً."
وافلتت نفسها منه وتابعته بعينيها حتى ركب السياره وانطلقت وجرت ناحية غرفتها واغلقت الباب وتنفست بثقل
واخيراً سمحت لنفسها بالبكاء .. ليس حزناً على عمها وانما لانها ارادت البكاء بعد كل هذا الوقت من الصمود
هل تعتبر غبيه ان كانت تتمنى حقاً ان يتشافى عمها؟!
ولباقي النهار لم ترد الخروج من غرفتها او مقابلة اي شخص ..
انزل ماركوس هاتفه حين علم اخيراً بإنطلاق ماريوس ليبدأ رحلته العلاجيه وجلس يفكر قليلاً بكل ذلك الكلام الذي دار بينهما الليله الماضيه ..
أنت تقرأ
(أنتِ شيئ يخُصني.)
De Todoاريدكِ ان تعودي معي.. انا ببساطه لا استطيع التخلي عنكِ بعد الان.." "و من قال بأنني سأذهب معك!" ونظرت له بتوتر وهو ينهض ويتوجه نحوها ولم تعلم هل سوف يفعل شيئاً ام ماذا توقف امامها واتكأ بيديه على ركبته حتى يصبح وجهه مساوياً لها "و هل اخذت موافقتكِ...